الفيلم الصيني الأرض الصفراء ضمن اصدارات سلسلة الفن السابع
الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا:
يحظى الفيلم الصيني الأرض الصفراء للمخرج تشن كايجه المنجز عام 1985بمكانة خاصة في الفن السابع نظراً للبصمة الخالدة التي تركها في تاريخ سينما القرن العشرين عموماً وسينما الصين خصوصاً حيث وصف على أنه قصيدة بصرية مشحونة بالعواطف وتتناول كرامة الإنسان بطريقة لم يسبق لها مثيل.
ونظراً لأهمية هذا الفيلم أصدرت المؤسسة العامة للسينما ضمن سلسلة الفن السابع كتاب الأرض الصفراء مع ترجمة كاملة للسيناريو من تأليف النرويجية بوني إس ماكدوغال وترجمة محمد علام خضر وذلك ضمن عدة فصول تضمنت حبكة الفيلم وعملية تصويره وإصداره وعرضه والمناقشات والانتقادات التي دارت حوله.
ويبحث الفصل الأول من الكتاب الواقع في مئتين وواحد وسبعين صفحة من القطع الكبير في المعاني المتعددة التي ينطوي عليها الفيلم استناداً إلى المقالات النقدية الصادرة في الصحافة الصينية والأجنبية وغيرها من المصادر المنشورة من عام 1984 إلى بداية 1987.
ويسرد الفصل الثاني تاريخ تصوير الأرض الصفراء بين عامي 1983 و1984 ويقارن نوايا صانعي الفيلم قبل بدء مشروع إنتاجه مع نسخته المنجزة بينما الفصول الثالث والرابع والسادس والثامن تبين بمجموعها الاستقبال الذي لاقاه الفيلم في الصين.
ويتطرق الفصلان الخامس والسابع إلى كيفية استقبال الأرض الصفراء خارج الصين دون أن تلجأ الكاتبة إلى تحليل الجانب الفني للفيلم وترتيبه في سياق السينما الصينية المعاصرة ما خلا بعض الصور كما أنها لم تركز على النقد الذي عبر عنه السينمائيون أو النقاد المحترفون أو غيرهم من العاملين في حقل الثقافة الصينية.
ويتناول الفصل التاسع من الكتاب سيرة حياة المخرج الصيني تشن كايجه الذي ولد عام 1952 في بكين حيث يعود أصله إلى قرية شاوزهان بمقاطعة شانغل الفقيرة في إقليم فوجيان لوالدين أميين وفقيرين ولكن هذا لم يثنه عن الدراسة والتحصيل العلمي والوصول إلى أن يكون مخرجاً سينمائياً مميزاً.
وتختم ماكدوغال كتابها بفصل يتضمن استنتاجات حول الجدل الذي دار قبل وأثناء وبعد انجاز الفيلم مبينة أن هناك ثغرة بين الجيل القديم والجيل الجديد من السينمائيين الصينيين من ناحية توفر الفرصة لمشاهدة عدد من الأفلام العالمية المتنوعة في الأساليب الفنية وذات الموضوعات المختلفة ما حد من نظرة الجيل القديم للسينما في ذاك الوقت وأثر في الحكم على فيلم الأرض الصفراء.
وتقول ماكدوغال إن اكتساب الفيلم لشهرة واسعة فاقت كل التوقعات جعل من إصدار كتاب يتحدث عنه مشروعا ملحا مبينة أن هذا الكتاب اكتسب شكله النهائي بين أيلول 1986 وحزيران 1987.
وكانت مؤلفة الكتاب قد ترجمت السيناريو الأدبي للفيلم في عام 1985 قبل أن تشاهد الفيلم ولكنها لم تشعر بالرضا عن بلاغة تلك الترجمة بسبب المسافة الشاسعة التي تفصلها عن الفيلم الحقيقي ما دفعها إلى ترجمة سيناريو التصوير كونها رأت فيه عملاً أدبياً وافياً يلخص حبكة الفيلم وشخصياته ومحيطه التصويري بطريقة أفضل من النسخة الأدبية وذلك حسب قولها في مقدمة الكتاب.
وتذكر الكاتبة أن عدداً كبيراً من الأشخاص ساهم في جمع المعلومات الواردة في الكتاب حيث قام جزء منهم بجمع لصاقات الصحف المتعلقة بموضوع الفيلم والمنشورة في كل من هونغ كونغ وبريطانيا والولايات المتحدة واستراليا وهولندا إلى جانب الكتابات كما تم التزود بالصور وشريط الفيلم من معهد الفن المعاصر في لندن.