الصين وروسيا تتطلعان إلى مضاعفة حجم التجارة وتكثيف التعاون
اتفقت الصين وروسيا اليوم (الثلاثاء) على زيادة تعزيز التعاون في مجالي التجارة والطاقة وغيرها من المجالات، وحددتا هدفا لمضاعفة حجم التجارة الثنائية.
جاء الاتفاق في الوقت الذي يزور فيه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ روسيا، حيث شارك في رئاسة الاجتماع الدوري الـ24 بين رئيسي الحكومتين الصينية والروسية رفقة رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف.
وأعرب لي عن استعداد الصين للمواءمة بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادى الأوراسي بشكل أفضل والحفاظ على الزخم المتزايد للتجارة الصينية-الروسية وتحسين مستوى تسهيل التجارة والاستثمار.
كما شجع الجانبين على السعي نحو تحقيق هدف مضاعفة حجم التجارة الثنائية.
وتعد الصين الشريك التجاري الأول لروسيا على مدار تسع سنوات. ففى العام الماضي، ارتفعت التجارة الثنائية بنسبة 27.1 بالمئة، محطمة بذلك حاجز الـ100 مليار دولار للمرة الأولى.
ودعا لي الصين وروسيا إلى التنفيذ المشترك لمشروعات الطاقة الكبرى ومواصلة فتح الأسواق لبعضهما البعض واستكشاف نقاط التعاون في تكرير النفط والهندسة الكيميائية.
كما دعا إلى تعزيز التعاون في العلوم والابتكار والتمويل والزراعة والتبادلات دون الوطنية والشعبية.
ومن جانبه، أعرب ميدفيديف عن استعداد روسيا لزيادة توسيع التجارة مع الصين، لافتا إلى أن بلاده ستعمل بجد لتحقيق هدف مضاعفة حجم التجارة.
وقال ميدفيديف إنه إلى جانب التعاون الثنائي في المجالات التقليدية مثل الطاقة، ستعمل روسيا على زيادة التعاون في التكنولوجيا الفائقة وتعزيز التعاون في مجالات تشمل الزراعة والصناعة والطيران والفضاء والطاقة النووية لتحقيق نتائج أكثر فائدة.
وأكد ميدفيديف أن روسيا تعلق أهمية كبيرة على التعاون دون الوطني والتبادلات الشعبية، معربا عن أمل موسكو في إجراء مزيد من التبادلات بين الشباب والجامعات والحكومات المحلية.
جاءت زيارة لي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ70 للعلاقات الدبلوماسية بين الصين وروسيا. وخلال زيارة الدولة التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ لروسيا في يونيو العام الجاري، ارتقت العلاقة بين الصين وروسيا إلى شراكة استراتيجية شاملة للتنسيق لعصر جديد.
وقال لي إن الصين وروسيا، باعتبارهما أكبر جارتين لبعضهما البعض وعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، تتمتعان بعلاقات صحية ومستقرة.
وعلى خلفية تنامي عوامل الشكوك وعدم الاستقرار في الوضع الدولي، فإن تعزيز الصين وروسيا التنسيق الاستراتيجي والثقة السياسية المتبادلة وتعميق التعاون البراجماتي وتكثيف التبادلات الشعبية والثقافية يصب ليس فقط في مصلحة العلاقات بين الصين وروسيا ولكن أيضا في الاستقرار والازدهار على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وقال ميدفيديف إن هذا العام له أهمية بالنسبة للعلاقات الروسية-الصينية لأنه يوافق الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية والذكرى الـ70 للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأشار ميدفيديف إلى أن العلاقات الثنائية تمر حاليا بأفضل حالاتها على مدار التاريخ، قائلا إن من أولويات روسيا في السياسة الخارجية تطوير العلاقات مع الصين بما يتوافق مع حاجات روسيا الخاصة.
ولفت إلى أن البلدين ينسقان على الساحة الدولية ويحثان على ضرورة اتباع القواعد الدولية متعددة الأطراف ومعارضة العقوبات الأحادية.
وخلال الاجتماع، استمع لي وميدفيديف إلى نائبي رئيس مجلس الدولة الصيني سون تشون لان وهو تشون هوا والنائب الأول لرئيس الوزراء الروسي أنطون سيلوانوف ونواب رئيس الوزراء الروسي دميتري كوزاك وتاتيانا جوليكوفا وماكسيم أكيموف.
كما أجرى رئيسا الحكومتين تبادلا متعمقا لوجهات النظر حيال القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وبعد الاجتماع، وقّع لي وميدفيديف على بيان مشترك للاجتماع الدوري الـ24، وشهدا التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات في مجالات تشمل الاستثمار والاقتصاد والتجارة والزراعة والطاقة النووية والطيران والعلوم والتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي.
ووصل لي إلى سان بطرسبرج بعد ظهر أمس الاثنين في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام.