السينما الصينية تجهد لبلوغ الجهة الأخرى من الحدود
وكالة الصحافة الفرنسية:
إذا كان العالم بأجمعه يألف جوائز الأوسكار الأميركية للسينما، فإن الأمر يختلف بالنسبة إلى جوائز الديك الذهبي التي تعتبر مرادفا لها في الصين حيث يصبو الفن السابع إلى توسيع نطاقه.. لكنه وحتى الساعة، لا يمكن مقارنته بهوليوود.
والشهر الماضي، تبنى القادة الصينيون توجها يهدف إلى توسيع رقعة “نفوذ” الثقافة الصينية خلال انعقاد جلسة مكتملة النصاب للحزب الشيوعي الحاكم.
وبشكل أكثر دقة، إلتزمت ثاني اقتصاديات العالم ب”حماية أمنها الثقافي” وبرفع “قوتها اللينة” أي قدرتها على التأثير من خلال وسائل غير قسرية.. والثقافة مثال.
لكن في ما يتعلق بالسينما، يبقى “الإشعاع” العالمي للصين محدودا جدا، كما هي حال السوق الصينية المفتوحة بشكل محدود جدا أمام الأعمال الفنية الأجنبية. ولعل أبرز ما يشهد على ذلك هو اللامبالاة التي تحيط بجوائز “الديك الذهبي” التي تمنحها سنويا الجمعية الصينية للسينما منذ العام 1981.
بالنسبة إلى مخرجي الأفلام الطويلة والقصيرة، فإن القيود التي تفرضها الدعاية السياسية للحزب الحاكم والرقابة تشكل عقبات أساسية واجب تخطيها، خصوصا إذا ما كان الهدف منافسة الانتاجات الهوليوودية الضخمة.
ويشدد الناقد الثقافي زو ليمينغ لوكالة فرانس برس على أنه “ليس بإمكانكم فرض قيود على الفنانين وجعلهم يتنافسون كلاعبين رياضيين. الثقافة ليست متراصة، أحادية. لا بد أن تكون متنوعة”.
مؤخرا، أخرج تشين دامينغ نسخة صينية للفيلم الهوليوودي الكوميدي “وات ويمن وانت” (ماذا تريد النساء). هو يؤكد أن الرقابة تعيق السينمائيين في ما يتعلق بإخراج مروحة واسعة من الأفلام المعاصرة.
وعلى سبيل المثال لا تسمح الرقابة بتصوير تضادا قويا مثلا يأتي ضروريا في الأفلام البوليسية، بحسب ما يقول. يضيف لوكالة فرانس برس “من دون شخصية سيئة شريرة، لا دور للشخصية اللطيفة حسنة السلوك”.
حتى الأفلام التي تنجح في الصالات السينمائية الصينية حيث شباك التذاكر حقق قفزة كبيرة بنسبة 64% في العام 2010 مع أرباح بقيمة 1,5 مليار دولار، تشقى لنقل تجربتها إلى الخارج.
فهي تواجه من دون شك عقبات الترجمة. لكن هناك أفلام غالبا ما تتعثر قبل ذلك، إذ لا تحظى بفرصة لعرضها.
على سبيل المثال فيلم “ليت ذي بوليتس فلاي” (فلتدع الرصاصات تطير) وهو فيلم عن عصابات عشرينات القرن الماضي من إخراج جيانغ وين. تمكن الفيلم من العثور على موزع أميركي له في الربيع الماضي، إلا أنه لم يعرض بعد في الولايات المتحدة.
ولم تحقق الأفلام الصينية نجاحا يذكر في الولايات المتحدة منذ حصل فيلم الفنون القتالية “كراوتشينغ تايغر أند هيدن دراغون”، على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي في العام 2001.
وفي العام 2003، تم ترشيح زانغ ييمو وفيلمه “هيرو” في الفئة نفسها، لكنه لم ينل الجائزة.
وهذا الفيلم الذي أعد مع أبرز نجوم السينما الصينية (دجيت لي وماغي شونغ وطوني ليونغ…) يبقى أفضل نجاح صيني في الخارج.
من جهة أخرى، تأتي أفلام هولييود أكثر ربحية بمرتين في السوق الداخلي مقارنة مع الإنتاجات المحلية الصينية.
وعلى سبيل المثال، “صوت” الجمهور الصيني لصالح “أفاتار” من خلال مجموع بطاقات بيعت متخطية 200 مليون دولار. كذلك حقق “كونغ فو باندا 2” نجاحا كبيرا.
لكن يبقى أن بعض المخرجين الصينيين يعتقدون بأنهم يستطيعون العمل في ظل النظام التقييدي في بلادهم.
ويقول إيفي زونغ القيم على مؤسسة الإنتاج الخاصة “بيجينغ غالوبينغ هورس” لوكالة فرانس برس، أن “الحكومة تستخدم الثقافة كمحدد لما هو جيد وما هو سيء. للأفلام أثرها الفعال ولا بد من أن نرشد (المشاهدين) إلى الطريق الصحيح”.