سفير الصين لـ”لبنان 24″: لبنان يستطيع أن يلعب دوراً فريداً في إعادة إعمار سوريا
موقع لبنان 24 الإخباري ـ
هتاف دهام:
لا ريب في أن الصين بعدما اصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر شريك تجاري لـ130 بلدا أو منطقة، وثاني أكبر دولة في العالم من حيث حجم الإنفاق على البحث والتطوير منذ العام 2013، تتجه نحو توسيع سياسة الانفتاح في الشرق، فإحياء “طريق الحرير” سيربط بين آسيا وأوروبا وسيعيد احياء الرابطة البرية القديمة بين الصين والبحر المتوسط . من هذا المنطلق فإن الترقب سيد الموقف لعلاقة الصين بدول المنطقة من الخليج إلى سوريا فلبنان، الذي يمثل لبكين اللؤلؤة المتألقة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض، علما أن الصين على لسان مسؤوليها تواصل تأكيد دعمها لسيادة لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وتقديم مساعدات إنسانية بقدر المستطاع.
يتمتع لبنان بموقع جيو استراتيجي مميز. فهو كان محطة مهمة على طريق الحرير القديم في العصور القديمة، حيث لعب دورا هاما في تعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري بين آسيا وأوروبا. أما الآن فيتمتع لبنان بدور فريد في المنطقة والعالم وهو شريك طبيعي للصين في البناء المشترك للحزام والطريق، هذا ما يؤكده السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان لـ “لبنان 24″. فالتعاون الصيني اللبناني يشكل جزءا مهما من التعاون الجماعي الصيني العربي لبناء الحزام والطريق، حيث وقعت الحكومتان الصينية واللبنانية مذكرة تفاهم حول التعاون في بناء الحزام والطريق عام 2017، والجانب الصيني يرحب بمشاركة الجانب اللبناني في بناء الحزام والطريق، ويؤكد استعداده لتعزيز التنسيق السياسي وتعميق التعاون العملي مع الجانب اللبناني في مختلف المجالات لتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك. فلبنان يستطيع أن يلعب دورا فريدا في إعادة الإعمار في سوريا؛ والصين من جهتها منفتحة إزاء تعزيز التعاون الثنائي أو متعدد الأطراف أو التعاون الإقليمي.
ولا شك أن الصين، في ما يتصل بالتعاون الدولي، تتمسك باحترام سيادة الدول وتلتزم بالقواعد الدولية وتعمل على تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الفساد، يقول كيجيان، فالمنح التي تقدمها الحكومة الصينية أو القروض الميسرة عبر المصارف؛ لا تترافق مع أي شروط سياسية، هذا بالاضافة الى أن سياسة بكين تأخذ بعين الاعتبار المديونية للبلد المستفيد وقدرته على السداد حتى لا يخرج عبء الديون عن نطاق التحمل.
في السنوات الأخيرة، قام الجانب الصيني بزيادة المساعدة الإنسانية العينية مثل الخيم والمعدات الطبية والمساعدات الغذائية الى الحكومة اللبنانية أو عن طريق وكالات الأمم المتحدة لتخفيف الضغوط على لبنان من اللاجئين والنازحين. ويعتبر مشروع المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى الجديد الممول من الحكومة الصينية مشروعا رئيسيا للطريق الثقافي في إطار البناء المشترك لـ”الحزام والطريق” بين الصين ولبنان. ولقد انتهت الأعمال التحضيرية لهذا المشروع وبدأت أشغال موقع البناء المؤقت، يؤكد كيجيان، هذا فضلا عن أن الجانب الصيني في تعامله مع مختلف الأطراف اللبنانية يتمسك بالمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية القائمة على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الأمم المتحدة ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
النصائح الصينية
وليس بعيداً، فإن الرئيس الصيني شي جين بينغ أشار في الخطاب الذي ألقاه فى مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة في عام 2016 إلى أننا “نعمل على النصح بالتصالح والحث على التفاوض في الشرق الأوسط ولا نقوم بتنصيب الوكلاء؛ نبذل الجهود لتكوين دائرة الأصدقاء للحزام والطريق التي تغطي الجميع ولا ننتزع ما يسمى بـ”مجال النفوذ” من أي واحد؛ نسعى إلى حياكة شبكة شركاء تحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك ولا ننوي “ملء الفراغ”، من هذا المنطلق يؤكد سفير الصين، أن بكين تدعو دائما إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة ولعبة محصلتها صفر، وتدفع الى بناء علاقات دولية جديدة الطراز قائمة علي الاحترام المتبادل والعدالة والانصاف والتعاون المربح للجانبين، وتبذل جهودا مشتركا مع الدول المختلفة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتشييد عالم نظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن الشامل والرخاء المشترك وكذلك الانفتاح مع التسامح.
وفيما كثر الحديث عن أن المشاريع الصينية قد تتعارض مع المشروع الإيراني، خاصة وأن طهران تريد أن يمر الخط عبر أراضيها نحو العراق ولا يمر في دول الخليج في حين أن واشنطن تريد لهذا الخط أن يتجه نحو إسرائيل؟ يقول السفير الصيني لم أسمع بأي بيان إيراني رسمي أو غير رسمي من هذا القبيل ولم أسمع عن النية الأميركية المذكورة في السؤال. فالرئيس الصيني اكد خلال زيارته في مقر جامعة الدول العربية في عام 2016:إن هدفا من اهداف الحزام والطريق هو “التواصل من أجل التقارب لا التباعد” بين مختلف الأعراق والحضارات، ويجب تفكيك الحواجز بدلا من تشييدها، وتفضيل الحوار كالقاعدة الذهبية حتى يكون الجميع جيرانا على صعيد التواصل فتتمثل رؤية مبادرة الحزام والطريق في تعزيز الترابط والتواصل الإقليمي وإفادة شعوب الدول الواقعة على طول الحزام والطريق. “فـ الحزام والطريق” هي مبادرة، وليست استراتيجية أحادية الجانب، ولذلك نحن نرحب بجميع الدول الواقعة على طول الحزام والطريق للانضمام في البناء المشترك فهناك خطة ثابتة، لن تستثني أي بلد واقع على طول الحزام والطريق، و نأمل في دعم مختلف الأطراف في تسوية الخلافات عن طريق الحوار والتشاور، وتعزيز البناء الاقتصادي والتعاون، وتحسين مستويات المعيشة، وبناء “مجتمع المستقبل المشترك البشرية.
ولا شك في أن الصين تحرص على إرساء وتطوير علاقات متميزة بالتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين بين الصين الولايات المتحدة الأميركية وهما دولتان كبيرتان في العالم وذلك على المساواة والاحترام المتبادل، يقول كيجيان. فالصين لم تلجأ الى تحدي الولايات المتحدة أواستبدالها أو انتزاع موقعها. وعليه، فإن المرحلة الاولى من الاتفاقية التجارية بين الصين والولايات المتحدة تم التوصل إليها على قاعدة المساواة والاحترام المتبادل وتتوافق مع قواعد منظمة التجارة العالمية ومبادئ السوق وتخدم مصالح الصين والولايات المتحدة والعالم. كما أنها تساعد على استقرار توقعات التنمية الاقتصادية العالمية وضمان النظام التجاري الدولي وتعزيز المنفعة المتبادلة والتنمية السلمية والازدهار المشترك وهي في صالح المنتجين والمستهلكين والمستثمرين في العالم. ويدل توقيع المرحلة الأولى من الاتفاقية إلى أن الصين والولايات المتحدة كبلدين يتحملان مسؤوليات مهمة في الشؤون الدولية ويقومان بمواجهة الخلافات وادارتها ويعملان على ايجاد طرق مناسبة لحلها بشكل فعال من خلال الحوار والتشاور، مشددا على ضرورة حل المشاكل أوالتناقضات أيا كانت في العالم اليوم من خلال الحوار والتشاور وعلى أساس المساواة والاحترام المتبادل.