كاسحة الجليد الصينية تقوم برحلتها العلمية الـ28 للقطب الجنوبي
صحيفة الشعب الصينية:
غادرت كاسحة الجليد الصينية شيويلونغ, “تنين الجليد”, غادرت مؤخرا ميناء تيانجين بشمال الصين في طريقها الى القارة القطبية الجنوبية للقيام بالرحلة العلمية الـ28 .
وسيقوم الفريق المؤلف من 220 فردا، من بينهم عالمين من تايوان، باجراء31 مهمة بحثية علمية خلال الرحلة .
وقال لى يوان شنغ رئيس الفريق فى مقابلة صحفية قبل مغادرتهم ان الموارد العلمية الوفيرة فى القطب الجنوبى تعتبر ثروة مشتركة للانسان وان الصين ستقوم بالاستكشاف السلمي للقطب الجنوبى.
وأضاف أن “47 دولة قد تعهدت حتى الآن بالاستخدام السلمى للقارة القطبية الجنوبية . وتعد مشاركة الدول المختلفة فى ادارة القارة مثالا نموذجيا لمعالجة الشؤون الدولية المعقدة.”
وقد نفذت الصين 27 مرة من الاستطلاعات العلمية للقطب الجنوبى منذ عام 1984. ومن المتوقع أن تستغرق هذه الرحلة العلمية 157 يوما وتعود كاسحة الجليد الى ميناء شانغهاى بشرق الصين فى مطلع شهر ابريل عام 2012 وتصل مسافة الرحلة الى 31 ألف ميل بحرى.
وسيواصل الفريق المهمة البحثية العلمية لكاسحة الجليد “تنين الجليد” ومحطة تشانغتشنغ ومحطة تشونغشان ومحطة كونلون, وسينفذ التنقيب الى أعماق طبقات الجليد وانشاء مرصد فلكى فى القطب الجنوبى واستكشاف البيئة تحت الجليد العميق مع جمع المعلومات حول التغيرات الجوية والفضاء الخارجي.
وقال لى يوان شنغ ان “الدراسات العلمية قد أثبتت أن القطب الجنوبى لا يقبع تحت ضغوط التغيرات الجوية العالمية فحسب , بل هو عامل رئيسى يؤثر فى عملية التغيرات الجوية العالمية.”
وأضاف أنهم يخططون للتنقيب في حفرة بعمق 120 مترا وتركيب جهاز فى طبقات جليد القطب الجنوبى للحصول على عينات من قلب الجليد الذى يعود تاريخه الى ما قبل مليون سنة.
وشرح لى يوان شنغ أن هذه العينات تلعب دورا بالغا فى دراسة التغيرات الجوية العالمية فى الوقت الذى تساعد خلاله الباحثين فى تحليل العلاقة بين انبعاث الغازات الدفيئة والاحترار العالمي.
وسوف تنقل كاسحة الجليد امدادات لاثنين من المحطات الصينية الثلاث فى القطب الجنوبى وترسل فريقا الى المحطة الثالثة وهى محطة كونلون التى تقع فى قمة القارة المغطاة بالثلوج.
وقال شن تشوان قائد كاسحة الجليد ان محطة كونلون تتمتع بنفس مستوى نظافة الهواء تقريبا مع الفضاء الخارجى لتصبح موقعا رائعا للقيام بالرصد الفلكى, حيث سيتم تثبيت تلسكوب مسح القطب الجنوبي (( إيه تى إس -3 )) الذى صممه باحثون صينيون بشكل مستقل, وسيتواصل بناء مرصد القطب الجنوبى الفلكى لمحاولة الحصول على نتائج مهمة للرصد الفلكى.
ويقوم شيا ين يوه ، يبلغ من العمر 26 عاما ، والذى يستقل كاسحة الجليد “تنين الجليد” للمرة الرابعة, بمسح المحيطات . وقال انه سيقوم خلال الرحلة باستطلاع دوران الكربون ودوران المحيط الجنوبى لاكتشاف كيفية تأثير التغيرات الجوية على بيئة الانسان.
ويقوم عالمان من تايوان بمهمة استطلاع الأحياء البحرية وجمع عيناتها.
وأصبحت قضايا القطب الجنوبى وتغيرات سطح البحار العالمية, ودور القطب الجنوبى والمحيط الجنوى فى التغيرات الجوية العالمية, ودور القطب الجنوبى فى تاريخ تطور الكرة الأرضية, وأصل الكون وتشكيله وتطوره, والمعلومات المناخية فى الكرة الأرضية خلال ملايين السنين الماضية, أصبحت قضايا محورية تتطلب القيام بمهام البحث العلمي فى القارة القطبية الجنوبية بالنسبة الى الدول المختلفة.
وذكر لي يوان شنغ أن هناك 29 دولة تدير 111 وحدة من محطات الاستطلاع والمخيمات والملاجئ فى القارة حتى الآن , من بينها 40 محطة دائمة و65 محطة موسمية.
يذكر أنه قد تم فتح خطوط جوية تربط القارة القطبية الجنوبية وجنوبى أمريكا الجنوبية وجنوبى افريقيا وأستراليا ونيوزيلندا ويمكن القيام بالرحلات الجوية خلال الفترة من شهر أكتوبر حتى شهر فبراير كل سنة. وفى القارة القطبية الجنوبية الآن سبعة الى ثمانية مطارات تتسع لاقلاع وهبوط الطائرات . وفى السنوات الأخيرة, يتوجه أكثر من عشرة آلاف سائح كل سنة الى القارة للزيارة باستخدام سفن نقل الركاب والطائرات .