تعليق: نفاق بومبيو في قضية هونغ كونغ
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
يبدو أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد أدرك هذه الأيام أعماقا جديدة للمعلومات المضللة والوقاحة خلال حديثه بشكل سيء عن بكين وسياستها تجاه هونغ كونغ.
وفي خطاب ألقاه أمس الأول الجمعة في معهد بيكر للسياسات العامة بجامعة (رايس)، انتقد الوزير الأمريكي الصين مجددا على خلفية هونغ كونغ، قائلا إن الحزب الشيوعي الصيني “يناقض” ما وعد به فيما يتعلق بسياسة “دولة واحدة ونظامان”.
وللعلم، فمنذ عودة هونغ كونغ إلى الصين قبل 22 عاما، كانت الحكومة المركزية الصينية تنفذ سياسة “دولة واحدة ونظامان” بكل إخلاص بما يتفق بدقة وبصرامة مع الدستور والقانون الأساسي.
ومنذ يونيو، تلتزم بكين بدعمها القوي لحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة وقوة الشرطة المحلية لإنهاء العنف واستعادة النظام في المدينة.
ولكن بعض السياسيين الأمريكيين، مثل بومبيو، رفضوا الاعتراف بهذه الحقيقة.
وفي الواقع، فإن نوع سياسة “دولة واحدة ونظامان” الذي يريدون من الحكومة الصينية أن تتسق معه يكمن في حرمان بكين من الحقوق الدستورية الواجبة والمسؤوليات السيادية على جزء من أراضيها. وفي رأيهم، فإن الاستقلال الذاتي لهونغ كونغ والولاية القضائية المشروعة لبكين ينافي بعضهما البعض ولا يجتمعان.
وهذا تشويه متعمد؛ إذ أن السياسة تمنح هونغ كونغ درجة عالية من الحكم الذاتي، لكن هذا الحكم الذاتي لا يحدث إلا في إطار دولة واحدة. ولن يُسمح لأية محاولة تسعى للنيل من هذا المبدأ.
وفي تصريحاته أيضا، تحدث بومبيو عن اعتزام حكومته تشجيع حل قضية هونغ كونغ “بطريقة غير عنيفة”.
وإذا كانت واشنطن مهتمة حقا بإنهاء العنف في هونغ كونغ، فمن الأفضل أن تتوقف عن العمل تعويذة حماية لهؤلاء الانفصاليين والمشاغبين في هونغ كونغ الذين يستمرون في تهديد حكم القانون وتعطيل النظام الاجتماعي بأعمالهم العنيفة.
ومنذ يونيو، خرب المتظاهرون العنيفون في هونغ كونغ المتاجر وهاجموا ضباط الشرطة وأغلقوا الطرق وأضرموا النار في محطات السكك الحديد للنقل الجماعي، وحوّلوا الجامعات إلى معاقل وأوقفوا الدراسة وارتكبوا جرائم مروعة مثل طعن وحرق أشخاص يختلفون معهم.
وبدلا من تشجيع مثيري الشغب على استخدام الوسائل غير العنيفة، اختار بعض السياسيين الأمريكيين مثل بومبيو صب الزيت على النار. فقد قابلوا جوشوا وونغ تشي-فونغ وغيرهم من الانفصاليين أصحاب الآراء المتشابهة، وقدموا ما يسمى بقانون هونغ كونغ لحقوق الإنسان والديمقراطية لعام 2019، وسيتمادون بشكل أكبر وأكبر في الحملة التي يقودونها لترويج الشائعات حيال قضية هونغ كونغ.
حتى أن بعض المشرعين الأمريكيين المنافقين، من بينهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، أبدوا تعاطفهم مع مثيري الشغب المتعصبين ووصفوا أعمالهم الوحشية بأنها “مشهد جميل ملفت للانتباه”، في حين شوه آخرون من سمعة أجهزة الشرطة والقضاء التي تطبق القانون في هونغ كونغ بكل صرامة. إن ممارسات النفاق والمعايير المزدوجة واضحة جدا ولا يمكن إغفالها.
إن شؤون هونغ كونغ شؤون داخلية بحتة للصين ولا تحتمل أي تدخل من أية قوى أجنبية. وستواصل بكين الوفاء بالتزامها بـ”دولة واحدة ونظامان”.
وبالنسبة لأنصار وجهة نظر بومبيو وبيلوسي، فإن إسهامهم الأكثر فعالية لإعادة السلام والاستقرار إلى هونغ كونغ لا يكون إلا من خلال إنهاء تلطيخ سمعة الصين وإبعاد أيديهم عن الشؤون الداخلية للصين.