البعد الثقافي في العلاقات المغربية الصينية
موقع الصين بعيون عربية ـ
فاطمة لمحرحر:
طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ في سبتمبر 2013، رؤيته المبتكرة الجديدة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن 21، وتسمى هذه المبادرة اختصارا ” الحزام والطريق” والتي اختارنا لها في هذه المقالة اسم ” طريق الحرير الجديد”، وتهدف هذه المبادرة إلى بناء نهضة اقتصادية وثقافية كبرى على طول طريق الحرير القديم، وبناء آليات للتعاون الاقتصادي والثقافي والإنساني، تسعى إلى رفاه كالمغربل الشعوب المطلة على هذا الطريق، وفي تقديري فإن هذه المبادرة هي أهم وأضخم مشروع اقتصادي وثقافي كوني تم طرحه خلال الأعوام الخمسمئة الأخيرة.
وفي هذا الإطار نشير إلى أن من المبادئ الأساسية لمبادرة طريق الحرير الجديد، التواصل الإنساني والثقافي فلا يمكن أن يتم إنشاء هذا الطريق على الأساس المادي فقط، بل يجب الاهتمام بالتواصل والتفاعل الإنساني والثقافي، والسير على طريق التعاون العملي والتوصل الثقافي بخطوات متوازنة، وجعلهما يكملان بعضهما بعضا؛ ولا يمكن أن يجري التشارك في إنشاء ”طريق الحرير الجديد” على أساس ثقافة واحدة فقط، بل يجب دفع التواصل و الحوار، واحترام الأخرين من حيث النظم الاجتماعية والمعتقدات والديانات والتقاليد، واستيعاب ميزات مختلف الحضارات.
وبالرجوع إلى التبادل الثقافي المغربي الصيني نجد أن هذا التبادل يعتبر من أهم علاقاتهما، ليس فقط في الوقت الحاضر بل على امتداد عدة قرون ، وأيضا بالنظر إلى تراثهما الحضاري ودورهما الحضاري المتميز؛ فلم تكن زيارة ابن بطوطة للصين مجرد رحلة عابرة بقدر ما كانت وشيجة ثقافية ربطت المغرب بالصين منذ القدم، كل ذلك وضع أسسا طيبة للعلاقات الثقافية المغربية الصينية.
وفي هذا السياق تم تتويج هذه العلاقات بتوقيع برنامج لتنفيذ اتفاقية التعاون الثقافي بين البلدين 2016-2020، حيث أن لكل من الشعبين المغربي والصيني تراث حضاري قديم، وهو عنصر جذب للطرفين ولهذا خطا المغرب والصين خطوات هامة في مجال دعم ما يتعلق بتطوير العلاقات الثقافية مثل إنشاء معاهد كونفوشيوس، وارسال بعثات للتدريب وتعلم اللغة الصينية والعربية.
*باحثة في الدراسات السياسية والعلاقات الدولية من المغرب ـ كلية الحقوق فاس
هل يمكن الحصول على الترجمة العربية لرحلة “وانغ دا يوان” إلى طنجة في القرن الرابع عشر؟