تشغيل المسار الشرقي لخط أنابيب الغاز الطبيعي بين الصين وروسيا
دخل المسار الشرقي لخط أنابيب الغاز الطبيعي بين الصين وروسيا حيز التشغيل اليوم (الاثنين)، ما يمثل بداية حقبة جديدة في التعاون في مجال الطاقة بين البلدين.
وفي مكالمة أجراها عبر الفيديو بعد ظهر اليوم في بكين، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث شهد رئيسا الدولتين مراسم تشغيل المسار، إن “المسار الشرقي لخط أنابيب الغاز الطبيعي مشروع تاريخي للتعاون في مجال الطاقة بين الصين وروسيا ونموذج للتقارب العميق بين مصالح البلدين والتعاون المربح للجانبين.”
وقدم شي التهنئة بإطلاق خط الأنابيب وأعرب عن تقديره لفرق البناء من البلدين.
ومن المتوقع أن يوفر خط الغاز للصين ما يقرب من 5 مليارات متر مكعب من الغاز الروسي في 2020 ومن المتوقع أن ترتفع الكمية إلى 38 مليار متر مكعب سنويا بداية من 2024، وفقا للاتفاق الذي يمتد إلى 30 عاما وقيمته 400 مليار دولار أمريكي والموقع عليه بين شركة البترول الوطنية الصينية وعملاق الغاز الروسي (غازبروم) في مايو 2014.
ويصل طول خط الغاز العابر للحدود إلى 3 آلاف كم داخل روسيا، بينما يمتد إلى 5111 كم داخل الصين.
وقال وانغ يي لين، رئيس مجلس إدارة الشركة الصينية، إن خط الأنابيب يستخدم الصلب (اكس80) شديد القوة وبقطر كبير يصل إلى 1422 ملم ويتحمل ضغطا عاليا يبلغ 12 ميجا باسكال.
وبدأت أعمال البناء في الجزء الصيني من المسار الشرقي لخط الأنابيب في يونيو 2015. وبدخول الصين عبر مدينة خيخه الحدودية ومروره عبر تسع مقاطعات وبلديات ومنطقة ذاتية الحكم، رُبط خط الأنابيب أيضا بشبكات غاز طبيعي موجودة في الصين من أجل السماح لإمدادات الغاز الطبيعي الروسية بالوصول إلى مناطق شمال شرقي الصين وبكين-تيانجين-خبي ودلتا نهر يانغتسي.
وأوضح شاو هوا، المدير العام لشركة تطوير الغاز الطبيعي المحدودة في مدينة خيخه التابعة لشركة (تشاينا جاس)، أن المدينة الحدودية لا تزال تعتمد بشكل كبير على الفحم من أجل التدفئة. ومع تشغيل الخط، أصبح بإمكان المدينة الآن الوصول إلى إمدادات مستقرة من الطاقة النظيفة.
وبلغ استهلاك الصين من الغاز الطبيعي نحو 280.3 مليار متر مكعب في 2018. وسيواصل الطلب على الغاز الطبيعي في الصين الارتفاع حتى 2040، ليتجاوز الإنتاج المحلي بنحو 43 بالمئة، وفقا لتقرير صدر عن وكالة الطاقة الدولية.
وتهدف الصين إلى زيادة استخدام الغاز الطبيعي إلى 10 بالمئة من مزيج الطاقة بالبلاد بحلول 2020، و15 بالمئة بحلول 2030، حسبما ذكرت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح.
وقال سون شينغ شيانغ، نائب كبير الاقتصاديين بشركة هندسة خطوط أنابيب البترول المحدودة التابعة لشركة البترول الوطنية الصينية، إن تشغيل المسار سيساعد في تقليل الانبعاثات السنوية لثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والغبار بنحو 164 مليون طن و1.82 مليون طن و460 ألف طن و840 ألف طن، على التوالي.
وأوضح “هذا سيحسن بشكل فعال هيكل استهلاك الطاقة في البلاد وسيخفف من تلوث الهواء على طول المسار وسيحافظ على سمائنا زرقاء.”
ولفت ما يو جيون، خبير بأكاديمية العلوم الاجتماعية في مقاطعة هيلونغجيانغ، إلى أن المشروع مثال ناجح لممارسة الصين لمفهوم “المنفعة المتبادلة والربح المشترك” في التعاون الدولي، ويجمع بين مزايا الموارد الوفيرة في روسيا والسوق الشاسعة في الصين.
وأوضح الخبير أن المشروع سيعزز أيضا تنمية الشرق الأقصى الروسي.