وزير الخارجية الصيني يحث الصين والولايات المتحدة على توطيد العلاقات برؤية ويقين
قال وانغ يي عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني في نيويورك يوم الثلاثاء، إن الصين والولايات المتحدة في حاجة إلى الترفع عن الصغائر، والنظر بعيدا ودفع العلاقات الثنائية إلى الأمام برؤية ويقين.
وأشار وانغ في كلمته على مائدة العشاء التي استضافتها اللجنة الوطنية للعلاقات الأمريكية – الصينية ومجلس الأعمال الأمريكي – الصيني والغرفة الأمريكية للتجارة ومجلس العلاقات الخارجية، إلى أنه على مدار العقود الأربعة الماضية، شهدت العلاقات الصينية – الأمريكية العديد من المنعطفات والتحولات.
وأضاف وانغ أنه حتى الآن، فإن العلاقات تسير نحو الأمام وتحرز تقدما بما يتجاوز حتى الخيال الأكثر جرأة.
وأوضح وانغ أن العلاقات الصينية – الأمريكية تمر مرة أخرى بمفترق طرق، موضحا أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة أن تطلعا على التاريخ لتبحثا سويا عن تطلع وتوجيه لعلاقاتهما خلال الـ40 عاما المقبلة.
وأكد وانغ أن التعاون متبادل النفع هو الخيار الوحيد الصحيح للصين والولايات المتحدة، وأن أيا من البلدين لا يستغل الأخر بشكل أكبر، مفصلا الفوائد الجمة لكلا البلدين الناجمة عن التعاون القائم بينهما خلال الـ40 عاما الماضية.
وقال كبير الدبلوماسيين الصينيين كذلك إن مثل هذا التعاون الذي تعزز بالقوى النسبية، ساعد في دفع نمو الاقتصاد الأمريكي، وساهم في خفض ملموس لتكاليف معيشة الأسر الأمريكية، ومكن الشركات الأمريكية من نقل أرباح ضخمة إلى بلدها.
ونوه وانغ إلى أن الاحتكاكات التجارية بين الصين والولايات المتحدة خلال العام الماضي، ألحقت مزيدا من الخسائر الفادحة لكلا البلدين.
وأوضح وانغ أن الرسوم الجمركية المرتفعة تسبب في زيادة تكاليف الإنتاج على الشركات الأمريكية، ورفعت أسعار المستهلك في الولايات المتحدة، وقللت من إمكانية النمو للاقتصاد الأمريكي.
وتابع أن رجال الأعمال والمزارعين والمستهلكين في الولايات المتحدة يشعرون حقا بالضغوط المتزايدة.
وأشار وانغ أيضا إلى أن كل ذلك يشير إلى حقيقة واحدة بسيطة ولايمكن إنكارها تتمثل في أن التعاون يصب في صالح الصين والولايات المتحدة وباقي دول العالم، وأن الخلاف لن يخلق سوى وضع خاسر للطرفين، وسيلحق الضرر بباقي العالم.
والانفتاح والتكامل، بحسب وانغ، يمثلان الاتجاه الصحيح، وسواء الصين أو الولايات المتحدة لا يمكنها التحرك قدما دون الأخرى.
واستطرد وانغ بقول إن البلدين حاليا من بين الشركاء التجاريين والوجهات الاستثمارية الأكثر أهمية لبعضهما بعضا.
وأوضح بالقول إنه مع السلاسل الصناعية والعرض والقيمة، المترابطة للغاية، فإنه يمكن النظر إلى الصين والولايات المتحدة باعتبارهما مجتمعا من المصالح المشتركة.
وذكر وانغ أيضا أنه بالنظر إلى حجم اقتصاد البلدين، ومستوى الاعتمادية بين الجانبين، فإن ما يسمى بعملية الفصل أو غلق كل طرف بابه أمام الآخر لن تكون معقولة أو منطقية.
وأكد وانغ أن الانفصال عن الاقتصاد الصيني سيكون بمثابة انفصال عن الفرص وعن المستقبل.
وفي الوقت الذي تنتفح فيه الصين بشكل أكبر حيال الولايات المتحدة وباقي العالم، فإنها تتوقع أن تقوم واشنطن بالأمر نفسه معها، وتزيل القيود غير المنطقية كافة، وفقا لوانغ.
وحذر وانغ من أن الصراع والمواجهة يقودان إلى اللا شىء، ولا يمكن لأي بلد أن يقولب الطرف الآخر في صورته.
ولفت إلى أنه في ضوء أن الصين والولايات المتحدة تختلفان عن بعضهما بعضا في التاريخ والثقافة والنظام الاجتماعي وطريق التنمية والظروف الوطنية، فمن المحتم أن تكون بينهما خلافات بل وحتى احتكاكات.
ولكن الأمر الأكثر أهمية، برأي وانغ، يعتمد على كيفية إداركهما بموضوعية والتعامل معها بشكل مناسب، مضيفا أنه لا يجب أن تمثل تلك الخلافات فجوة تمنع تواصل الشعبين، وإنما يجب أن تمثل دافعا نحو التعلم المتبادل والتقدم المشترك.
وأدان وانغ ادعاء بعض الشخصيات الأمريكية بأن سياسة التواصل الأمريكية تجاه الصين التي دامت عقودا، قد فشلت في تحقيق غرضها الأساسي الخاص بتغيير الصين، وأنه آن الأوان للرجوع إلى سياسة الاحتواء.
وتابع قائلا “تلك الفكرة القائمة على قولبة الآخرين وفق رغباتها الخاصة، هي فكرة خاطئة من منطلقها الأساسي، ولا يمكن تطبيقها عمليا”.
وأضاف أنه مع مضي 70 عاما، من المهم للولايات المتحدة أن تتفادى افتعال معركة غير رشيدة مع دولة من الخطأ أن تشن عليها تلك المعركة.
وبشأن القواعد الخاصة بالساحة الدولية، دعا وانغ إلى تحمل المسئوليات سويا طبقا لاتجاه التاريح، وقال إن كلا البلدين لا يمكنه أن يحل محل الآخر.
وردا على ما يسمى “بتحول القوة الدولية” والذي يجادل به البعض في الولايات المتحدة، قال وانغ إن مثل هذا الادعاء يعد سوء تقدير بشأن الصين ويعكس فقدان الثقة في النفس.
وفي عالم يتزايد فيه عدد التحديات، لن يكون بوسع أي بلد أن يتصرف بشكل جيد في عزلة أو أن يحل كل المشكلات بشكل فردي، وفقا لوانغ الذي أوضح أن تشارك المسئوليات الدولية يعد اتجاها طبيعيا.
وأوضح وانغ كذلك أنه في ظل هذه العملية، فإن كل بلد، وعلى وجه الخصوص البلدان الكبرى، يمكن أن يستغل قوته النسبية وأن تضطلع بدوره إلى أقصى حد في حددود قدرته، وأضاف أن الصين مستعدة للوفاء بنصيبها من المسئوليات المشتركة.
ودعا وانغ إلى جهود منسقة من كلا الجانبين لإدارة الخلافات على أساس الاحترام المتبادل، وتوسيع أطر التعاون على أساس المساواة والنفع المتبادل والتطوير المشترك للعلاقات المرتكزة على أساس التنسيق والتعاون والاستقرار.