موليير في بكين وفرقة كوميدي فرانسيز للمرة الاولى في الصين
وكالة الصحافة الفرنسية:
في اول جولة لها في الصين تقدم فرقة “كوميدي فرانسيز” في بكين مسرحية “مريض الوهم” الشهيرة جدا لموليير التي خصها الجمهور الصيني باستقبال حماسي مع انه بعيد كل البعد عن المسرحيات الكلاسيكية الفرنسية.
ورغم تقليدها الراسخ القائم على جولات في الخارج الذي قادها الى 80 بلدا منذ نهاية القرن التاسع عشر، فان الفرقة التي اسسها الملك لويس الرابع عشر لم تأت ابدا الى الصين من قبل.
المديرة العامة للغة الفرنسية موريال ماييت اعربت لوكالة فرانس برس عن “تأثر كبير وتوتر” قبل العرض الاول مساء الخميس قرب المدينة المحرمة.
واوضحت “نحن متأثرون جدا فهناك اللقاء مع جمهور جديد مجهول ومعرفة كيف سنفهمه ونتبعه. ونحن فخورون ايضا لانه من الناحية السياسية والرمزية حان الوقت لنأتي الى الصين”.
وقد امتلات الصالة في دار الاوبرا الجديدة الحديثة جدا التي صممها المهندس المعماري الفرنسي بول اندرو فيما تابع الحضور بحماسة مغامرات ارغان مع اطبائه والصيادلة وكلهم يدعون المعرفة.
وعلت الضحكات خلال العرض ولا سيما عندما يقوم بطل المسرحية بالتظاهر بانه مات لسبر روح زوجته الجشعة ومن ثم يعود من الموت فجأة.
وبفضل ترجمة بالصينية تمر على شاشات منصوبة على جانبي المسرح تمكن الجمهور من متابعة الحوارات ولا سيما خلال اللوحات التي يكثر فيها الكلام الطبي.
وتقول موريال ماييت “مريض الوهم هي المسرحية الاخيرة التي كتبها موليير” وقد “قدم شخصيا اربعة عروض منها قبل ان يصاب بعارض صحي خلال احداها وينقل الى منزله حيث توفي. انها مسرحية شجاعة ومضحكة واممية. والضحك والعواطف لا تحتاج الى ترجمة”.
وتضيف ان “الاثارات الهزلية التي ضمنها موليير مسرحيته حول البول وغسل المعدة تثير الضحك عند الجميع. الضحك هو ذاته اينما كان”.
لكن ماييت التي تلعب دور الخادمة توانيت في المسرحية تقول “الا ان في الصين لا يضحكون للمواقف ذاتها” مقارنة بالاخرين و”ثمة احترام اكبر ربما لصورة الاب مقارنة باوروبا”.
والمسرح فن شعبي جدا في الصين حتى في صفوف الطبقات الفقيرة الا ان عددا قليلا جدا من الصينيين يعرف موليير باستثناء طلاب المسرح او الادب الفرنسي.
لكن المحامي الشاب ما ليان قال لدى خروجه من المسرح انه درس موليير قليلا في المدرسة الثانوية.
واوضح “لقد احببت المسرحية كثيرا. انه لصعب قليلا بالنسبة إلينا كصينيين ان نتابع الترجمة لكني رأيت ان المسرحية مضحكة”.
وقد لفتته طريقة التمثيل “المختلفة جدا” للفرقة الفرنسية في حين ان “لغة الجسد ليست بارزة جدا في المسرح الصيني”.
وقال متفرج اخر وهو منتج يدعى زهو مينغفو “لقد احببت المسرحية كثيرا. واداء الممثلين رائع!”.
وتابع يقول “كل هذه العواطف وهذه السخرية وروح النكتة امور ممتازة! انها مختلفة كليا عن المسرحيات التقليدية الصينية. نادرا ما نرى عروضا كهذه في الصين”.
وستعرض المسرحية وهي من اخراج كلود ساتز يومي الجمعة والسبت ايضا. وتعتبر فرقة “كوميدي فرانسيز” من اقدم الفرق في العالم وهي تقوم بجولة اسيوية تشمل ايضا سيول وتايبه بفضل رعاية مجموعة انتاج السلع الجلدية “لونشان”.
ويوفر المركز الوطني للفنون الاستعراضية اي دار الاوبرا الجديدة في بكين وهي على شكل لؤلؤة ضخمة موضوعة على سطح الماء، اطارا مثاليا للمسرحية الا انه اكبر من مسرح ريشوليو في باريس حيث تقدم الفرقة مسرحياتها.
وتقول المديرة “اضطررنا الى تكييف المساحة والضوء الا انه مكان مثالي جدا للاداء والاجهزة الصوتية فيه جيدا جدا”.