تعليق: فليَسُد العلم في المعركة ضد الوباءين
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
باغت فيروس كورونا الجديد، الذي لم يكن معروفا من قبل لدى البشر، العالم على حين غرة. ومن المحزن أن بعض الساسة الغربيين استغلوا هذا الوضع الرهيب لتلفيق معلومات مضللة بغية تحقيق مكاسب سياسية على حساب المصالح المشتركة للبشرية.
وحذرت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء من أن العالم في قتال ضد وباءين — أحدهما ضد العامل المسبب للمرض، بينما الآخر ضد انتشار المعلومات الكاذبة، أو ما وصفته الهيئة الصحية الدولية بأنه “وباء المعلومات”.
وأثار موضوع أصل الفيروس مجموعة من نظريات المؤامرة السخيفة حيث زعم البعض في الغرب أن الفيروس من صنع إنسان في مختبر.
في الواقع، أوضحت منظمة الصحة العالمية بجلاء أن الفيروس لم “يتم التلاعب به أو تخليقه” في مختبر أو في أي مكان آخر، وأن جميع الأدلة المتاحة تشير إلى أن له أصلا حيوانيا.
كما بيّن آدم لورينغ، وهو خبير فيروسات وأستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة ميشيغان، أثناء حديثه مع مجلة ((نيوزويك)) الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر، أن فيروس سارس-كوف-2، الفيروس الذي يسبب كوفيد-19، لديه بعض الاختلافات الرئيسية في جينات محددة مرتبطة بفيروسات كورونا تم تحديدها سابقا — تلك التي سيعمل معها المختبر، قائلا إن “مجموعة التغييرات هذه تجعل من غير المحتمل أنه نتيجة هروب من المختبر”.
ولا تعد مؤامرة “فيروس من صنع الإنسان” السلالة الوحيدة من فيروس المعلومات الذي يضلل الرأي العام العالمي. إذ منذ تفشي المرض، يستغل بعض السياسيين الأمريكيين، انطلاقا من دوافع خفية متباينة، الوباء لوصم الصين، متجاهلين حقيقة أن البلاد تعمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي بطريقة مفتوحة وشفافة ومسؤولة منذ التفشي لتقاسم المعلومات الهامة واحتواء انتشار الفيروس وتطوير علاجات ولقاحات فعالة.
في الوقت الراهن، لا يزال وباء فيروس كورونا الجديد يعصف بالعالم. وحتى الآن، أُصيب أكثر من 2.7 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وفقد أكثر من 190 ألف شخص حياتهم بسبب المرض المميت، وفقا لآخر الأرقام الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز. ولا يزال الوضع قاتما.
ولهزيمة هذا العدو المشترك للبشرية، يجب على جميع البلدان أن تقاتل متحدة. يمكن أن يكون نشر المعلومات المضللة أكثر سمية من الفيروس نفسه لأنه يؤجج الذعر والخوف، ويهدد التضامن العالمي الذي تشتد الحاجة إليه.
ولهذا السبب، نشرت مجموعة من 27 عالما بارزا في مجال الصحة العامة من خارج الصين في فبراير بيانا مشتركا في مجلة ((ذي لانسيت)) حذرت فيه من أن “المشاركة السريعة والمفتوحة والشفافة للبيانات حول هذا التفشي باتت مهددة الآن بالشائعات والمعلومات المضللة حول أصوله”.
وقال العلماء “نقف معا لندين بشدة نظريات المؤامرة التي توحي بأن كوفيد-19 ليس له أصل طبيعي”.
عندما اجتاح “الموت الأسود” جميع أنحاء أوروبا، لم يكن العلم في ذلك الوقت قويا بما يكفي لتفسير السبب، وبالتالي نشأ عدد لا يحصى من الخرافات. واقترح البعض أن الطاعون نتج عن حركة النجوم في السماء، في حين جادل آخرون بأن الزلازل في أعماق الأرض هي المذنبة.
تبدو هذه النظريات سخيفة تماما في عالم اليوم حيث العلم في وضع أقوى بكثير لمساعدة الجنس البشري على فهم الميكروبات الفتاكة بشكل أفضل. ورغم ذلك، لا يزال شبح الشائعات والمعلومات المضللة يطل بوجهه القبيح.
ولكي لا تصبح موضع تندر الأجيال القادمة لأنها تنافي المسائل العلمية الأساسية، وللإبحار في مياه الوباء الهائجة، يجب على الدول في جميع أنحاء العالم أن تتكاتف وأن تدع العلم والحس السليم يسودان.