رئيس مركز دراسات مصري: التنمية الصينية المذهلة على مدار أربعة عقود نتاج للعمل الجاد والقيادة الحكيمة
اعتبر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية محمد منير زهران، أن التنمية المذهلة التى حققتها الصين على مدار الأربعة عقود الماضية هي نتاج للعمل الجاد والقيادة الحكيمة.
وقال زهران، في مقابلة خاصة أجرتها معه مؤخرا وكالة أنباء الصين ((شينخوا))، “لقد زرت الصين لأول مرة في عام 1960، وعندما زرتها مجددا في عام 2018، بما في ذلك العاصمة بكين، رأيت تطورا كبيرا ومباني ضخمة مثل تلك الموجودة في مدينة نيويورك، وشوارع واسعة ونظيفة ومنظمة جيدا، وهذا يعكس حجم التنمية التي حققتها جمهورية الصين الشعبية منذ نشأتها قبل أربعين عام”.
وتتزامن تصريحات زهران مع الاحتفالات الصينية بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949.
وأضاف الدبلوماسي المصري السابق، أن الحزب الشيوعي الصيني نجح إلى حد كبير منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية في إعطاء الأولوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ورفع مستوى معيشة الشعب الصيني.
واستطاعت الصين انتشال نحو 800 مليون شخص من الفقر منذ أن تبنت استراتيجية الانفتاح قبل أربعين عام، كما تهدف الحكومة الصينية إلى القضاء التام على الفقر المدقع بحلول عام 2020.
وتابع زهران، أن “معدل دخل معظم الشعب الصيني مرتفع حاليا وفقا للمعايير الدولية، ومازالت هناك حاجة لاستمرار الجهود لرفع مستوى معيشة بقية الشعب الصيني للمشاركة في جني ثمار التنمية والازدهار”.
وأكد أن “العمل الجاد” و”الحكم الرشيد” من العوامل الرئيسية في نجاح التجربة التنموية للصين، مضيفا أن الحكومات الصينية المتعاقبة نجحت في تحفيز الشعب الصيني على العمل الجاد لخدمة البلاد.
وأشار الدبلوماسى المصرى السابق، إلى أن “الصين تمكنت بشكل كبير من تحقيق هذه التنمية الهائلة من خلال العمل الجاد والحكم الرشيد والحد من النمو السكاني وتعبئة السكان للعمل من أجل خدمة الشعب الصيني وتعزيز اقتصاد البلاد”.
ورأى أن تقدم الصين في شتى مجالات العلوم والتكنولوجيا وتوظيفها في خدمة الاقتصاد الوطني من بين العوامل التي أدت إلى نجاح تجربة التنمية الصينية.
وأوضح أن “الصين أصبحت أيضا بلدا رائدا في علوم الفضاء، فبعد أن حققت الصين التنمية الاقتصادية والاجتماعية على الأرض، انطلقت نحو الفضاء لتلحق بالدول الرائدة في هذا المجال مثل الولايات المتحدة”.
وفيما يتعلق بإسهامات الصين عالميا، قال زهران إن الأمم المتحدة تشهد بأن الصين تعمل وفقا لأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي أطلقتها المنظمة من أجل دفع التنمية والسلام في أرجاء العالم.
وأكد زهران أن “الصين لديها العديد من الإسهامات العالمية بما في ذلك الأدوار النشطة التي لعبتها في منظمة التجارة العالمية ومعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية”.
وأصبحت الصين شريكا في التنمية مع العديد من الدول النامية والاقتصادات الناشئة من خلال الشراكات القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والكسب المشترك.
وقال رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن “الصين لا تتعاطف مع الدول النامية فحسب، لكنها تعمل بشكل عملي لدعمها ودفعها نحو التنمية، وهو ما يظهر جليا في علاقات الصين مع الدول الأفريقية على سبيل المثال، والتي تتبلور في منتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي يعقد دوريا”.
وأضاف ” لقد زرت الصين في عام 2010 عندما كنت رئيسا لوحدة التفتيش المشتركة للأمم المتحدة، وقمت بإجراء تقييم لعلاقات الصين مع الدول النامية، وذكرت في تقريري الصادر عن الأمم المتحدة أن علاقات الصين مع الدول النامية نموذج يجب أن يحتذى به”.
وأردف زهران إنه تمت دعوته إلى الصين في عام 2013 عندما بدأت في وضع خطة جديدة للإصلاح وأطلقت مبادرة الحزام والطريق، التي تهدف إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، من خلال طرق التجارة البرية والبحرية القديمة التي كانت تسمى بـ “طريق الحرير”.
واستطرد أنه أكد دعمه لمبادرة الحزام والطريق عندما كان في الصين أثناء إطلاقها، كما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أيضا دعمه للمبادرة عندما زار الصين في عام 2014.
وينعكس التعاون بين الصين ومصر في إطار مبادرة الحزام والطريق على تقدم عملية التنمية في مصر من خلال المشروعات المشتركة الضخمة في مجالات البنية التحتية والتشييد والطاقة والتجارة والصناعة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وغيرها.
وقال الدبلوماسي المصري السابق، “لقد زرت العاصمة الإدارية الجديدة في مصر وشاهدت مشروعات التشييد العملاقة التى تقوم بها الشركات الصينية هناك، والتي تشمل بناء أطول برج في أفريقيا”.
وأشار زهران إلى العلاقات المتميزة بين المجلس المصري للشؤون الخارجية والسفارة الصينية في القاهرة، وأواصر الصداقة التي تربطه بالعديد من الدبلوماسيين الصينيين.
وتأسس المجلس المصري للشؤون الخارجية قبل 20 عاما، ليصبح واحدا من أبرز مراكز الأبحاث والدراسات في أفريقيا والشرق الأوسط، ويضم المجلس نخبة من الدبلوماسيين السابقين ورجال الفكر المصريين.
واختتم قائلا “أود أن أهنئ الصين، قيادة وحكومة وشعبا، في الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية على هذا التطور الهائل الذي حققته البلاد نتيجة العمل المستنير والقيادة الحكيمة”.