تعليق: التضامن لا غنى عنه للفوز في المعركة ضد فيروس كورونا الجديد
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
في الوقت الذي ينضم فيه المزيد من الناس في جميع أنحاء العالم إلى معركة مكافحة كورونا في الصين، اختار بعض السياسيين الأمريكيين إثارة بعض الخوف غير المبرر إزاء فيروس كورونا الجديد.
وعلى الرغم من أن منظمة الصحة العالمية نصحت مرارا بعدم فرض قيود على التجارة والسفر دوليا، إلا أن واشنطن أصدرت تحذيرا من السفر، رفعت من خلاله التحذير من السفر للصين إلى أعلى درجة، وحظرت مؤقتا دخول جميع الأجانب الذين سافروا إليها خلال الأيام الـ14 الماضية.
أما الأكثر إثارة للصدمة فهي التصريحات غير الحساسة لوزير التجارة الأمريكي ويلبر روس بأن الفيروس في الصين يمكن أن يساعد على عودة وظائف التصنيع إلى الولايات المتحدة. حتى أن السيناتور الأمريكي توم كوتون قال إن الصين كذبت بشأن مصدر فيروس كورونا الجديد دون تقديم أدلة موثوقة.
وبينما يحاول البعض في واشنطن بيع ما يسمى بـ”تهديد الصين”، يبدو أنهم نسوا محاولات بلادهم الفاشلة لاحتواء إنفلونزا أتش1 أن1، التي تضخمت إلى حد أن أصبحت أول حالة “طوارئ صحية عامة في العالم تثير قلقا دوليا” تعلنها منظمة الصحة العالمية.
واندلعت الإنفلونزا في الولايات المتحدة في مارس عام 2009، غير أن واشنطن استغرقت 6 أشهر لإعلان حالة طوارئ وطنية، حيث كان المرض قد تسبب بالفعل في حوالي 5000 حالة وفاة على مستوى العالم.
وانتشر الوباء في وقت لاحق إلى 214 بلدا ومنطقة، مما أسفر عن مقتل 18400 شخص في جميع أنحاء العالم بحلول أغسطس 2010، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
في ذلك الوقت، نددت واشنطن بالحظر الذي فرضته بعض الدول على لحوم الخنزير الأمريكية بسبب الإنفلونزا، قائلة إن القيود “لا تستند لأسباب علمية” و”من المرجح أن تؤدي إلى اضطرابات تجارية خطيرة دون سبب، وتسفر عن خسائر اقتصادية هائلة”.
عشر سنوات مرت ولا تزال تعاني واشنطن من نوبة فظيعة من فقدان الذاكرة.
إن أحدا لن يشتري محاولات واشنطن لإثارة الذعر العالمي حول فيروس كورونا.
محليا، اعترضت العديد من المنافذ الإعلامية والخبراء ضد حظر السفر، وأعرب الكثير من الأمريكيين عن دعمهم للصين من خلال التبرع بإمدادات إغاثية ومعدات طبية.
ودوليا، قالت وزيرة الصحة الكندية باتى هايدو والسفيرة البريطانية لدى الصين باربرا وودوارد إن دولتيهما لن تفرضا قيودا على سفر المواطنين الصينيين.
وزار رئيس الوزراء الكمبودى سامديتش تيكو هون سن بكين وسط الفيروس المستعر لاظهار دعمه. كما مدت دول مجاورة أخرى يد العون للصين مثل كوريا الجنوبية واليابان.
إن أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انضمامهم إلى الصين في المعركة هو أنهم يدركون جيدا أنه لا يمكن لأحد أن يقف وحيدا في مواجهة حالة طوارئ صحية عالمية في هذا العالم الذي يزداد ترابطا. وقد أظهرت الصين نفسها دائما شعورا قويا بالمسؤولية.
في عام 2014 عندما اندلع وباء الإيبولا في غرب أفريقيا، اختار دبلوماسيوها ومهنيوها الطبيون البقاء والمساعدة.
وفي المعركة الجارية ضد الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، قامت بكين بحملة شاملة، بما في ذلك عزل مدينة ووهان الصينية، وبناء مستشفيين مؤقتين في أقل من أسبوعين، وتقاسم التسلسل الجيني للفيروس وغيره من المعلومات الهامة مع العالم دون تأخير.
لقد تجاوزت العديد من التدابير، التي اتخذتها الصين وأشاد بها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريوس بأنها تضع “معيارا جديدا” للاستجابة للفاشية، متطلبات اللوائح الصحية الدولية.
وفي الوقت نفسه، يعمل العاملون والباحثون في مجال الصحة في أجزاء أخرى من العالم على مدار الساعة لإجراء دراسات عن مسببات الفيروس واختبار أدوية جديدة وتطوير لقاحات.
في عصر العولمة هذا، تأتي دائما حالة الطوارئ الصحية العامة كاختبار صعب للبشرية. حلها يتطلب الحكمة، ولكن روح التضامن أكثر حتمية. ولن ينتهي المطاف بأولئك الذين ينوون التربح من معاناة الآخرين إلا بإيذاء أنفسهم.