صندوق النقد الدولي: تجربة الصين تظهر أن السياسات الصحيحة تحدث فارقا في مكافحة “كوفيد-19”

قال صندوق النقد الدولي اليوم (الجمعة) إن تجربة الصين أظهرت حتى الآن أن بوسع السياسات الصحيحة أن تحدث فارقا في مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وتخفيف حدة آثاره، رغم أن بعض تلك السياسات تأتي بمقايضات اقصادية صعبة.
وفي معرض الإشارة إلى أن النجاح في احتواء الفيروس يأتي على حساب تباطؤ النمو الاقتصادي، كتب ثلاثة مسؤولين بصندوق النقد الدولي على مدونة للصندوق يقولون إن واضعي السياسات في الصين اتخذوا “الخيارات الصعبة” لفرض قيود صارمة على التنقل، على المستويين الوطني والمحلي، ما أسفر عن آثار اقتصادية مدمرة في مقاطعة هوبي.
وأوضح مسؤولو الصندوق أن واضعي السياسات الصينيين “استهدفوا الأسر المعرضة للخطر وبحثوا عن سبل جديدة تصل بالدعم إلى الشركات الصغيرة”.
كما قالوا أن السلطات سارعت إلى دعم زيادة إنتاج المعدات الصحية وغيرها من الأنشطة الصحية الهامة اللازمة لمكافحة المرض، ما كان أمرا مفيدا في هذا الصدد.
وفي إشارة من مسؤولي الصندوق إلى أن بعض تلك الإجراءات التخفيفية جلبت معها أيضا بعض المشكلات، قال المسؤولون إن استخدام تلك الآليات “محددة الهدف بدقة”، حيثما أمكن، هي “الطريقة المثلى”.
لكن مسؤولو الصندوق أشاروا أيضا إلى أن تفشي المرض أدى إلى معاناة إنسانية كبيرة في الصين، تزامنت مع تكاليف اقتصادية باهظة، وهو ما يحدث في أي مكان يحاول احتواء المرض في الوقت الراهن.
وتابع المسؤولون “على الرغم من أن هناك إشارات مطمئنة بشأن عودة الاقتصاد إلى حالته الطبيعية في الصين — حيث أعادت معظم الشركات الكبيرة فتح أبوابها وعاد الكثير من الموظفين المحليين إلى أعمالهم — فلا تزال هناك مخاطر كبيرة”.
واستطردوا “وبالتالي، يتعين على صناع السياسات في الصين أن يستعدوا لدعم النمو والاستقرار المالي إذا دعت الضرورة. في ضوء الطبيعة العالمية لتفشي المرض، ستحقق تلك الجهود أكبر قدر من الفاعلية إذا جرى تنسيقها على المستوى الدولي”.