حقائق شينجيانغ
موقع الصين بعيون عربية ـ
غسان أبو هلال*:
تابعتُ وما أزال اتابع بألم شديد ما يتم نشره من مغالطات عن منطقة شينجيانغ في غربي الصين، وأتألم أكثر لأن الحملة التي تقف في وجه العداء لمسلمي الصين والصين، ضعيفة، ولا ترتقي في العالم الى مستوى محبة الشعوب للصين أمة وبلداً عايشناهما نحن العرب منذ بداية طريق الحرير القديم، الذي ربطنا مع الصين بالمحبة والاخوّة التي لا يجب ان نتنكّر لها.
من الواضح أن الحملة الظالمة على شينجيانغ، تهدف الى فصل هذه المقاطعة عن الصين، وفصل المسلمين الصينيين فيها عن بقية مسلمي الصين والعالم كله، ووضع القيادة الصينية في حالة متواصلة من الدفاع عن النفس، برغم ان إظهار الحقيقة لا يجب ان يكون من موقف الدفاع عن النفس، بل في موقف الهجوم، لكشف المستور في هذه الحملات التي تأخذ شكلا خطيرا يعمل على تجريد الصين من كل امكانياتها الدفاعية، الفكرية والاعلامية والعلمية، ولاستهداف مكانتها الاقتصادية وللاضرار بعلاقاتها أولا مع الدول الاسلامية كثيرة العدد (نحو 57 دولة تدخل في عضوية “منظمة التعاون الاسلامي”)، ثم مع الدول العربية (22 دولة عضو في “جامعة الدول العربية”، إضافة الى سوريا = 23 دولة) التي تحتل مساحة كبيرة واستراتيجية في العالم، وتحتاج اليها عدة دول تعمل من اجل جعلها تابعة أبدياً للغرب بطرقها ومنافذها الاستراتيجية.
مكانة شينجيانغ متميزة في الصين في كل المجالات، وهي تتطور بصورة أسرع من غيرها من مناطق الصين، لأنها تقع على طريق الحرير الصيني الجديد (مبادرة الحزام والطريق)، ولأنها تحد دولاً عديدة منها اسلامية مهمة للصين في العلاقات الدولية والاقتصادية ورابط القربى، الذي يراد له من بعض الدول أن ينقطع وصلَه ما بين الصين وهذه الدول الجارة للصين.
وعن تطور شينجيانغ، نشرت صحيفة الشعب الصينية عن وكالة أنباء شينخوا، في تموز2009، الحقائق التالية، القديمة، التي “لم يتنبّه” إليها في وقتها العالم المعادي الآن للصين، والتي لا نجد لها الآن مكانة في الحملة المعادية للصين، وبرغم قِدَم هذه المعلومات عن شينجيانغ، إلا أن أحداً من ألابواق الحالية الزاعقة ضد الصين، لم يلتفت إليها، كذلك لم يأخذ بها الإعلام عموماً، فشينجيانغ اليوم، تضاعف تطورها، وهي تتبوأ مكانة بلد غربي احرز تقدّمه الحالي الذي يفاخر به خلال مئات السنين:-
1/بلغ إجمالي الدخل المحلي لشينجيانغ 420 مليار يوان ( حوالي 61.4 مليار دولار أمريكي)عام 2008، واحتل دخل الفرد المركز الحادي عشر في البلاد.
2/شينجيانغ غنية بالبترول والغاز الطبيعي. وقد أنتجت المنطقة 27.2 مليون طن من البترول الخام عام 2008، وهي ثاني أكبر منتج للبترول في الصين. وبلغ إنتاجها من الغاز الطبيعي 24 مليار متر مكعب العام (2008)، لتحتل المركز الاول في البلاد.
3/إستقبلت شينجيانغ العام 2008، 22.3 مليون سائح، من بينهم 360 ألفا من الخارج، ما يجعلها تحقق عائدات تقدر بحوالي 20 مليار يوان في هذا القطاع.
4/شهدت التجارة الخارجية للمنطقة نموا سريعا خلال الاعوام القليلة الماضية. وبلغ اجمالي حجم تجارتها الخارجية 22.2 مليار دولار أمريكي العام 2008.
5/يوجد بالمنطقة التي تغطي سُدس إجمالي مساحة الاراضي في الصين، حوالي 150 ألف كم من الطرق السريعة، و3 آلاف كم من خطوط السكك الحديدية، و14 مطارا عاملا.
6/بلغ عدد المؤسسات التعليمية المختلفة فيها 8076 مؤسسة حتى نهاية عام 2008، تضم ما يزيد على 4.4 مليون طالب.
لكن…
في ديسمبر من العام الراحل،2019، عرضت وكالة أنباء شينخوا، حقائق جديدة عن شينجيانغ، دخلت بموجبها هذه المنطقة “حقبة جديدة من التنمية والوحدة والاستقرار منذ تحريرها سلمياً في 25 سبتمبر 1949”.
.. واوردت شينخوا “بعض الحقائق والأرقام” عن التقدم الاقتصادي والاجتماعي في شينخوا، الذي وصفته ب”الهائل”، والذي حققته المنطقة على مدى الأعوام السبعين الماضية”، جاء فيه ما يلي:
— بلغ إجمالي الناتج المحلي لمنطقة شينجيانغ 791 مليون يوان ( 111 مليون دولار أمريكي) عام 1952. وارتفع هذا الرقم في العام 2018 إلى 1.22 تريليون يوان، وهي زيادة تبلغ نحو 200 ضعفا قياسا باختلاف الأسعار خلال تلك الفترة التي سجل فيها إجمالي الناتج المحلي للمنطقة نموا سنويا بلغ معدله 8.3 بالمائة.
— ضخّت الحكومة المركزية استثمارات بنحو 2.35 تريليون يوان في شينجيانغ على مدى العقود السبعة الماضية، من أجل تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة. وتباهي شينجيانغ بأنها تضم الآن 21 مطارا مدنيا وشبكة طرق تربط تقريبا بين جميع قرى المنطقة.
— شهدت شينجيانغ استمرارا لتحسين ودعم هيكلها الصناعي، حيث تغيرت النسب بين الفئات الصناعية الثلاث من 64.7 : 22: 13.3 في عام 1952 إلى 13.9:40.3:45.8 في العام 2018. وقد ساهمت الفئات الصناعية الثلاث، ومن بينها السياحة والإنترنت المعزز، في تحقيق نمو اقتصادي بالمنطقة بلغت نسبته 62.3 بالمائة عام 2018.
— وصل حجم التجارة الخارجية في شينجيانغ 20 مليار دولار أمريكي في العام2018، أي نحو 1481 ضعفا لما بلغه حجم التجارة الخارجية في عام 1950. وقد واصلت المنطقة تعزيز التبادلات والتعاون في المجال الاقتصادي مع البلدان المجاورة بفضل مبادرة الحزام والطريق.
— تضاعف نصيب الفرد من الدخل المتاح في كل من المناطق الحضرية والريفية في شينجيانغ بأكثر مائة مرة في الفترة من عام 1978 إلى عام 2018. حيث وصلت الرقم العام 2018 إلى 32764 يوانا في المناطق الحضرية و 11975 يوانا في المناطق الريفية.
— حققت شينجيانغ تقدما ساحقا في تخفيف حدة الفقر على مدى الأعوام السبعين الماضية. فمن عام 2014 إلى عام 2018، انتشل نحو 2.3 مليون شخص من الفقر، مع انخفاض نسبة عدد الفقراء من 19.4 بالمائة إلى 6.1 بالمائة.
— مع تحسين الرعاية الصحية، ارتفع متوسط عمر الفرد في شينجيانغ من نحو 30 عاما في 1949 إلى 72.35 عاما في 2018.
— في عام 1949، كان نحو 90 بالمائة من سكان شينجيانغ أُميون لا يجيدون القراءة والكتابة، فيما كانت نسبة الملتحقين بالتعليم من الأطفال في سن الالتحاق بالمدارس أقل من 20 بالمائة. ووصلت نسبة الملتحقين بالمدارس من تلك الفئة في العام 2018، 99.91 بالمائة.
— شهدت شينجيانغ ازدهارا سياحيا خلال الأعوام الأخيرة، حتى العام 2018، بفضل مناظرها الطبيعية الفريدة، وثقافتها الشعبية، واستقرارها الاجتماعي الشامل. ووصل عدد السائحين الذين زاروا المنطقة من الداخل والخارج أكثر من 150 مليون سائح، بارتفاع نسبته 40.1 بالمائة على أساس سنوي.
في هذه الحقائق وفي هذه الارقام مشهد جميل لتطور هائل في منطقة شينجيانغ، لا يَجد، للاسف، مَن يتحدث عنه أو يُشيد به، ولذلك نطالب جميع الذين يديرون الهجوم الحالي على الصين، التفكّر بهذه الارقام، والتي تعني اهتماما واضحا من الصين بجميع مواطنيها، بمن فيهم المسلمون والقوميات التي تدين بالاسلام فيها.
#غسان_ أبو_هلال: ناشط اجتماعي في وسائل التواصل الاجتماعي، وعضو في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين و #الكتّاب_العرب أصدقاء (وحُلفاء) #الصين.
ـ المصادر:
1/ وكالة أنباء شينخوا الرسمية الصينية – بكين.
2/جريدة “الشعب” الصينية – بكين.
3/ موقع انترنت “منظمة التعاون الاسلامي”.
4/موقع انترنت “جامعة الدول العربية”.