ترجمة الكتب الصينية محل اهتمام أكبر لمركز ترجمة مصري نظرا لتأثير الصين العالمي
يركز المركز القومى للترجمة في مصر على ترجمة المزيد من الكتب الصينية مباشرة إلى اللغة العربية، لمساعدة القراء المصريين والعرب على فهم الصين بشكل أفضل، نظرا لتأثيرها العالمى المتزايد، هكذا قال الدكتور أنور مغيث مدير المركز في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء الصين ((شينخوا)).
وأوضح مغيث، أن القراء العرب كانوا يتلقون معرفتهم عن الصين من خلال الكتب الصينية المترجمة إلى العربية من لغات وسيطة مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
وأضاف مدير المركز القومى للترجمة، “لقد واجهتنا مشكلة نقص الكتب الصينية المترجمة مباشرة إلى العربية، مع ازدياد التأثير الثقافي الصيني في جميع المجالات مثل الفن والأدب والشعر والعلوم والصناعة والتنمية وغيرها”.
وللتغلب على هذا النقص، قام المركز القومى للترجمة حتى الآن بترجمة أكثر من 30 كتابا مباشرة من الصينية إلى العربية في شتى مجالات المعرفة، حسب مغيث.
وتابع “لدينا أيضا حوالى خمسة أو ستة كتب صينية مترجمة تحت الطباعة، ولدينا عقود لعشرة كتب صينية أخرى سيتم ترجمتها قريبا”، مضيفا أن المركز يخطط لترجمة 20 كتابا صينيا كل عام.
وتأسس المركز القومى للترجمة في عام 2006، وهو مؤسسة غير ربحية تابعة لوزارة الثقافة المصرية.
وأشار مدير المركز، إلى أن عدد الكتب التي يترجمها المركز يعتمد على الثقل الثقافي العالمي للأمة التي ينتمي إليها الكتاب.
وأعرب عن أسفه لأن الترجمات العربية المتاحة لكتاب “الطريق والفضيلة” للفيلسوف الصيني الشهير لاو تزو، على سبيل المثال، مترجمة من الألمانية والإنجليزية.
وأكد أن “المركز القومى للترجمة خطط لإعطاء الأولوية لترجمة الكتب الصينية، والتركيز على الترجمة مباشرة من اللغة الصينية، فمثلا لو كان علينا أن نختار ترجمة أحد ثلاثة كتب أجنبية بينها كتاب صيني، سوف نختار ترجمة الكتاب الصيني”.
ولفت مغيث، وهو أيضا أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بجامعة حلوان، إلى أن المركز لا يترجم فقط الكتب الصينية المتعلقة بالاقتصاد والتنمية، بل إنه يترجم أيضا الشعر والأدب الصيني ليتيح للقراء العرب معرفة المزيد عن ثقافة وقيم الشعب الصيني.
وأضاف أن المركز يهتم بترجمة المزيد من الكتب الصينية عن الأدب لأن الكثير من القراء العرب لديهم شغف بالقراءة عن الأدب الصيني.
وقال “لقد ترجمنا رواية الذرة الرفيعة الحمراء للأديب الصيني مو يان قبل أن يفوز بجائزة نوبل في الأدب، ما يدل على أننا تدرك جيدا أهمية الأعمال الصينية التي نترجمها إلى اللغة العربية”.
ومن أبرز الكتب الصينية التي ترجمها المركز القومى للترجمة إلى اللغة العربية “تاريخ تطور الفكر الصيني”، و”الصناعات التحويلية الصينية في عصر العولمة”، و”تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الصين”، و”مختارات من أشعار أسرة تانغ”، و”ثقافة الطعام الصيني”.
ويتعاون المركز القومى للترجمة أيضا مع فرع مؤسسة دار الحكمة للصناعات الثقافية في القاهرة، وهي شركة صينية – مصرية من ضمن أنشطتها نشر الكتب المترجمة من الصينية إلى العربية والعكس.
وكشف مغيث، عن أن المركز وقع بروتوكول مع دار الحكمة لترجمة كتاب “تاريخ الأدب الصيني”، المؤلف من ثلاثة مجلدات، معربا عن ترحيبه بالتعاون مع دار الحكمة وأي دار نشر أخرى ترغب في ترجمة الكتب الصينية إلى العربية.
ومن أهداف المركز أنه لا يترجم الكتب فحسب، بل يناقش أيضا محتواها من خلال عقد ندوات يستضيف فيها المؤلفين والمترجمين والقراء.
وأوضح أن المركز يعقد أيضا دورات تدريبية للمترجمين للتأكد من وجود مترجمين محترفين لترجمة الكتب المطلوبة، مشيرا إلى أن المركز عقد ثلاث دورات تدريبية للمترجمين من الصينية إلى العربية حتى الآن.
وأطلق المركز القومى للترجمة بالتعاون مع المركز الثقافي الصيني بالقاهرة منتصف يونيو الماضي مسابقة لترجمة إحدى الروايات الصينية إلى اللغة العربية، وتقتصر المسابقة على صغار المترجمين، وتعد فرصة جيدة لهم لتنمية مهاراتهم واكتساب الخبرة والفوز بالجائزة في نفس الوقت.
وقال رئيس المركز القومى للترجمة، إن “هذه المسابقة مربحة للطرفين، حيث ترغب الصين في الترويج لصورتها الحقيقية من خلال الكتب المترجمة، ونحن نود أن نعرف المزيد عن الصين وإعداد المترجمين المحترفين للكتب الصينية”.
وأشار مغيث إلى أن المركز القومى للترجمة والمركز الثقافي الصيني قد اتفقا على عقد المسابقة سنويا، لزيادة عدد الكتب الصينية المترجمة إلى العربية، وتنمية مهارات المترجمين من الصينية إلى العربية.