اللعنة عليك.. والشكر لك كورونا
موقع الصين بعيون عربية ـ
بكين ـ رشيد ازريقو*:
كنت استعد لقضاء عطلة عيد الربيع الصيني بالعاصمة بكين، بكل فرح وسعادة بما تحمله هاته المناسبة من دلالة رمزية ومكانة عند الصينيين.
بقدوم عيد الربيع تقدم لنا الشركة هدايا عيد الربيع وتبريكات والأماني الجميلة، لكن هذه المرة كانت الهدايا تختلف بكثير عن العام الماضي.
اللعنة عليك كورونا: هدايا لهذا العام كانت عبارة عن قناع الوجه الطبي الذي يزرع فينا الخوف والحيطة والحذر، هدايا تذكرنا بشيء يطاردنا في الخفاء، يتربص بنا ونحن نحتفل بأجمل عيد في الصين، أصبحت حتى أنا انتظره بفارغ الصبر لأحتفل مع أحبابي وأصدقائي الصينيين وأتبادل معهم التهاني والتبريكات بقدوم السنة الصينية الجديدة، هذا يذكرني بعيد الأضحى حيث نجتمع، نصلي، نأكل معا، نتبادل الهدايا، نرسم الفرحة على وجه الصغير والكبير، ونتطلع لرضى الوالدين.
اللعنة عليك كورونا، كنت استمتع بنسيم الصباح في أزقة بكين العتيقة وأنا ذاهب الى العمل وألقي التحية على جيراني الصينيين، أما اليوم أصبحت حبيس المنزل.
اللعنة عليك كورونا، اليوم أصبحت أخشى وأخاف أن ألتقي بأصدقائي وزملائي.
اللعنة عليك كورونا، هاتفي أصبح لا يتحمل كل هذه الرسائل الكثيرة للإطمئنان ، ما دمت في الصين فأنا بخير.
رغم كل ما فعلته يا كورونا اللعين، أنا أقدم لك “شكري وتقديري” لأنك كنت السبب لجعل العالم يتعرف على الصين والشعب الصيني العظيم.
شكراً كورونا اللعين لأنك جعلت العالم يرى الشعب الصيني كيف يتحد وينصهر بقوة لمواجهة التحديات والعقبات.
وأظهرت الصين ميزتها المؤسسية ومحبة مواطنيها للوطن الأم، ولا يمكن أن تؤخر خطى الصين الثابتة نحو النهضة، وسيصبح المجتمع الصيني حكومةً وشعبا أكثر اندماجا وتضامنا.
وليس هناك ريب بأن الصين التي تمر وتواجه هذا الوباء نيابة عن البشرية بما تملكه من كوادر ومراكز علمية تستطيع تجاوز هذه المحنة والخروج أكثر قوة وصلابة وصاحبة تجربة غنية في إدارة الأزمات.
وبعد هذه الأيام التي مرت بها الصين اكتشفت خلالها قوة الصين الحديدية وكيف أظهرت قدرتها العظيمة في التعامل مع فايروس كورونا وكيف كان التجاوب للمواطن الصيني صغيرا كان أم عجوزا ، فقيرا كان أم غنيا ، مسلما كان أم غير مسلم.
وهذا راجع الى الفضائل الصينية التقليدية التي تقدر الواجب والتضحية بالذات والمحبة للعائلة والبلاد، فالحكمة الصينية تكمن في تبادل المنفعة مع الجميع.
ومن يصل إلى الصين سيعرف النهضة الحقيقية المذهلة التي يعيشها هذا البلد العظيم بتاريخه وحاضره ومستقبله، حيث أصبحت الصين تقدم نموذجاً جديداً في نشر المحبة والسلام وتحقيق المصالح المشتركة.
وفي الختام أطلب من الحكومة الصينية أن تقوم بنشر كتاب تشرح فيه كيفية بناء مستشفى في عشرة أيام.
*إعلامي من المغرب مقيم في الصين