حفل إطلاق نادي قراء مجلة الصين اليوم في لبنان: حدث ثقافي كبير على طريق تعزيز العلاقات العربية الصينية
موقع الصين بعيون عربية ـ
بيروت ـ علي محمود ريا:
شهد لبنان الأسبوع الماضي (الجمعة 13 كانون الأول) حدثاً ثقافياً كبيراً على طريق تعزيز العلاقات العربية الصينية تمثل بإطلاق نادي قراء مجلة الصين اليوم، وهو النادي الذي يمثل إطلالة مهمة للمجلة الوحيدة المطبوعة باللغة العربية في الصين على جمهور قرائها في لبنان.
وقد جاءت زيارة وفد كبير ورفيع المستوى من المجلة إلى بيروت كتأكيد من المجلة على أهمية هذا الحدث الثقافي والإعلامي، حيث ترأس الوفد نائب رئيس تحرير المجلة، عضو المجلس الاستشاري لجمهورية الصين الشعبية السيد وانغ ماو هو وشارك فيه الرئيس التنفيذي لفرع مجلة الصين اليوم في الشرق الأوسط الأستاذ حسين اسماعيل، وهو الصحافي العربي المصري المشهور والرائد في تعزيز العلاقات العربية الصينية، ومعهما الأستاذ طه، بنغ تشويون، والأستاذ درية، نان بي باو من إدارة المجلة.
وحضر الاحتفال الذي أقيم في فندق فورسيزونز في الواجهة البحرية للعاصمة بيروت وفد من سفارة جمهورية الصين الشعبية في العاصمة اللبنانية ضم مديرة المجلس السياسي في السفارة السيدة تان يان (نهى) رئيسةً والأستاذ ما تينسونغ (نجيب) عضواً.
ومن لبنان شهد اللقاء ـ الحفل حضور عدد من الشخصيات الأكاديمية والإعلامية البارزة والتي تهتم بالعلاقات العربية الصينية، على رأسها رئيس الرابطة اللبنانية الصينية للصداقة والتعاون الدكتور مسعود ضاهر ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية في كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور أحمد ملّي.
وبعد تقديم من الأستاذ حسين اسماعيل، تناول فيه مهمة الوفد والأهمية التي توليها مجلة الصين اليوم لهذه الزيارة وهذا اللقاء، ألقى السيد وانغ كلمة بالحاضرين تحت عنوان: “دور وسائل الإعلام في تعزيز العلاقات الصينية- اللبنانبة والعربية” ينشر موقع الصين بعيون عربية نصّها الكامل فيما يلي:
السيدات والسادة
يسعدني أن أكون هنا، في لبنان أرض الحضارة والثقافة والعلوم والفنون، هذا البلد الجميل الذي سكن قلوب الصينيين بروائع أدبائه وإبداعات فنانيه. وما يسعدني أكثر هو أنني هنا بين هذه الكوكبة من المفكرين والمثقفين ومحبي الصين.
السيدات والسادة
إن العلاقة بين الصينيين واللبنانيين علاقة وثيقة تضرب بجذوررها في أعماق التاريخ، فقد ربط طريق الحرير القديم بين البلدين منذ أكثر من ألفي سنة، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل أكثر من ثمانية وأربعين عاما، حقق البلدان الصديقان إنجازات عظيمة في المجالات كافة، ومنها التعاون والتبادل في مجال الإعلام، الذي نحتفل اليوم بأحد تجلياته وهو إعلان انطلاق نادي قراء مجلة ((الصين اليوم)) في لبنان برئاسة الأستاذ محمود ريا.
السيدات والسادة
والصين تعتمد في تواصلها مع المنطقة العربية على أدوات متعددة، من بينها الإعلام. إن الدول العربية تعتبر شريكا هاما للصين في المجالات المختلفة، مما يفرض على الجانبين أن يعززا التعاون والتبادل في مجال الإعلام. إن البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني- العربي للفترة من عام 2018 إلى عام 2020، في الفصل الخامس عشر، قد تضمن التعاون في مجال الإعلام والنشر والإذاعة والسينما والتلفزيون، حيث أكد الجانبان الصيني والعربي على: تعزيز التعاون بين الجانبين في مجال الإعلام، بما في ذلك تشجيع التواصل بين المؤسسات الإعلامية الصينية والعربية، ودعم الأنشطة الإعلامية المشتركة؛ والتعاون في تطبيق مذكرات التفاهم بشأن برنامج تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام التي وقعها مكتب الإعلام لمجلس الدولة الصيني مع الأجهزة الإعلامية المختصة في العديد من الدول العربية؛ ومواصلة الدفع بتنفيذ “مذكرة التعاون بين الهيئة الوطنية للإعلام والنشر لجمهورية الصين الشعبية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بشأن الترجمة والنشر للكتب الصينية والعربية والأعمال الأدبية”، والدفع بأعمال الترجمة والنشر للمزيد من الكتب الصينية والعربية الممتازة؛ ومواصلة تشجيع مؤسسات النشر العربية والصينية على المشاركة في المعارض الدولية للكتاب المقامة في الجانب الآخر.
السيدات والسادة
إن الصداقة بين الشعوب أساس العلاقات بين الدول، كما أن التقارب بين الشعوب أحد المحاور الهامة لمبادرة الحزام والطريق، فيما تعد التبادلات الثقافية والفنية بين الصين والدول العربية بمثابة تعزيزٍ لفهم أفضل وصداقة أعمق بين الشعبين الصيني والعربي.
لقد ازدهرت الحضارتان الصينية والعربية في الماضي، ومن ثم يجب على كل جانب الاستفادة من حكمة الجانب الآخر وإمكانياته بشكل أكبر. وفي هذا السياق، يلعب الإعلام دورا جوهريا في توثيق هذا التواصل.
لقد طرح الرئيس شي جين بينغ في حفل الافتتاح للاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني- العربي الذي عقد في شهر يوليو العام الماضي، أنه من أجل دفع التواصل الودي بين شعوب الجانبين، في السنوات الثلاث القادمة، ستدعو الصين عددا كبيرا من العلماء والخبراء والشخصيات والمسؤولين الحكوميين لزيارة الصين، بالإضافة إلى توفير عشرة آلاف فرصة تدريب للدول العربية في مختلف التخصصات، ومن بينها الإعلام. ودعا الرئيس شي الجانبين إلى العمل دون كلل باتجاه أهداف النهوض بالأمتين العظيمتين وبناء مجتمع صيني- عربي بمصالح متقاربة ومستقبل مشترك.
إننا نعيش حاليا في عصر الإعلام والمعلوماتية، بفضل التطور التقني الهائل لوسائط الاتصال الذي شهدته السنوات الأخيرة. وقد أضحى الإعلامُ ركيزةً أساسية لتعزيز التبادلات بين الدول. وقد كان للمجموعة الصينية للنشر الدولي منذ تأسيسها قبل سبعين عاما، قَصَبَ السَبْق في هذا المجال من خلال إصداراتها العديدة باللغة العربية التي أتاحت للقارئ العربي معرفة أحوال الصين ونشاطاتها المختلفة. إن مجلة ((الصين اليوم)) التابعة للمجموعة الصينية للنشر الدولي ومنذ انطلاق طبعتها العربية في سنة ألف وتسعمائة وأربعة وستين، تُولي، اهتماما خاصاً بتعزيز الشراكة الصينية- العربية، وكان لها الفضلُ في إلقاء الضوء على الجوانب المختلفة لمبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين في عام 2013 والتي انضم إليها عدد معتبر من الدول العربية ومنها لبنان.
((الصين اليوم))، وهي المجلة الصينية الشهرية الوحيدة المتعددة اللغات الموجهة للقراء في أنحاء العالم، تلتزم بنقل واقع الصين اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعلميا وسياحيا إلى العالم. وتحرص المجلة على أن توفر للقارئ المعلومات المفيدة وتصور الحياة الواقعية في الصين، وهذا ما يجعلها نافذة هامة على الصين. وبعد سنوات من الجهود، أصبح تأثير ((الصين اليوم)) ملحوظا في العالم العربي، ويكتب على صفحاتها ساسة ومفكرون كبار، من بينهم أبناء لبنان الذي ينضم اليوم إلى الدول العربية التي تحتضن ناديا لقراء ((الصين اليوم)).
بين الثقافة ووسائط الاتصال علاقة لا تنفصم، والبشرية لا يمكنها أن تحقق التواصل إلا بوسائل الإعلام، ولا يمكن أن نحقق الإبداع الثقافي من دون التواصل والتبادل. إن الحضارة البشرية لم تكن لتتطور إلى وضعها الحالي إن لم يشهد العالم سلسلة من التغيرات الثورية بما في ذلك وسائط الاتصال. ومن هذا المنطلق، فإن ((الصين اليوم))، ومنذ بداية الألفية الجديدة تنتهج سياسة التوطين، والتي كان من نتائجها الجلية اندماج طبعتها العربية في المجتمعات العربية، تتأثر بها وتؤثر فيها وتتفاعل معها على نحو متزايد.
إن أحدا لا ينكر أن وسائل الإعلام الإلكتروني تساهم بدور كبير في تعزيز التبادلات بين الصين والدول العربية. ومواكبةً للتطور التقني في مجال الإعلام، دشنت المجموعة الصينية للنشر الدولي قبل أكثر من عشرين سنة الطبعة العربية لموقع ((شبكة الصين))، فضلا عن المواقع الإلكترونية لكافة إصدارات المجموعة.
السيدات والسادة
لقد جرت مياه كثيرة في نهر التبادل الإعلامي بين الصين والدول العربية، وحققنا منجزات ملموسة في تبادلاتنا الإعلامية البناءة والمثمرة، ولكن علينا أن نعترف بأن طريقا طويلا ما زال أمامنا لنصل إلى ما نصبو إليه. ونحن على ثقة بأننا، بجهودنا المتضافرة وعملِنا الدؤوب، سنبلغ غاياتنا ونحقق آمال شعوبنا.
شكرا لكم على حسن استماعكم
وألقى مدير موقع الصين بعيون عربية الأستاذ محمود ريا كلمة نادي القراء، الذي تم اختياره رئيساً له، وهذا نصّها الكامل:
نرحب بكم جميعاً، نرحب بالزوار الأعزاء من الصين ومن مصر، وبالسادة الحضور المميزين من لبنان، الذين شرّفونا في حضور هذا الحفل المميز، حفل إطلاق نادي قراء مجلة الصين اليوم في لبنان.
“أنا أتمنى دعاية أكثر لمجلة الصين اليوم وأقولها بصراحة، هذه المجلة ذات محتوى سلس للغاية ولكن نحن نفتقر إلى دعاية لها، نحن نحتاج إلى حملة دعائية بل عدة حملات لتعريف العرب بهذه المجلة حتى يزداد انتشارها أكثر فأكثر لأنني أثق بأن من يريد أن يعرف الصين فعليه قراءة هذه المجلة التي سوف تحقق له خيراً كثيرا.”
قائل هذه الكلمات ليس أنا، بل هو موجود بيننا اليوم، إنه الأستاذ حسين إسماعيل، الرئيس التنفيذي للمجلة في الشرق الأوسط، وقالها في أواخر العام 2009، وبالتحديد في 23-12-2009 أي قبل عشر سنوات تماما من هذا التاريخ الذي نحن فيه، وأنا أسأله الآن: أي مستوى من التقدم في التعريف بالمجلة في العالم العربي تحقق بعد هذه السنوات؟
كنت شاباً يافعاً عندما وقعت في يدي المجلة الزاهية التي هي “الصين اليوم” لتشكل بالنسبة لي دهشة كبرى، فالصين بعيدة جداً، وغامضة جداً، فكيف يمكن لها أن يكون فيها هذا الحجم من الجمال والتطور، وكيف يُعرض علينا نحن القراء العرب، وباللغة العربية؟
ومنذ ذلك الحين تفتّح في ذهني اهتمام بالبلد العظيم وبشعبه المميز، إلى أن كان القرار باختيار الصين كمجال للاهتمام وللدراسة، وكانت الصداقة الحقيقية التي نشأت بيني وبين الكثير من الأصدقاء الصينيين من مختلف الأعمار وفي مختلف المواقع الإعلامية والسياسية، ليأتي حدث اليوم تتويجاً لهذه الصداقة، ونقطة انطلاق نحو آفاق أوسع مع الصين كدولة وكإعلام وكشعب طيب ومتواضع وخلوق.
اليوم نسأل: ماذا يعني إطلاق هذا النادي؟ ماذا نريد منه وماذا يريد منا؟
هذا النادي هو أداة تواصل فعالة بين المجلة وقرائها في لبنان، بما يؤدي إلى خلق تفاعل حقيقي بين ما تقدمه المجلة من مواد إعلامية مميزة، وبين القراء اللبنانيين، ليس فقط من خلال القراءة السلبية فقط، ولكن أيضاً من خلال المشاركة بأكثر من طريقة، ومن خلال حضور المجلة بيننا كورق، وكأشخاص، وكروح.
ماذا نريد من المحلة للنادي؟
نريد المجلة أولاً، أي أن تكون متوفرة بشكل سهل ودائم لأعضاء النادي وللبنانيين بشكل عام، وهذا يتطلب توزيعاً فعالا ونشطاً وفي مختلف المناطق اللبنانية.
نريد حضوراً رسمياً دائماً للمجلة في لبنان، من خلال مندوب متطوع يكون صلة وصل بين المجلة وقرائها والمهتمين بموادها، كما من خلال حضور المسؤولين في المجلة والاهتمام بالعلاقات اللبنانية الصينية على أعلى مستوى.
نريد إفساح المجال للمواضيع المكتوبة بأقلام لبنانية كي تُنشر على صفحات المجلة وعلى موقعها الإلكتروني.
نريد أن لا تؤثر الأزمة التي يعاني منها الإعلام المكتوب في لبنان والعالم على وجود المجلة وحضورها، بل أن يجعل منها بديلاً إعلامياً حاضراً لسد الفراغ الذي تعاني منه الساحة اللبنانية في هذا المجال.
أما ماذا تريد المجلة منا، نحن الذين سنكون نادياً لقرائها في لبنان، فهو برأيي المتواضع ما يلي:
ـ تأسيس نادٍ منظّم وفعّال ودائم لقراء المجلة في لبنان، يشارك فيه النخبة من الكتّاب والمهتمين بالشأن الصيني، كما يشارك فيه شرائح جماهيرية تتطلع للتعرف على الصين وإنجازاتها بعيداً عن التضليل الإعلامي الذي يُمارس بحق هذه الدولة الكبيرة.
ـ الاهتمام بالمواد التي تنشرها المجلة والتعليق عليها وتقييمها بشكل دائم، ما يساهم في رفد المجلة بخبرات الإعلاميين اللبنانيين ويساعد على تعزيز العلاقات الإعلامية بين الصين ولبنان.
ـ تقديم مواد إعلامية تهم البلدين وتناسب الرسالة التي تحملها المجلة، بحيث ينتقل التفاعل من مرحلة القول إلى مرحلة الفعل.
إنها اقتراحات سريعة أقدمها في هذا اللقاء الجميل، الذي تميّز بحضوركم الأخوي، والذي توّجه حضور هذا الوفد الصيني ـ العربي رفيع المستوى بشكل خاص للإشراف على إطلاق النادي، ما يدلّ على مدى الأهمية التي توليها إدارة المجلة للبنان ولمثقفيه ولقراء مجلة الصين اليوم فيه، فأهلا بكم وبهم، وأتمنى للأصدقاء الأعزاء إقامة طيبة في لبنان، وإن كنا نتمناها أطول كي نستفيد منهم بشكل أكبر، ولكن كما يقول المثل اللبناني: خيرها بغيرها، وسيكون لنا إن شاء الله الكثير من اللقاءات مع مسؤولي المجلة، نحن وإياكم، من سنكون الأعضاء في نادي القراء.
وتقبلوا كل الحب والاحترام.
وبعد إلقاء الكلمات فتح المجال للحضور النوعي لإبداء ملاحظاتهم حول عمل النادي ومسائل متعلقة بالإعلام الصيني باللغة العربية والعلاقات العربية الصينية بشكل عام، وكان الحوار شيّقاً ومليئاً بالفائدة والحيوية، وتولى الأستاذ حسين إسماعيل والسيدة تان الرد على أسئلة الحاضرين.
ثم تم تقديم بعض الهدايا الرمزية للوفد الزائر، وفي الختام وزع السيد وانغ والأستاذ إسماعيل على أشخاص مختارين شهادات تعيينهم أعضاء في المجلس الاستشاري للمجلة في الشرق الأوسط.