في السّياحة مع الصين..
صحيفة الدسنور الأردنية ـ
مروان سوداح:
تُعتبر العلاقات السياحية بين الأردن والصين مهمة للغاية، وبالذات ضمن الفضاء التعاوني للبلدين، وهي عامل تقريب أساسي بينهما، ودافع لتعزيز الفهم المتبادل لثقافتين آسيويتين متلاقحتين عبر تاريخيهما المُتداخل.
في أيامنا تبرز أمام البشرية جمعاء مهمة جليلة، ألا وهي تعزيز التبادل السياحي والثقافي، لِمَا يُمثّله هذا الفِعل من روافع أساسية لعملية تقارب الأُمم وتعزيز أجواء السلام الشامل، في مواجهة صُناّع الحروب ومُفبرِكي الأزمات وناشري الويلات والمُستهترين بسفك دماء الأبرياء.
مؤخراً، وخلال وجودي بالصين، انعقدت برعاية وزارة الثقافة والسياحة الصينية وجامعة الدراسات الدولية (بكين)، ندوة تداولية حول السياحة بعنوان «اجتماع الوسط التعليمي لمنتدى التعاون الصيني العربي للسياحة لعام2019 والدورة الثامنة لمنتدى الدراسات العربية». ولأهمية هذا اللقاء يرى الباحث الأردني (الدكتور حمزة الفضلي)، الخبير بالشأن الصيني والمُقيم بالصين، أن تنظيمه يتم في سياقات النمو المتواصل للسياحة العربية الصينية، ولذلك شاركت في الاجتماع أسماء متميزة من20 بلداً عربياً ومسؤولين وممثلين صينيين رفيعي المستوى، اتّفقوا على أهمية السياحة العربية الصينية، وصيانتها وتطويرها في الظروف العالمية الحالية بالذات، وأعلوا قيمتها المُضافة في السياقات الرسمية و»الدبلوماسية الشعبية».
ويَستطرد الفضلي بأن مداخلات المشاركين في أروقة الاجتماع أتّسمت بِبُعدِ النّظر، وهم من الأردن والجزائر والأمارات ومصر والمغرب، بالإضافة إلى السفراء العرب المُعتمدين لدى الصين، وناقش الجميع بروح المسؤولية العالية سُبّل تعزيز التعاون الثقافي والسياحي بين الجانبين العربي الصيني، وذلك لإدراكهم العميق إيجابيات هذا المنحى الانساني ضمن السياسية الدولية.
واللافت للانتباه اهتمام الجانب الصيني، والذي لخّصه خطاب (تشانغ شيوي) نائب وزير الثقافة والسياحة الصيني، إذ بيّن في كلمته أن وزارته نظّمت الاجتماع استناداً لمبادرة سبق أن طرحها الرئيس الصيني (شي جين بينغ) خلال اللقاء الوزاري الـ8 لمنتدى التعاون الصيني العربي، رغبة بتطوير الفرص، ولوضع خطط للتعاون السياحي واتّجاهاته، ولتشكيل آلية ومنصّة متعددة الأطراف بهذا الاتجاه.
وفي هذا الصدد، أظهرت البيانات الصادرة عن منتدى التعاون الصيني العربي للسياحة للعام2019، أن عديد السياح بين الصين والدول العربية، ارتفع بمتوسط16.5 بالمائة سنوياً، خلال الخمس سنوات الماضية، بفضل (مبادرة الحزام والطريق)، وتشير توقّعات إلى أن عديد السياح الصينيين ممن سيزورون العواصم العربية سيبلغ مليوني سائح حتى نهاية2019.
كمتابع للعلاقات الأردنية والعربية الصينية منذ نصف قرن، ألمس ضرورات تعظيم الفِعل السياحي الأردني الصيني، من خلال توظيف آليات مُتجدِّدة في هذا الميدان، بضمنها تأسيس منظمة متخصصة بالعلاقات السياحية مع الصين، وأخرى للسياحة العربية الصينية، لاسيّما وأن السياحة الصينية أصبحت الأكثر نشاطاً عالمياً، وواحدة من ركائز الفَعل التنموي والثقافي والمَعرفي للتطور المتناغم بين العالمين العربي والصيني.
*صحفي وكاتب أردني متخصّص بالشؤون الصينية ورئيس الاتحاد الدولي للقلميين أصدقاء الصين