مكافحة كورونا: الصين تعطي دروساً مجانية للعالم
موقع الصين بعيون عربية ـ
أنور عكاشة:
اجتاح فايروس كورونا مدينة ووهان العملاقة ودق ناقوس الخطر فى المدينة وتحزمت الحكومة الصينية بكامل عتادها لمحاربة الفايروس الفتاك وغادر أغلب الأجانب بما فيهم الجاليات العربية والطلاب الذين يدرسون فى مدينة ووهان، وفزع كل من فى تلك المدينة. ولكن الحكومة الصينية استطاعت في فترة وجيزة أن تسيطر على الوباء بشكل طبيعي مقارنة بالدول الكبرى والعملاقة وذلك بفضل الحنكة والدقة العالية من جانب الحكومة الصينية فى التعامل مع فايروس كورونا.
أطلقت الحكومة الصينية صافرة الإنذار معلنةبوجود فايروس خطير فى مدينة ووهان واستنفرت كل جيشها الأبيض من الأطباء ونجحت فىي ذلك نجاحاً باهراً تعجب له كل من فى الكون بعد أن اعتقد الكل أن التنين الاحمر سوف يموت ولن تقوم له قائمة بعد اليوم.
وهذا الأمر ليس بمستغرب من دولة الصين المختلفة الثقافات واللهجات، دولة بحجم الصين، وأنا دائما ما أسميها (قارة الصين) وحتماً تستحق هذا اللقب لعدة أسباب منها أن كل مقاطعة في الصين تمثل دولة قائمة بذاتها نظرا للبنية التحتية التي تتمتع بها كل مدينة من مدن الصين، وتكاد تكون متساوية فى الإعمار.
بعد أن طوّق الفايروس مدينة ووهان أعلن الرئيس الصيني شي جي بينغ حظر التجول فى المدينة ودعمها بكل الاجهزة الطبية وأجهزة التنفس الصناعى وبما في ذلك (الماسكات) , وبعد أسابيع قليلة استفحل الفايروس فى مدن عديدة من المدن المجاورة لمدينة ووهان وذلك لعوامل عديدة منها ان مدينة ووهان تعتبر المدينة الصناعية الكبرى فى الصين ومركز الاستثمار ووجود الشركات الاجنبية بكثافة وأغلب الصينين يأتون من كل حدب وصوب لممارسة اشغالهم فى تلك المدينة العريقة والتجارة معها.
أنشأت الحكومة الصينية مجمع مستشفيات في مدينة ووهان لعزل المصابين بفايروس كرونا وفرضت حظرت التجول في عموم أرجاء المدينة كما أنشأت أيضاً تطبيقات على وسائل التواصل الصينية لضخ المعلومات والإرشادات الطبية لرفد المواطن الصيني بالموجهات لمكافحة الفايروس فضلاً عن إغلاق جميع الاسواق الشعبية.. وأبقت التعامل فقط على الاسواق الاكترونية بشكل أساسي. هذا الأمر عمل على تسهيل الحياة وخفف من خطر الاصابة .
وكانت الاستجابة من جانب المواطن الصيني كبيرة جداً وفورية، من إرتداء الماسك وغسل الأيدي وعدم مصافحة الغير وتجنب أماكن الازدحام. يمكن القول إن المواطن الصيني استجاب لقرارات الحكومة وطبقها تطبيقاً فعلياً. وبما أننى موجود في العاصمة الصينية بكين، فكثيراً ما كنت أشاهد خلو الشوارع الرئيسية في مدينة بكين من المارة والمتجولين، ولا تستطيع أن ترى إلا سيارات الإسعاف ورجال الشرطة وسائقي (الديلفري) لتوصيل احتياجات المواطنين لمواجهة ضرورات الحياة المعيشية .. الجيش الأبيض الصيني نجح في التقليل من خطر الاصابة بشكل كبير بعد أن بذل جهوداً جبارة تستحق الإشادة والتقدير وترفع له القبعة إجلالاً وتعظيماً.
لقد استطاع الفايروس اصطياد اعداد كبيرة من سكان ووهان وبعدها انتشر في المدن الأخرى، وأغلقت مجموعة كبيرة من الدول مطاراتها وألغت رحلاتها من وإلى الصين، وعمّ الخوف والهلع في كل الدول وبدأت دول بعينها بدعم الصين بالاحتياجات الطبية، ولكن الصين لفتت انتباه العالم وأعطت دروساً مجانية لبقية الدول في كيفية السيطرة على الأوبئة. بعد ذلك انتشر الفايروس في كل الكرة الأرضية وأصبحت الصين هي الداعم الأول لمجموعة كبيرة من الدول حيث أرسلت طائراتها الإغاثية للدول الأكثر تضرراً من الفايروس ونشرت الأبحاث العلمية لتطور الفايروس ومدى السيطرة عليه.
مثّلت هذه الاستجابة الصينية السريعة للتعامل مع الفيروس الدور الأهم في تجنيب العالم أخطاراً أكبر، ولو تجاوبت بعض الدول بشكل افضل مع الدروس الصينية المجانية، لكانت البشرية في وضع أفضل بكثير مما هي عليه حالياً.