(في الصورة الملتقطة يوم مساء 9 مارس 2020، طاقم طبي ومرضى مصابون بفيروس كورونا الجديد يلتقطون صورة جماعية في مستشفى مؤقت بمدينة ووهان، حاضرة مقاطعة هوبي بوسط الصين.)
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا ـ
بقلم – شعلان الجبوري:
بغداد 11 مارس 2020 (شينخوا) تتوالى الأخبار السارة الواردة من الصين بشأن الانتصار على فيروس كورونا المستجد لتحقق انجازا عالميا يصب في مصلحة الجميع ويؤكد صحة نظرية المصير المشترك للبشرية.
وكانت الصين قد طرحت مبادرتين عظيمتين هما الحزام والطريق، والمصير المشترك للبشرية، كنوع جديد من التعاون وعلاقات الصداقة بين الدول والأمم والشعوب وبما يضمن تحقيق التقدم والازدهار والرخاء لكل شعوب العالم، مبنية على أساس الاحترام المتبادل والتعاون والفوز المشترك.
لم تترك الصين هاتين المبادرتين قاصرتين على الكتب أو المناقشة في الندوات والاجتماعات الرسمية، بل طبقتهما على أرض الواقع لتصبحا حقيقة ساطعة يراها الجميع كما يرون الشمس في وضح النهار.
وانضمت عشرات الدول إلى مبادرة الحزام والطريق ونفذت فيها العديد من المشاريع الكبيرة والاستراتيجية التي تخدم مصالح شعوب هذه الدول وفقا لهذه المبادرة المهمة، التي فتحت أبواب التعاون الاقتصادي والاجتماعي وتبادل الثقافات وبما ينعكس بصورة إيجابية على تطوير هذه البلدان وتحقيق مكاسب مشتركة لها وللصين.
وبعد ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19 ) لاحظنا كيف سخرت الحكومة الصينية كل جهودها وإمكانياتها لمجابهة هذا الفيروس الخطير الذي لا يهددها وشعبها فقط بل يهدد مصير العالم باسره، وكلنا شاهدنا انضباط الشعب الصيني ومساندته لجهود حكومته الجبارة في معركتها بمجابهة هذا الفيروس وتحقيق النصر عليه، والذي انعكس بصورة إيجابية على كل دول العالم.
(في الصورة الملتقطة يوم 24 فبراير عام 2020، أفراد فريق طبي قبيل مغادرتهم الى مقاطعة هوبى فى محطة سكة حديد تشونغتشينغ الشمالية فى تشونغتشينغ جنوب غربي الصين.)
ورغم الظروف الصعبة التي مرت بها الصين كونها الجبهة الأولى لمحاربة هذا الفيروس، لكنها لم تفكر بأنانية ولم تفكر بمصالحها ومصالح شعبها فقط ، فبعد نجاحها في الحد من انتشار هذا الفيروس بفضل الإجراءات والخطوات التي أبهرت العالم، راحت تفكر بطرق عملية لتطبيق المبادئ والمبادرات التي طرحتها وتحولها إلى فعل ملموس يراه الآخرون.
وبدأت الصين في حربها ضد هذا الفيروس خارج حدودها وقامت بمساعدة العديد من الدول التي بدأ ينتشر فيها كورونا ، لإيمانها بالمصير المشترك للبشرية، فلم تبخل بخبراتها وأساليبها الطبية الحديثة في التصدي لهذا الفيروس وحماية شعبها فقط، بل جسدت مبدأ المصير المشترك من خلال التعاون الكبير مع منظمة الصحة العالمية التي أشادت بجهود الصين الكبيرة وتعاونها مع العالم للحد من انتشاره والسيطرة عليه ومن ثم القضاء عليه.
كما قامت الصين بتقديم مساعدات ومستلزمات طبية إلى كوريا الجنوبية وإلى اليابان وإرسالها الخبراء إلى إيران ودول أفريقية، وإرسال أجهزة ومستلزمات طبية وخبراء إلى العراق ودول أخرى لمجابهة هذا الخطر العالمي.
من جانبها حثت آلية التعاون البنكي المنتظم للحزام والطريق جميع المؤسسات المالية التابعة للمبادرة على المساهمة في المكافحة العالمية لهذا الفيروس، والمساعدة في الحفاظ على النمو الاقتصادي المتزايد، وهذا يؤكد أن الجهود والإجراءات التي اتخذتها الصين في مكافحته تعطينا الدليل بثقة الصين في تحقيق النصر القريب عليه ومساعدة الآخرين في التخلص منه.
كل هذه الأفعال والمساعدات والأعمال تعطي الدليل الواضح للقاصي والداني على أن الصين عندما تقول شيئا تطبقه على أرض الواقع فعندما طرحت مبادرة مجتمع مصير مشترك للبشرية يتشارك في السراء والضراء، فهى تنفذ بنود هذه المبادرة بشكل واضح.
لم تفكر الصين بعقلية الدول الاستعمارية في استغلال حاجة الشعوب والدول إلى خدماتها وخبراتها في أيام المحن والصعاب، بل قدمتها مجانا لهذه الشعوب لتثبت للعالم أجمع أنها عند كلمتها وهي تفعل ما تقول لخدمة البشرية وإيجاد عالم يساند بعضه البعض.
إن الصين لم تلتفت إلى الاصوات النشاز التي حاولت عبثا أن تشوه صورتها، ولم توجه التهم للآخرين بوجود مؤامرة وراء انتشار هذا الفيروس بل بدأ العلماء الصينيون فورا العمل العلمي الجاد لايجاد علاج لهذا الفيروس، ومنع انتشاره إلى بقية المقاطعات الصينية ودول العالم، ونجحت في الحد من انتشاره.
هذه الخطوات المهمة ذات البعد الإنساني الرائع التي اتخذتها الصين في تقديم المساعدات الطبية والخبرات لدول العالم المحتاجة لها، رفعت من رصيدها، حكومة وشعبا لدى شعوب العالم وزاد الاحترام والتقدير لهذه الدول العظمية في تاريخها وعلاقاتها مع بقية الأمم والشعوب، وأصبحت مثلا يحتذى به في التعاون والتأزر والوقوف مع الأصدقاء عند الشدائد.
أن الصين التي تسعى دائما إلى تحقيق السلام والأمن في جميع أنحاء العالم وتنبذ العنف بكل أشكاله وترفض سياسة التدخل في شؤون الدول الأخرى، وتساهم وبشكل فعال في تحقيق طموحات الدول الفقيرة لكي تتجاوز الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تواجهها، من خلال تطبيق مبادرة الحزام والطريق والمصير المشترك للبشرية يعطينا الأمل بأنه لايزال هناك قوى خيرة في هذا العالم تعمل بجد وإخلاص لتحقيق ما تصبوا اليه الشعوب والدول عامة والفقيرة منها بشكل خاص.
ستبقى عيوننا ترنوا إلى مبادرة الحزام والطريق، فكما حمل طريق الحرير القديم لأجدادنا الخزف والحرير والبضائع الصينية المتنوعة التي قرأنا عنها الكثير،، فإننا بانتظار أن ينقل لنا هذا الطريق قريبا وعبر مبادرة الحزام والطريق، الدواء الذي ستكتشفه الصين للقضاء على فيروس كورونا المستجد، لكي تفرح البشرية ويبتعد عنها الخطر من جراء هذا التهديد الصحي الكبير الذي اصبح كابوسا للشعوب.