تعليق: إلقاء اللوم على الصين لن يعالج الأمراض الأمريكية
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
في الوقت الذي يميل فيه الساسة في واشنطن إلى إلقاء اللوم بشكل أعمى على الصين عن كل شيء يفسدونه تقريبا، يبدو رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق نيوت غينغريتش يتمتع على الأقل بشيء من الرزانة.
وكتب غينغريتش في كتابه الجديد الذي يحمل عنوان “ترامب ضد الصين: مواجهة أكبر تهديد لأمريكا”، “لا يمكن لوم الصين على بعض أكبر الإخفاقات ونقاط الضعف في أمريكا”، مستشهدا بأمثلة في مجالات مثل التعليم والجيش والفضاء وتقنيات الجيل الخامس.
ومنذ وقت طويل، وبدلا من مراجعة أنفسهم، عمد بعض الساسة الأمريكيين بشكل متزايد إلى توجيه أصابع الاتهام إلى الصين، زعما أن الصين تستغل الولايات المتحدة، وبالتالي هي السبب وراء العجز التجاري الأمريكي المرتفع جدا، ونقل الملايين من الوظائف إلى الخارج.
وليس غينغريتش بالطبع هو أول شخص يتحلى بالشجاعة أو الحكمة ليقول جزء من الحقيقة.
إذ يتفق الاقتصاديون في جميع أنحاء العالم عموما على أن معظم الخسائر في وظائف قطاع الصناعة التحويلية في الولايات المتحدة على مدى العقود العديدة الماضية ترجع إلى سلاسل التوريد المعولمة والتطورات التكنولوجية الجديدة مثل الأتمتة، وليس للعمال الصينيين الذين يعملون بجد علاقة بذلك.
علاوة على ذلك، اختلفت العديد من الدول الأوروبية الكبرى مع واشنطن حول حظرها غير المبرر ونواياها السيئة تجاه شركة هواوي الصينية للتكنولوجيا. وقد أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بقوة أن تكنولوجيا هواوي لن تُستبعد من منافسة الجيل الخامس في بلادها.
وكتب غينغريتش في كتابه “ليس ذنب الصين أن شركات الاتصالات الأمريكية القديمة والبيروقراطية والراسخة أخفقت في وضع استراتيجية عالمية للجيل الخامس على مدى السنوات الـ11 التي عملت خلالها شركة هواوي الصينية لتصبح رائدة عالميا”.
إن تعليق شماعة الفشل على شخص ما أسهل بكثير في الواقع من إيجاد الحل للمشكلة، ولكن اتخاذ الصين ككبش فداء لن يحقق للولايات المتحدة أي شيء. ولعلاج الأمراض الأمريكية، يحتاج صناع القرار في واشنطن إلى التخلي عن الأكاذيب المريحة ومواجهة الحقائق غير السارة.
ولعل أحد أهم الدروس المستفادة هو حاجة السياسيين في بيلتواي إلى الجرأة للقيام بمراجعة ذاتية جادة، والبدء في البحث عن الأسباب الحقيقية لكافة أنواع المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالولايات المتحدة، وإجراء الإصلاحات الضرورية.
وهناك تذكير آخر هو أن هؤلاء المتشددين ضد الصين بحاجة إلى قراءة التنمية في الصين بموضوعية وعقلانية. إذا قاموا بذلك، سيجدون أن الصين المستقرة والمزدهرة تتناسب بشكل جيد مع مصالح واشنطن طويلة الأجل في هذا العالم، الذي يتزايد فيه الترابط والاعتماد المتبادل.
وقد كتب غينغريتش “علينا أن ننظر إلى أنفسنا وأخطائنا وإخفاقاتنا. فالعبء الملقي على عاتقنا لتحديث وإصلاح نظامنا الخاص هائل”.
وقد يكون عبء إصلاح النظام الأمريكي هائلا، لكن جائزة استعادة العقلية التي تستند إلى الحقيقة ستكون أكبر.