التعاون الصيني اللبناني في مكافحة فيروس كورونا المستجد
موقع الصين بعيون عربية ـ
د. تمارا برّو*:
ظهر فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في مدينة ووهان الصينية الواقعة في مقاطعة خوبي، وبسرعة النار في الهشيم بدأ ينتشر في مختلف أرجاء البلاد. وحاولت الصين حكومة وشعباً، يداً بيد، الحد من توسع رقعة انتشار الفيروس المعدي، وبين ليلة وضحاها بدأ يتمدد ووصل إلى معظم دول العالم.
ولم يكن لبنان بمنأى عن هذا الفيروس، فقد أعلن رسمياً عن إصابة أحد الأشخاص به بتاريخ 21 شباط/فبراير 2020 ، ومن ثم بدأت ترتفع أعداد المصابين، كما الحال في بقية دول العالم المصابة.
لقد أصاب الفيروس لبنان في الوقت الذي كان يعاني فيه أوضاعاً اقتصادية ومالية خطيرة، أثرت على مختلف القطاعات ومنها القطاع الصحي الذي يفتقر إلى التجهيزات الحديثة لمواجهة الفيروس، ومع ذلك حاولت الحكومة اللبنانية التصدي له ضمن الإمكانيات الموجودة. ولأن الصين انتقلت من مرحلة الحرب على الفيروس إلى مرحلة المصير المشترك للبشرية، فقد قدمت المساعدات إلى الدول المحتاجة، وكان للبنان حصة من هذه المساعدات. فلم يتوان السفير الصيني في لبنان (وانغ كيجيان) خلال لقاءاته مع مختلف القيادات اللبنانية عن التأكيد على أن بلاده مستعدة لتقديم المساعدات إلى لبنان لمكافحة فيروس كورونا. ولأن الجميع يدرك بأن الصين عندما تقول شيئاً تطبقه على أرض الواقع، فقد تبرعت شركة (داهوا التكنولوجيا) ـ الرائدة في منتوجات المراقبة بالفيديو والخدمات، والتي احتلت المركز الثاني على مستوى العالم في أنظمة الأمن ـ إلى لبنان بأجهزة قياس درجة حرارة الجسم بالتصوير الحراري بقيمة 40 ألف دولار أميركي وتم وضعها في مطار رفيق الحريري الدولي. كما تقوم السفارة الصينية في لبنان بالتواصل الدائم مع السلطات اللبنانية وخاصة وزارة الصحة العامة بحيث يتم تبادل المعلومات والخبراء والتشاور حول إجراءات الوقاية.
ومن ناحية أخرى، وكتعبير عن تضامنهم مع اللبنانيين وتجسيداً للصداقة العميقة بين الشعبين اللبناني والصيني، قامت إحدى الشركات الصينية العاملة في لبنان والجالية الصينية بالتبرع بمجموعة من المستلزمات الطبية وهي عبارة عن طقم الاختبار PCR ونظارات واقية.
وبالمقابل عندما كانت الصين تخوض حربها ضد فيروس كورونا، قدّم لبنان الدعم المعنوي لها، فقد بعث رئيس الجمهورية اللبنانية (ميشال عون) برسالة إلى الرئيس الصيني (شي جين بينغ ) عبّر فيها عن تضامن لبنان مع الصين، وقدّر الرئيس عون الجهود الصينية في مكافحة فيروس كورونا. كما توافدت الى السفارة الصينية في لبنان الوفود اللبنانية للتضامن مع الصين في مكافحتها للوباء.
الصين وقفت دائماً إلى جانب لبنان، وحتى في أصعب أوقاتها لم تتركه، ومساعدتها له في مكافحة وباء كورونا خطوة مهمة لتطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين أكثر فأكثر. فالصين أثبتت بأنها مثل يحتذى به في التعاون، لأنها تقف مع الدول الأخرى في السراء والضراء.
*أستاذة جامعية لبنانية ـ خبيرة بالشؤون الصينية