القاهرة تستضيف مؤتمرا ترويجيا للدورة الثالثة لمعرض الصين الدولي للواردات
استضافت العاصمة المصرية القاهرة في أحد فنادقها الكبرى المطلة على نهر النيل، اليوم (الأحد) مؤتمرا ترويجيا للدورة الثالثة لمعرض الصين الدولي للواردات المقررة في مدينة شانغهاي خلال الفترة من 5 – 10 نوفمبر 2020.
وشهد المؤتمر، الذي نظمته السفارة الصينية في القاهرة، حضورا كبيرا من رجال الأعمال ورؤساء الشركات والمؤسسات الاقتصادية المصرية المختلفة.
واستعرض المشاركون تقييم الدورتين الأولى والثانية لمعرض الصين الدولي للواردات، والنجاحات التي تحققت خلالهما، والاستعدادات الجارية على قدم وساق للدورة المقبلة.
كما تم استعراض الإجراءات والخطوات التي ينبغي على الشركات المختلفة اتباعها للمشاركة بالدورة المقبلة وفرص التسويق المتاحة خلال المعرض.
وقال ليو فو شيويه نائب مدير عام معرض الصين الدولي للواردات، في كلمة خلال المؤتمر، إن معرض الصين الدولي للواردات يساهم بشكل كبير في تعزيز وتقوية العولمة الاقتصادية وترسيخ التعاون بين الدول والمؤسسات والشركات، ويمثل منصة مهمة للتعاون المشترك.
وأشار إلى أن الصين تتمتع بسوق ضخم يضم 1.4 مليار نسمة، فيما يبلغ الناتج المحلي السنوي الصيني نحو 100 تريليون يوان، ما يعني امتلاك الصين لقدرات مستقبلية هائلة.
وأضاف أن الصين تعتزم خلال الـ15 عاما المقبلة استيراد بأكثر من 30 تريليون دولار بضائع وبنحو 10 تريليونات دولار خدمات، مؤكدا أن ذلك من شأنه أن يمثل قوة دافعة للاقتصاد العالمي، وفرصة للشركات لتوسيع شراكاتها وتعاملها في السوق الصيني.
وأوضح ليو أن الصين ومصر تتمتعان بأسواق واسعة، ما يدعم فرص التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري، مشيرا إلى أن توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين عام 2014 فتحت فصلا جديدا من التعاون وقوة دفع للعلاقات بينهما للسير قدما للأمام.
وشاركت مصر في الدورة الأولى للمعرض بنحو 20 شركة، وفي الدورة الثانية بنحو 23 شركة، عرضت منتجاتها في الجناح المصري البالغ مساحته أكثر من 360 مترا مربعا.
واعتبر الوزير المفوض للشؤون الاقتصادية والتجارية بسفارة الصين بالقاهرة هان بينغ، أن معرض الصين الدولي للواردات هو الأول من نوعه في العالم، مؤكدا أنه خطوة رائدة في تاريخ تطور التجارة الدولية.
وقال هان في كلمة إن المعرض يعد مبادرة صينية لفتح السوق الصيني أمام العالم، لافتا إلى أنه منصة لتعزيز التعاون المنفتح لتحقيق التنمية المشتركة.
ونوه بمشاركة الشركات المصرية النشطة جدا في الدورتين السابقتين، خاصة في الدورة الأولى التي كانت ضيف الشرف فيها، حيث شاركت بوفد رفيع ترأسه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي.
وأضاف “نحن نرحب بكل صدق بمشاركة المزيد من الشركات المصرية في المعرض لتحقق الاستفادة القصوى من هذه المنصة واستكشاف الآفاق الرحبة للسوق الصيني”.
وتابع قائلا “حتى الآن تعتبر الصين أكبر شريك تجاري لمصر، وقد ضخت الشركات الصينية استثمارات إجمالية بأكثر من سبعة مليارات دولار في القطاعات المختلفة مثل البترول والغاز ومواد البناء والمعدات الكهربائية والزراعة والغزل والنسيج والأجهزة المنزلية، ووفرت أكثر من 30 ألف فرصة عمل في مصر”.
وأشار أيضا إلى مشاركة عدد من الشركات الصينية في بناء العاصمة الإدارية الجديدة في مصر وفي مجالات السكة الحديد والكهرباء.
وتعتبر القاهرة نفسها من الشركاء المحوريين للصين في مبادرة الحزام والطريق، التي تساهم في تنمية مصر من خلال مشروعات البنية التحتية الضخمة، التي تنفذها شركات صينية في مختلف المحافظات المصرية في مجالات مثل التشييد والطاقة والنقل والتجارة والصناعة.
ووصل حجم التجارة بين البلدين إلى 13.8 مليار دولار أمريكي في عام 2018، بزيادة 27.7 بالمائة على أساس سنوي، من بينها 12 مليار دولار صادرات صينية لمصر.
وتجاوز عدد الشركات الصينية العاملة في مصر 1600 شركة باستثمارات إجمالية بلغت حوالي 7 مليارات دولار.
وقالت رئيس الإدارة المركزية للمعلومات والترويج والتعاون بهيئة تنمية الصادرات المصرية هالة الدكروري، إن معرض الصين الدولي صار علامة بارزة في التعاون الدولي، وأصبح هدفا للشركات العالمية المختلفة للمشاركة فيه، بحثا عن فرص استثمارية هائلة بالسوق الصيني الضخم.
وأضافت الدكروري في كلمة إن المعرض فرصة لطرح الكثير من مبادرات العولمة الاقتصادية والتعاون الدولي.
وأوضحت أن المعرض يأتي ليؤكد حرص الصين على الانفتاح الشامل ليستفيد منه جميع دول العالم، مشددة على أنه يعكس خطى الصين الواضحة والثابتة للانفتاح على العالم ليس فقط في مجال المنتجات وانما أيضا في مجال الخدمات.
وأكدت الدكروري أن المعرض يعتبر فرصة ذهبية لتسويق المنتجات المصرية وتعريف المستهلك الصيني بجودتها واقتناص الفرص التصديرية بهذا السوق الضخم وإيجاد شركاء تجاريين بالصين.
بدوره، قال محمد هلال عضو مجلس إدارة مجلس الأعمال المصري – الصيني، نائب رئيس مجلس إدارة شركة الجيزة لتصنيع المخصبات (جيزة تك)، إن معرض الصين الدولي للواردات أدى إلى المزيد من انفتاح السوق الصيني على العالم، حيث اختارت فيه الصين بنفسها شركات من أغلب دول العالم قادرة على خدمة السوق الصيني.
وأكد هلال لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن السوق الصيني يعتبر أضخم سوق في العالم، وسوق شره للمنتجات الأجنبية بشكل عام.
ولفت إلى أن مشاركة شركة (جيزة تك) في معرض الصين الدولي للواردات “حققت دفعة قوية لصادراتنا للصين”.
وأضاف “لدينا في الصين سبعة موزعين منهم شركتان حكوميتان، حيث نصدر أسمدة مبتكرة تخدم المناطق الصينية المختلفة، بما يساعد المزارعين في التحول من الزراعة الكيماوية إلى الأسمدة الصديقة للبيئة”.
وأوضح هلال أن نجاح الشركة في هذا المجال راجع إلى أن تواجدها بالسوق الصيني جاء بعد عدة سنوات من التعاون مع جامعات مختلفة على مستوى الصين لدراسة مختلف المناطق الصينية وانتاج الأسمدة الآمنة والمناسبة لهذه المناطق.