أشاد الدكتور علي محمد زكي الخبير في علم الفيروسات، بقدرات الصين في التصدي لفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، وتوقع أن تصبح هذه الدولة “العمود الفقري” للصحة العامة العالمية في المستقبل.
وزكي هو أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة بكلية الطب في جامعة عين شمس المصرية، ومكتشف “فيروس ميرس” أحد فيروسات كورونا قبل سنوات.
وقال زكي، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن “الصين تبذل قصارى جهدها في كل خطوات التعامل مع فيروس (كوفيد-19)، ولا توجد دولة في العالم تستطيع أن تفعل ما تفعله الصين” في هذا المجال.
وأضاف أن “الصين أبدعت في تشخيص حالات الإصابة بالفيروس مبكرا، وعزل المرضى ومتابعتهم، وفحص المخالطين لهم، واستخدام كل وسائل التكنولوجيا الجديدة في التعامل مع الوباء”.
وتابع أن الصين تمكنت من “فك شفرة فيروس كوفيد- 19، والتعرف على تسلسله الكامل، ما ساعد العلماء على إجراء اختبارات التشخيص”.
وأردف قائلا إن “إجراءات الصين للتحكم في العدوى ممتازة، فهي تدرس كل نواح المرض.. ونجحت بنسبة 100%”.
وأشار إلى أن “الصين لديها إمكانيات وخبرات كبيرة منذ التعامل مع فيروس سارس في العام 2002”.
وأثنى على تعاون الصين “الجيد جدا” مع الدول الأخرى لمكافحة كوفيد – 19، منوها بأنها تفحص كل القادمين لها، وإذا وجدت أية إصابات بالفيروس تبلغ الدول التي جاءت منها هذه الإصابات حتى تتخذ إجراءاتها.
واستطرد “كما أن الصين تنتج الكواشف المخبرية بكميات كبيرة جدا، ويتم توزيعها عن طريق منظمة الصحة العالمية لدول كثيرة للمساعدة على تشخيص الحالات”.
وأكد أن “خبرة الصين واسعة، وتمد بها دولا أخرى في مجال التشخيص، وتنشر ما تتوصل إليه من معلومات بشأن فيروس كوفيد – 19 في وسائل الإعلام مباشرة”.
ورد على سؤال حول دعوات البعض للصين بتقديم اعتذار عن تفشي فيروس كورونا المستجد، قائلا إن “فيروس إيبولا انتشر في أفريقيا فهل على الأفارقة أن يعتذروا للعالم؟.. إن الصين لم تقصد نشر المرض، ولم تقصر في أي شيء، ولم تخف المعلومات بشأنه، وإنتاجها العلمي يستخدمه العالم في تشخيص الكورونا”.
وأكد أن “الصين قادرة على قهر هذا الوباء.. إذ أن منحنى الوباء بدأ يأخذ خطا أفقيا في الصين، وهذا يدل على أن معدل الإصابات بدأ يثبت وغالبا سيقل” في المستقبل.
وأجاب على سؤال حول احتمال أن تكون الصين العمود الفقري للصحة العامة العالمية في المستقبل، بالقول “يبدو ذلك، فما أراه من قدرات الصين في مكافحة كوفيد – 19، والإمكانيات التكنولوجية المستخدمة في كل مجال، تثبت أن الصين دولة عظمى، ولديها خبرات أكبر من غيرها”.
وحول المدى الزمنى لانتشار هذا الوباء في العالم، قال الخبير المصري إن بعض العلماء يتوقعون أن يستمر فيروس كوفيد – 19 حتى نهاية العام وربما ينتهي قبل ذلك.
وشدد على أنه كلما زادت المناعة لدى الناس كلما تراجع انتشار الوباء.
ونوه بأن الإجراءات الوقائية الخاصة بفيروس كوفيد – 19 هي نفسها الخاصة بفيروسي سارس وميرس، لاسيما أن الفيروسات الثلاثة تنتمي إلى فصيلة الكورونا.
ومن بين هذه الإجراءات غسل الأيدي جيدا بالماء والصابون لـ 20 ثانية على الأقل، و”نظافة الكحة” بأن يسعل الإنسان في منديل ثم يضعه في مكان مخصص لذلك تجنبا لنقل الرزاز، حسب الدكتور علي محمد زكي.
وتختلف نسبة الوفيات بين الضحايا المصابين بالفيروسات الثلاثة.
وأوضح علي، أن نسبة الوفيات بين ضحايا فيروس ميرس هي الأعلى، ووصلت إلى 34%، في حين وصلت هذه النسبة إلى 10% بين المصابين بسارس، و3.4% بين المصابين بكوفيد – 19 حتى الآن، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
لكنه أشار إلى أن فيروس ميرس لا ينتشر بسرعة خلافا لسارس وكوفيد – 19، الذي ينتشر بسرعة جدا.
وتمنى الخبير المصري، أن يكون هناك تطعيم واحد يغطي كل أنواع فيروسات الكورونا، التي تنتقل من الحيوانات للإنسان، خاصة أن هناك ثلاثة أوبئة من الكورونا انتشرت في العالم منذ 2003، وهي سارس وميرس وكوفيد – 19.
إلا أنه عاد مشيرا إلى أن إنتاج مثل هذا التطعيم صعب، لأن الكورونا لديها حامض نووي كبير جدا، ويمكن أن يحدث له تغييرات، وهو ما سيخلق أنواعا جديدة من فيروسات الكورونا.