الحملة المأجورة على الصين: من أين تنبع العنصرية؟
موقع الصين بعيون عربية ـ
ماجدة ريا:
عندما يكون منبع الحملة الولايات المتحدة الأمريكة والدول الغربية توقّف ملياً وفكّر!
لا لأقول لك إتبع كلامي، وإنما لأن هذا المنبع يفتقد المصداقية.
فعندما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بوضع لوائح الإرهاب، وتصنف أشرف وأطهر فئة من الناس بالإرهابيين، وأعني بهم أهل المقاومة الشرفاء، فقط لأنهم يجابهون إرهابها الذي لا ينفك يرمي بثقله على العالم، ولأنهم قاتلوا الكيان الصهيوني الغاصب رأس الإرهاب والذي طالما أمعن فتكاً وتقتيلاً في ناسنا وأرضنا (جنوب لبنان) إبان الإحتلال والحروب المفتعلة، ولأنهم قاتلوا التكفيريين صنيعتهم باعترافهم، والذين عاثوا فسادا وإرهاباً في الديار.. عندها نعرف أن القاضي الذي نصّب نفسه حاكما على العالم إنما هو الخصم والحكم.
فالولايات المتحدة الأمريكية تنصّب نفسها قائداً لكل العالم، وقاضياً يحاكم كل من يخالفها الرأي ليصبح إرهابياً!
في حين أن سياساتها الغاشمة، وجشعها غير المحدود في ثروات البلدان (خاصة النامية والضعيفة) هما السبب الرئيس في قهر الشعوب ومعاناتها، ومن ثم إثارة النعرات لتقتتل فيما بينها فتسطو على ما تشاء من هذه الثروات، وتصنّف كل من يقف بوجهها بالإرهابي.
وبعد أن أشعلت الفتن في عالمنا العربي، تقوم الولايات المتحدة الأمريكية اليوم بتحريك موجات من الحقد الأعمى لمزيد من اللعب بعواطف الناس تجاه ما تطلق عليه “اضطهاد المسلمين في الصين” وهنا وجب القول “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” فآخر من يحق له التحدّث عن اضطهاد المسلمين هم الغرب والإمريكيون بشكل خاص، وكلنا نعرف نظرتهم للمسلمين بعد 11 أيلول 2001 ، والعنصرية المقيتة التي يتعاملون بها مع كل مسلم، ولم ينجُ من ذلك المسلمون الذي أصبحوا من سكان تلك البلاد!
العنصرية متجذّرة في دمائهم، فهم من يتعاملون بعنصرية تامة مع السود، ومع المسلمين، ومع كل من يختلف عنهم أو معهم. وتظهر العنصرية بكل وضوح في كيان اغتصب الأرض ويريد “تطهيرها” من كل ما هو غير يهودي، بكل وقاحة وفي العلن، ولم يشهد العالم موجات تشهير بأي من أنواع العنصرية الحقيقية، في حين توجه سهام حقدهم باتجاه الصين اليوم، هذا البلد الراقي، الذي يتعامل بمحبة وتواضع مع العالم، ويقف لمناصرة القضية المحقة في وجه الجشع الأمريكي ويتهمونه بممارسة الإرهاب ظلماً وعدواناً، فهم لا ينفكون يثيرون القلاقل، ويحركون الأيادي الخبيثة في كل مكان داخل بلدان العالم من أجل مزيد من السيطرة والسطوة غير المشروعين، ومن أجل تحقيق المكاسب على حساب الشعوب التي يظلمونها بافتراءاتهم.
الصين اليوم قوة عظمى يحسب لها ألف حساب في المحافل الدولية، ويصح فيها قول “إذا جاءتك مذمّتي من ناقص فهي الشهادة لي بأنّي كامل” ولكن يبقى المؤسف المخزي هو انجرار بعض العرب المذبوحين بالسكين الأمريكية وراء هذه الحملة المغرضة عن جهل وحقد وعدم معرفة.
متى تستيقظ هذه الشعوب من سباتها؟ وتبني معرفتها بذاتها بعيداً عن العصبية العمياء والجهل المطلق؟
متى سيميّز البعض بين الصديق والعدو؟ بين من يريد له السلام ومن يهديه الموت كل يوم؟.
*كاتبة، مساعد أول لأمين سر الاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء (وحلفاء) الصين (لبنان). عضو مؤسس للاتحاد الدولي