الصين تنشر كتابا أبيض حول تقدم قضية المرأة خلال 70 عاما
أصدرت الصين الخميس كتابا أبيض حول تقدم قضية المرأة خلال الـ70 عاما الماضية، منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.
نشر مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني، الكتاب الأبيض بعنوان “المساواة والتنمية والمشاركة: تقدم قضية المرأة خلال 70 عاما منذ تأسيس الصين الجديدة”.
كان تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949 بشيرا بعصر جديد للمرأة في الصين، حيث تغير وضع النساء الاجتماعي من القمع والاستعباد قبل آلاف السنوات الماضية لتصبح متحكمة في مصيرها، وفقا للكتاب الأبيض.
وورد في الكتاب الأبيض أنه مع نهضة الصين وتحولها إلى دولة أغني وأقوى، يشهد وضع المرأة الصينية الاجتماعي تغيرات هائلة.
ومع دخول تنمية الصين إلى عصر جديد، أصبح النهوض بالمساواة بين الرجل والمرأة وتطوير المرأة بشكل شامل إلى مستوى أعلى لا يتناسب فقط مع الفرص بل له طريق طويل للمضي قدما أيضا، بحسب الكتاب الأبيض.
وبتوجيه من “فكر شي جين بينغ للإشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد”، سوف تلتزم الصين بحماية وتحسين معيشة المرأة، ودعم تنمية المرأة بشكل شامل، وقيادة مئات الملايين من النساء في العمل من أجل تجديد شباب الأمة، وفقا للكتاب الأبيض.
وإلى جانب المقدمة والخاتمة، يتألف الكتاب من تسعة فصول تحمل العناوين: “قضية المرأة ما زالت أولوية قصوى ويتم النهوض بها بنشاط في الصين”، و”النظام القانوني لحماية حقوق المرأة يتحسن باستمرار”، و”دور المرأة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية أصبح بارزا على نحو متزايد”، و”الوضع السياسي للمرأة يتزايد بشكل كبير”، و”مستوى تعليم المرأة ارتفع إلى حد بعيد”، و”الوضع الصحي للمرأة تحسن بشكل جذري”، و”الضمان الاجتماعي للمرأة يواصل التحسن”، و”المرأة تلعب دورا فريدا في غرس فضائل الأسرة”، و”المرأة تشارك في تبادلات دولية ونشاطات تعاون واسعة النطاق”.
قضية المرأة ما زالت أولوية قصوى ويتم النهوض بها بنشاط في الصين
وورد في الكتاب الأبيض أن دعم التطوير الشامل للمرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين يمثلان عنصرين مهمين في النظام الإشتراكي ذي الخصائص الصينية.
ذكر الكتاب الأبيض أن “الصين تولي دائما أهمية كبرى لهذا التطور والمساواة”.
ومن بين التدابير الملموسة التي اتخذت حتى الآن لتحقيق هذه الأهداف، تعزيز إرشاد الحزب الشيوعي الصيني فيما يتعلق بعمل المرأة، وصياغة وتحسين تشريعات المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لحماية حقوق المرأة، وتشكيل آليات عملية لصالح قضية المرآة من قبل المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وتأسيس وتحسين أنظمة عمل الحكومة لتطبيق سياسات للمساواة الوطنية بين الرجل والمرأة، ودعم دور اتحاد المرأة كجسر بين الحزب الشيوعي الصيني والحكومة وحشود النساء.
وأضاف الكتاب أن “هذه التدابير مجتمعة تقدم ضمانة سياسية ونظامية صلبة لتطوير قضية المرأة”.
النظام القانوني لحماية حقوق المرأة الصينية يحقق تحسنا مستمرا
كما ذكر الكتاب الأبيض أن النظام القانوني لحماية حقوق المرأة في الصين يشهد تحسنا مستمرا.
وأضاف الكتاب أنه بناء على دستور وقانون جمهورية الصين الشعبية حول حماية حقوق ومصالح المرأة، يشمل النظام القانوني لحماية حقوق ومصالح المرأة الآن ما يربو على 100 قانون وتشريع منفصلين.
ويحافظ دستور جمهورية الصين الشعبية، باعتباره القانون الأساسي في البلاد، على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، وفقا للكتاب الأبيض.
كما أشار الكتاب الأبيض إلى أنه “خلال الـ40 عاما الماضية من الإصلاح والانفتاح، عززت الصين بشكل دائم الضمانة القانونية للمساواة بين الرجل والمرأة”.
كان قانون جمهورية الصين الشعبية حول حماية حقوق ومصالح المرأة الذي دخل حيز التنفيذ عام 1992، أول قانون أساسي في الصين مخصص لتحقيق المساواة بين الجنسين وحماية حقوق ومصالح المرأة.
ويحدد القانون تفاصيل الحقوق والمصالح القانونية للمرأة في مجالات السياسة والثقافة والتعليم والممتلكات والشؤون الخاصة والزواج والأسرة.
وتم تعديل قانون جمهورية الصين الشعبية لحماية حقوق ومصالح المرأة عام 2005، حيث حدد بشكل رسمي الوضع القانوني للمساواة بين الجنسين كسياسة وطنية أساسية، بحسب الكتاب الأبيض.
كما جاء في الكتاب الأبيض أنه تم تحقيق إنجازات جديدة في التشريعات الخاصة بحماية حقوق المرأة منذ الدورة الـ19 للمؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني، مشيرا إلى سن قانون لمكافحة العنف الأسري عام 2015 كمثال.
دور المرأة متزايد الأهمية في تنمية الصين
وأشار الكتاب الأبيض إلى دور المرأة متزايد الأهمية في تنمية الصين الاقتصادية والاجتماعية.
أصدرت الصين قوانين وتشريعات، من بينها قانون العمل وقانون تشجيع التوظيف وقانون عقود العمل وقانون حول التعاقد بشأن الأراضي الريفية، لحماية حقوق ومصالح المرأة الاقتصادية بشكل كامل، وبخاصة الحق في التوظيف المتساوي وضمان حصول الرجل والمرأة على أجور متساوية في العمل والقضاء على التمييز الجنسي في التوظيف، وفقا للكتاب الأبيض.
وأشار الكتاب إلى أنه “منذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، أولت الصين أهمية أكبر للمساواة بين الرجل والمرأة في التوظيف وتوفير مزيد من فرص العمل وعلى نحو أفضل للمرأة”.
ووفقا للكتاب، فإن المرأة تمثل حوالي 40 بالمائة من القوة العاملة، مضيفا أن المرأة تمثل 55 بالمائة من السكان الذين يديرون أعمالا عبر الإنترنت.
وذكر الكتاب أن قدرات المرأة في الإسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية تعززت بشكل بارز خلال الـ40 عاما الماضية من الإصلاح والانفتاح، ما ظهر في مجالات السياسة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والثقافة والصحة.
وحققت تو يوو يوو، كممثلة للمرأة المتميزة، إسهامات عظيمة في أبحاث الطب الصيني التقليدي والأبحاث العابرة للحدود للطب الصيني والغربي، وهي أول عالمة صينية تحصل على جائزة نوبل، وفقا للكتاب الأبيض.
نمو بارز لوضع المرأة السياسي في الصين
وأشار الكتاب الأبيض إلى نمو بارز لوضع المرأة السياسي في البلاد. وذكر الكتاب أنه منذ الأعوام الأولى من تأسيس الصين الجديدة، صاغت البلاد وطبقت قوانين لضمان حصول المرأة على حقوق متساوية مع الرجل في التصويت والانتخاب والمشاركة في إدارة شؤون الدولة.
وأضاف الكتاب أنه “خلال الأربعة عقود الماضية، منذ بدء عملية الإصلاح والانفتاح، تم تحقيق تقدم مطرد في دعم الديمقراطية الاجتماعية في الصين، ما قدم فرصا وقنوات جديدة للمرأة للمشاركة في السياسة”.
واستطرد الكتاب أنه في عام 2017، بلغت نسبة المرأة بين موظفي الحكومة المعينين حديثا في الهيئات الحكومية المركزية والمؤسسات التابعة لها 52.4 بالمائة، وبلغت النسبة في الحكومات المحلية 44 بالمائة.
وفي عام 2018، مثلت المرأة 22 بالمائة في قيادة المؤسسات العامة الوطنية، بارتفاع 1.6 نقطة مئوية عن عام 2015، بحسب الكتاب.
وذكر الكتاب أن مشاركة المرأة في الإدارة الديمقراطية للمؤسسات زادت أيضا بشكل تدريجي.
وفي عام 2017، بلغت نسبة ممثلات المرأة 39.7 و41.6 بالمائة في مجالس الإدارة واللجان التنظيمية على التوالى، وفقا للكتاب الأبيض.
القضاء على الفجوة بين الجنسين في التعليم الإلزامي بالصين
وذكر الكتاب الأبيض أنه تم القضاء على الفجوة بين الجنسين في التعليم الإلزامي بالصين بشكل أساسي.
وأضاف الكتاب الأبيض أن نسبة إدراج كل من الصبية والفتيات في مدارس التعليم الأساسي بلغت 99.9 لكل منهما عام 2017.
وبلغت نسبة الفتيات في مدارس التعليم الأساسي العادية والمدارس الثانوية العادية 46.5 بالمائة و46.4 بالمائة على التوالي عام 2017، في زيادة بواقع 18.5 و20.8 نقطة مئوية عن المسجلة عام 1951 على الترتيب، بحسب الكتاب.
وأظهر الكتاب أيضا أن نسبة الفتيات في التعليم الثانوي والعالي وصلت إلى أعلى مستوياتها، حيث بلغت نسبة الفتيات في المدارس الثانوية إجمالا 47.7 بالمائة، وفي مؤسسات التعليم العالي العادية 52.5 بالمائة عام 2017.
وبلغت نسبة الفتيات بين طلاب الدراسات العليا 48.4 بالمائة عام 2017، بارتفاع قدره 29.8 نقطة مئوية مقارنة بعام 1985.
إخضاع ما يزيد على 85 مليون امرأة ريفية صينية لفحوصات مجانية لسرطان عنق الرحم
وذكر الكتاب الأبيض أن أكثر من 85 مليون امرأة في ريف الصين حصلن على خدمات لفحص سرطان عنق الرحم بالمجان حتى نهاية عام 2018.
وذكر الكتاب الأبيض أنه تم أيضا تقديم خدمات مجانية لفحص سرطان الثدي لـ20 مليون امرأة في الريف حتى نهاية العام الماضي.
وزاد متوسط عمر المرأة في الصين إلى 79.4 سنة في عام 2015، في زيادة مقارنة مع 42.7 عام في 1949، عندما تأسست جمهورية الصين الشعبية.
وذكر الكتاب أن معدل وفيات الأمهات انخفض إلى 79.4 بالمائة، من 88.8 بالمائة من بين كل 100000 امراة في عام 1990، ثم إلى 18.3 بالمائة من بين كل 100000 امرأة في عام 2018. وتقلصت أيضا الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية، حيث انخفض مستوى وفيات الأمهات في الريف والحضر من 1:2.2 عام 1990 إلى 1:1.3 عام 2018.
وكان هناك حوالي 3080 مؤسسة لرعاية الأمهات والأطفال و807 مستشفيات ولادة وحوالي 640 ألف شخص يعملون في مجال رعاية الأمهات والأطفال في البلاد حتى نهاية العام الماضي، وفقا للكتاب الأبيض.
مواصلة تحسين الضمان الاجتماعي للمرأة
كما ذكر الكتاب الأبيض أن الصين حققت تحسنا مطردا في الضمان الاجتماعي للمرأة خلال الـ70 عاما الماضية.
وذكر الكتاب أن مستوى ضمان خدمات الأمومة وحقوق المرأة زاد بشكل ملحوظ، ووصل عدد الأشخاص المشاركين في تأمين الأمومة إلى 200 مليون في عام 2018، وبينهم 89.27 مليون امرأة، وأن الصين مددت إجازة الأمومة القانونية من 90 إلى 98 يوما.
وأشار الكتاب الأبيض أيضا إلى أن نظام التأمين الطبي للنساء مطبق بالكامل في الصين، وأن نظام التأمين الطبي متعدد المستويات تحسن بشكل أكبر منذ عام 2012، فيما أظهرت إحصاءات عام 2018 أن التأمين الطبي الأساسي يغطي حوالي 540 مليون امرأة.
وأضاف الكتاب أن مستوى تأمين كبار السن من النساء تحسن بشكل بارز، حيث وصل عدد النساء في التأمين الأساسي لكبار السن، إلى حوالي 380 مليونا عام 2017.
وذكر الكتاب كذلك أنه “مع إضفاء الطابع المؤسسي على الضمان الاجتماعي، أصبح لدى النساء الصينيات إحساس أقوى بالوفاء والسعادة والأمن”.
المرأة الصينية تلعب دورا فريدا في غرس فضائل الأسرة
وذكر الكتاب الأبيض أن المرأة تلعب دورا فريدا في غرس فضائل الأسرة بالصين.
وأضاف الكتاب الأبيض أن الصين تولي دائما أهمية كبرى لبناء الأسرة وتركز على حماية حقوق المرأة في الزواج وتأسيس الأسرة وتعزز بشكل متزايد المساواة بين الرجل والمرأة في الزواج والعلاقات الأسرية.
وذكر الكتاب كذلك أن الصين أسست نظام زواج وأسرة لتحسين المساواة بين الجنسين، ونظاما سياسيا لدعم تنمية الأسرة والمرأة.
كما جاء في الكتاب أن الصين بذلت جهودا في تنسيق الموارد الاجتماعية لدعم خدمة التعليم الأسري، والتركيز على الدور الفريد الذي تلعبه المرأة في غرس فضائل الأسرة، كما شهدت البلاد علاقات أسرية متساوية ومتجانسة ومتحضرة بشكل أكبر في العصر الجديد.
المرأة الصينية تشارك في تبادلات ونشاطات تعاون دولية واسعة النطاق
وتشارك المرأة الصينية في تبادلات ونشاطات تعاون دولية واسعة النطاق، بحسب الكتاب الأبيض.
وجاء في الكتاب الأبيض أن الصين تدعم المرأة بقوة وكذلك المنظمات النسائية التي تمثل اتحاد عموم الصين للمرأة للقيام على نحو نشط بجذب أصدقاء وبناء صداقات والتعلم من بعضهن بعضا والنهوض بالتنمية المشتركة مع نساء من شتى بقاع العالم.
وتشارك الصين بنشاط في مؤتمرات دولية وتستضيفها أيضا، كما تنهض بتطور المرأة على الصعيد العالمي، وتنجز بشكل جدي التزاماتها الدولية، وتعكس مسؤولية بلد كبير، وفقا للكتاب الأبيض.
وبحسب الكتاب، تجري البلاد تبادلات وحوارات، وتدعم التعلم المتبادل وتقاسم الخبرات، وتنفذ تعاونا براغماتيا للنهوض بالتنمية المشتركة.
وأضاف الكتاب أن الصين تحافظ على تبادلات ودية مع 145 دولة فضلا عن 429 منظمة نسائية وهيئات معنية ووكالات خاصة بالأمم المتحدة.
ولفت الكتاب أيضا إلى الدور الواضح على نحو متزايد للمرأة الصينية في الشؤون الخارجية، موضحا أن الصين كان لديها 2065 دبلوماسية بما يمثل 33.1 بالمائة من إجمالي الدبلوماسيين، حتى أكتوبر 2018.