مدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة: بناء جسر جديد للتبادل الثقافي بين الصين ومصر عبر “سيمفونية سحابية”
شي يويه ون، المستشار الثقافي بالسفارة الصينية ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة
من خلال أداء عازفين صينيين ومصريين لموسيقى “مسيرة النصر” معا عبر الإنترنت بأسلوب “السيمفونية السحابية” لتشجيع الجماهير على مكافحة كوفيد-19، ساهمنا في نقل مشاعر الثقة والصداقة لبعضنا البعض وبناء جسر جديد للتبادلات الشعبية بين الصين ومصر”، هكذا قال شي يويه ون المستشار الثقافي بالسفارة الصينية ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة خلال مقابلة خاصة أجرتها معه عن بعد وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا.
في أواخر ابريل، تم بث فيديو عزف مشترك لموسيقى “مسيرة النصر” قدمه عازفون وموسيقيون صينيون ومصريون من دار أوبرا لياونينغ ودار الأوبرا المصرية، تحت تنظيم المركز الثقافي الصيني بالقاهرة. ونال الفيديو استحسانا كبيرا من جانب مستخدمي الإنترنت في كلا البلدين، حيث أدخلت مهارات العزف الرائعة واللحن الجميل البهجة إلى نفوس عشاق الموسيقى وسط تفشى فيروس كورونا الجديد.
لقد وقع الاختيار على “مسيرة النصر” المنتمية لأوبرا عايدة الشهيرة كونها ثرية بالخصائص المصرية وتعكس معنى جميل للنصر. وفي هذا الصدد، قال شي يويه ون إن أداء موسيقيين صينيين ومصريين معا عبر الإنترنت لهذا اللحن المألوف لدى شعبي البلدين، جعل من السهولة بمكان على هذا العمل الموسيقى أن يجد صدى مشترك لدى الجمهور.
تعد “السيمفونية السحابية” محاولة إبداعية جديدة تماما، قام فيها موسيقيون من الصين ومصر بتسجيل مقاطع فيديو في منازلهم، ثم تحريرها وتركيبها لتصبح مقطوعة كاملة. وفي الواقع، ليس من السهل تنفيذ مثل هذا النوع من العزف الموسيقى، الذي يتم إنتاجه وعرضه عبر الإنترنت. فلقد واجه المنظمون والموسيقيون خلال إعداده العديد من الصعوبات، خاصة في استخدام الوسائل التقنية والاتصال عن بعد.
أثناء تفشى الفيروس، التزم المصريون البقاء في المنزل ومن ثم ازداد حجم تصفح الإنترنت، وهو ما تسبب في بطء سرعة الإنترنت بالقاهرة. وقال شي يويه ون إنه في إحدى المرات استغرق الأمر يوما كاملا حتى يرسل له أحد الموسيقيين المصريين فيديو عزفه عبر البريد الإلكتروني؛ مضيفا “وفي فيديو لموسيقي آخر كانت دقة وضوح الصور ضعيفة جدا بحيث تعذر معها استخدامه، وهو ما استلزم إجراء العديد من الاتصالات وإعادة التسجيل والإرسال لبلوغ النتيجة المطلوبة، واُستخدمت في ذلك جميع السبل ومنها الهاتف والواتس اب والويتشات والبريد الإلكتروني إلخ… وتكرر التواصل عبرها لأكثر من 100 مرة”.
وأشار شي يويه ون إلى أنه بعد تفشي فيروس كورونا الجديد، تابعت الصين ومصر الوضع في كل منهما الأخرى عن كثب لتقديم المساعدة لبعضهما البعض والتغلب على الصعوبات معا. وقام المركز الثقافي الصيني بالقاهرة مع مؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية بترجمة كتيب “الدليل الشامل لفيروس كورونا الجديد” إلى نسخة عربية ونشره، بل وصار بإمكان المصريين تحميل هذه النسخة بالمجان؛ كما قاما بتنظيم مسابقة عبر الإنترنت تحمل عنوان “الوقاية العلمية من الفيروس ومكافحته المشتركة وحماية الصحة العالمية”، والتي حظيت باهتمام واسع من جانب مستخدمي الإنترنت المصريين.
في الوقت الحاضر، يقدم المركز الثقافي الصيني بالقاهرة سلسلة من أنشطة “السياحة السحابية إلى الصين” عبر الإنترنت، والتي تتضمن “الدراسة السحابية، والمعارض السحابية، والأطعمة السحابية، والعروض السحابية، والمسابقات السحابية” وغيرها من برامج التبادل عبر الإنترنت والبرامج التفاعلية، مثل تدريس اللغة الصينية عبر الإنترنت، وتعليم الطبخ الصيني “المطعم الصيني عبر الإنترنت” إلخ، لإثراء الحياة الثقافية للشعب المصري خلال فترة مكافحة الفيروس من خلال أنشطة ثقافية عبر الإنترنت، وهو ما سيسهم بدوره في تعزيز التبادلات الشعبية بين الصين ومصر.
وقال شي يويه ون إن المركز يعتزم أيضا إطلاق أنشطة تبادل ثقافي تفاعلي عبر الإنترنت بأشكال تفاعلية جديدة وقوية، مثل أغنية “في الشدة يدا بيد” عن التعاون الصيني-المصري في مكافحة الفيروس، وسلسلة فيديوهات عن فنون الدفاع عن النفس، ومجموعة أعمال مواضيعية إبداعية، حيث ستساعد هذه الأنشطة التي تروق لأعين ومسامع الجماهير المصرية على تعزيز معرفتهم بالصين.