تعليق : حقا.. الصين صديق لأوروبا المثقلة بالديون
صحيفة الشعب الصينية:
بينما يصارع الاتحاد الاوربى أسوأ ازمة مالية منذ اقامة منطقة اليورو، نقلت الصين بشكل لا لبس فيه استعدادها لتعزيز التعاون مع الكتلة الاوربية المثقلة بالديون بطريقة متبادلة المنفعة .
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يوى فى مؤتمر صحفى يوم الخميس ان” الصين مستعدة لتدعيم التعاون مع الاتحاد الاوروبى وتوسيعه فى مجالات التجارة والاستثمار والتكنولوجيا والمالية”.
وجاء هذه التصريحات بعد موافقة قادة اوربا صباح الخميس على حزمة اجراءات للتخفيف من ازمة الديون السيادية الاوربية .ورحبت بكين بخطوة الاتحاد الاوربى واملت ان “تؤدى الى تعزيز الثقة فى السوق “.
استقبل موقف الصين النشط جيدا من قبل دول اوربية . وقال الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى يوم الخميس” اذا …الصينيون قرروا الاستثمار فى اليورو بدلا من الدولار الامريكى , فلماذ نرفض؟.
بيد ان البعض فى الغرب فشل فى فهم نية الصين الحسنة تماما . وزعموا ان ثانى اكبر اقتصاد فى العالم سيجنى مكاسب من وراء ازمة الديون الاوربية لانه يحمل اجندة خاصة. وذهب البعض الى ابعد منذ ذلك الى حد تعزيز الحمائية التجارية .
فى واقع الأمر , يشكل استقرار وازدهار اوربا امرا مهما لاستقرار وتنمية الصين، نظرا للترابط الوثيق بين الاقتصادين.اذ يعد الاتحاد الاوربى اكبر شريك تجارى للصين ، وتعد الصين ثانى اكبر شريك تجارى له.
ويعنى هذا الترابط الوثيق انه عندما تقع اوربا فى ازمة عميقة , فان الصين لن تقف فى موقف المتفرج . وبدلا من ذلك , بإعتبارها صديق وشريك حقيقى لاوربا , فانها مستعدة لمد يد العون وستسعد عندما ترى انتعاشا سريعا للاقتصاد الاوربى .
وفى احدث لفتة لاظهار التضامن مع الاتحاد الاوربى , قال كبير المستشارين السياسيين الصينيين جيا تشينغ لين الاسبوع الماضى، خلال زيارته الى اليونان, ان “الصين مستثمر طويل الاجل فى سوق الديون السيادية الاوروبية، وستواصل دعم اوروبا واليورو فى المستقبل”.
ان بادرة بكين الحسنة هى بمثابة رد جيد على اولئك الذين يرون فى الصين منافسا يهدد اوربا .وعلى الرغم من الاختلافات السياسية والاقتصادية والثقافية, تبقى الصين والاتحاد الاوربى صديقين وشريكين جيدين , ويمكنهما التعاون بطريقة متبادلة المنفعة .
لكن ، فى خضم ازمة الدين غير المسبوقة فى اوربا , لا يمكن للصين ان تضطلع بدور المنقذ للاوربيين وتوفر ” العلاج ” للوعكة الاوربية .
فمن الواضح ان الامر يعود الى الدول الاوربية نفسها لعلاج مشكلاتها المالية. ويمكن للصين ان تساعدها فى حدود قدراتها كصديق .
ان حزمة الانقاذ التى اقرت يوم الخميس تتضمن شطب 50 فى المائة من الديون على الحكومة اليونانية وزيادة كبيرة فى حجم صندوق الانقاذ الاوربى . ومثل هذه الاجراءات ستحفز الثقة قطعا على المدى القصير .
بيد ان هذا الاتفاق ليس سوى نقطة بداية لعملية طويلة ومعقدة لحل ازمة الديون .وهناك حاجة لبذل المزيد من الجهود المنسقة .
وبينما يرجح ان تصبح قضية الديون الاوربية موضوعا محوريا فى قمة مجموعة العشرين المقبلة فى كان بفرنسا , فان الصين يحدوها الامل فى ان يساعد هذا المؤتمر فى معالجة التحديات المالية المترامية واستعادة الثقة فى السوق وتعزيز النمو الاقتصادى العالمى .
ويحبذ ان تأخذ قمة القادة الاوربيين بأصوات الاقتصادات الناشئة ,التى تستحق , بفضل مساهماتها الملحوظة فى النمو والانتعاش الاقتصادى العالمى, فهما افضل ومعاملة على قدم المساواة.