مدير عام مؤسسة العين الإخبارية: زيارة ولي عهد أبو ظبي تاريخية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الإمارات والصين
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
قال خالد بن ضحي الكعبي المدير العام لمؤسسة العين الإخبارية إن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي إلى الصين خلال الفترة من 21 إلى 23 يوليو الجاري، تمثل محطة تاريخية جديدة في مسار العلاقات المتنامية بين البلدين والشعبين الصديقين وخطوة جديدة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وقال الكعبي لوكالة أنباء شينخوا إن الشيخ محمد كان قد رسخ دعائم هذه العلاقات بثلاث زيارات سابقة للصين في كل من الأعوام 2009 و2012 و2015. وساهمت زيارته الرابعة المنتهية يوم 23 يوليو في تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات.
فعلى المستوى السياسي، هناك تفاهم وتنسيق في المواقف بين البلدين تجاه معظم القضايا الدولية والإقليمية، خاصة في ظل وجود قيادتين في البلدين تدركان أهمية الارتقاء بمسار العلاقات الثنائية، وتؤمنان بحتمية ترسيخ الشراكة بينهما، باعتبارها ضرورة لإرساء أسس الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
كما تجلت هذه الشراكة في الزيارة التاريخية للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الإمارات في يوليو 2018.
وقد وصف الرئيس الصيني دولة الإمارات بأنها واحة التنمية في العالم العربي، وأنها تلعب دورا إيجابيا في صيانة وتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. كما أعرب عن يقينه التام بأن جمهورية الصين الشعبية ودولة الإمارات العربية المتحدة ستفتحان فصلا جديدا من التعاون المشترك لتقديم مساهمات أكبر للعالم ومستقبل البلدين المشترك، مؤكدا أنه رغم البعد الجغرافي بين الصين والإمارات إلا أنهما موطنان لشعبين محبين للكفاح والإبداع والحلم.
أما على المستوى الاقتصادي، فتنظر الإمارات إلى الصين كسوق ناشئة مهمة، وفي الوقت نفسه يزداد تفاؤل المستثمرين الصينيين بإمكانات السوق الإماراتية وآفاقها. فنجد أنه في عام 2017 أصبحت الصين الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات، وقد بلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين في ذاك العام نحو 53.3 مليار دولار.
وفي يوليو عام 2017، وقعت الإمارات والصين اتفاقية رسمية للاستثمار في بناء المنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية بالإمارات، حيث أكدت اللجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح أن المنطقة هي أول منطقة تعاون إنتاجي صينية في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وفي هذا الصدد، أكد الجانب الإماراتي أثناء المشاركة في منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي، الذي عقد في العاصمة الصينية بكين في إبريل الماضي، ترسيخ دور الإمارات وشراكاتها الدولية مع أي مشروع يهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي العالمي، ومنها هذا المشروع الصيني العالمي العملاق.
وحول تدفق الاستثمارات الصينية إلى الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية، قال الكعبي: “يكفي أن نذكر في هذا السياق أن هناك نحو 300 ألف مواطن صيني يعيشون ويعملون في الإمارات، كما أن عدد الشركات الصينية العاملة في الإمارات يناهز 4200 شركة من بينها نحو 170 شركة كبيرة والباقية تتراوح بين المتوسطة وصغيرة الحجم علاوة على 2500 علامة تجارية صينية مسجلة، فيما تنشط معظم الاستثمارات الصينية في قطاعات المقاولات والهندسة والتجارة والتأمين والنقل والنشاطات العقارية”.
وأوضح أن الشركات والمستثمرين الصينيين ينظرون للإمارات على أنها بوابة التجارة الصينية إلى أسواق المنطقة والعالم، ما يدفع كبرى الشركات التجارية الصينية إلى اختيار الإمارات لإقامة مراكزها المتقدمة التي تنطلق منها إلى العالم، مستفيدة من القدرات الكبيرة التي توفرها الدولة لحركة التجارة الإقليمية والعالمية من خلال تطور بنيتها التحتية وكفاءة خدمات الموانئ والمناطق الحرة والخدمات الجمركية، التي تتيح مجتمعة للتجار والمستثمرين تحقيق قيمة مضافة حقيقية تعزز عائدات عملياتهم التجارية، حيث تمثلت آخر الشراكات والمشاريع التي نفذها البلدان في افتتاح محطة كوسكو أبوظبي للحاويات التابعة لشركة كوسكو الملاحية للموانئ في ميناء خليفة.
وتابع الكعبي قائلا إنه من المشاريع العملاقة الجديدة مجمع “سوق التجار”، الذي سيتم إنشاؤه في دبي لتخزين وشحن البضائع الصينية إلى العالم، مشيرا إلى أن هذا المشروع يؤكد دور الإمارات كشريك استراتيجي ومحطة عالمية محورية على طريق الحرير، ويبرهن أيضا بأن الإمارات ستساهم في إحياء هذا الطريق التاريخي، وستقف إلى جانب العالم في خلق مناخ اقتصادي وتنموي، وستشكل حلقة وصل اقتصادية وتجارية دولية.
ولفت إلى أنه من المتوقع أن يعمل انضمام الإمارات إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية على مضاعفة المكاسب الاقتصادية لدولة الإمارات. فعلى سبيل المثال لا الحصر، من المتوقع زيادة حجم التجارة بين الدولتين إلى 70 مليار دولار بحلول 2020، فضلا عن توقعات بأن تكون الإمارات من أكبر الدول المستفيدة من تدفق السياح الصينيين إليها، خاصة أن الإمارات أصبحت أكثر وجهة سياحية استقبالا للسياح الصينيين عربيا وشرق أوسطيا، إذ تجاوز عدد السياح الصينيين إلى الإمارات مليون نسمة في عام 2017، مقابل 3.5 مليون سائح صيني يقومون بالترانزيت في الإمارات.
واليوم يتعزز التوافق الثنائي بين البلدين على أساس مفاده أنه رغم التطور الكبير للعلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية خلال السنوات الماضية، إلا أن هناك طموحات مشتركة لمزيد من التطوير خلال السنوات المقبلة، خاصة أن ثمة إمكانات وفرصا كبيرة لهذا التطوير.
وفيما يتعلق بأهمية الزيارة الأخيرة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين، قال الكعبي إنها جاءت ترسيخا لهذه الرؤية وتعزيزا لها وتطلعا إلى آفاق أرحب من التعاون بين قوتين فاعلتين على الصعيدين الإقليمي والدولي، وسعيا وراء فرصة جديدة لتعميق وتوسيع التعاون والشراكة الثنائية بين البلدين ودفع علاقاتهما القائمة على الصداقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة إلى الأمام.