تعليق: الابتكار التكنولوجي الصيني…مساهمة بارزة وقيمة تعزز رفاه العالم
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
بدءا من تحديد التسلسل الجينومي الكامل لفيروس كورونا الجديد بسرعة وصولا إلى عزل سلالة الفيروس، وانطلاقا من إصدار مجموعة متنوعة من الكواشف المخبرية السريعة وصولا إلى الإسراع إلى اختيار مجموعة من الأدوية وبرامج العلاج الفعالة ودفع تطوير اللقاحات في إطار معركة الصين ضد كوفيد-19، أصبح الابتكار التكنولوجي الصيني بمثابة قوة مهمة.
في الوقت الحاضر، أثبتت تجربة لقاح صيني ضد كوفيد-19، وهي المرة الأولى التي يصل فيها مثل هذا اللقاح إلى المرحلة الأولى من التجارب السريرية، أنه آمن ومحتمل وقادر على توليد رد فعل مناعي ضد فيروس SARS-COV-2 في البشر، وسيجري تقييم النتائج النهائية خلال 6 أشهر. وتشارك الصين بنصف اللقاحات العشرة التي دخلت مرحلة التجارب السريرية على مستوى العالم.
وفي الوقت ذاته، تبادلت الصين البيانات العلمية والإنجازات التكنولوجية وإستراتيجيات الوقاية والمكافحة مع العالم في الوقت المناسب، وأجرت تعاونا علميا وتكنولوجيا عميقا وكذا تبادلات مع مختلف الدول بشأن الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، وعلاج المرضى، والبحوث الأساسية.
وفي افتتاح الدورة الـ73 لجمعية الصحة العالمية التي عقدت مؤخرا، أعلنت الصين أنه بعد الانتهاء من تطوير اللقاحات الصينية واستخدامها، سيتم استخدامها كمنتج عام عالمي بهدف جعل اللقاح متاحا وبأسعار معقولة في البلدان النامية.
وقد اتخذ هذا القرار انطلاقا من احترام الحياة للبشرية جمعاء.
في الحقيقة، بدءا من “نظام الفحص الذكي لرصد الالتهاب الرئوي ومراقبة الجائحة” الذي ساعد إيطاليا على تحسين سرعة التشخيص، وصولا إلى تقديم نظام الكشف عن درجة الحرارة بالتصوير الحراري للأرجنتين، وانطلاقا من مجموعات اختبار فيروس كورونا الجديد المرسلة إلى أكثر من 150 دولة ومنظمة دولية، وصولا إلى التدريبات والتبادلات التي أجرتها فرق من الخبراء الصينيين عبر الفيديو … برزت منتجات علمية وتكنولوجية صينية، ومتخصصون صينيون في مجال البحث العلمي وكذا برامج وتجارب صينية للعلاج والوقاية والسيطرة، وذلك في الصفوف الأمامية من مكافحة الجائحة في العديد من البلدان والمناطق.
إن مساعدة العالم على مكافحة الجائحة ليست سوى جزء من إنجازات الصين العلمية والتكنولوجية في تعزيز رفاه العالم. ففي العام الماضي، ومع الكشف عن أول صور أرضية ثلاثية الأبعاد يرسلها قمر صناعي صيني جديد، والهبوط الناجح للمسبار القمري “تشانغ آه-4” على الجانب البعيد من القمر، واختبار أول نموذج لقطار مغناطيسي تصل سرعته إلى 600 كم/ الساعة … أخذت الابتكارات العلمية والتكنولوجية الصينية تظهر بشكل مستمر، لتشمل مجالات من بينها السكك الحديدية عالية السرعة، والاتصالات المتنقلة 5G، والطاقة الجديدة إلخ. وهكذا، جاءت صناعة التكنولوجيا الفائقة الصينية في طليعة العالم، وهو ما يدل على قوة الصين الشاملة في مجال العلوم والتكنولوجيا.
ومن خلال تمسكها بمفهوم مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية وحرصها على تطوير نفسها باستمرار، تشارك الصين بعمق في الحوكمة العلمية والتكنولوجية العالمية، وتعزز الابتكارات العلمية والتكنولوجية لصالح المزيد من البلدان والشعوب.
وإن المساعدة التي قدمتها الصين للعديد من البلدان في تهجين الأرز، وزراعة الخضراوات في الصوبات الزراعية، وزراعة الفطريات وغيرها من التقنيات، لم تحل فقط مشاكل الغذاء لدي العديد من سكان تلك البلدان وتسهم في زيادة دخلهم، بل رسخت أيضا مفاهيم وتقنيات الزراعة البيئية من خلال نقل التكنولوجيا وتدريب المواهب في هذه الدول، وهو ما ساهم بدوره في تعزيز التنمية المستدامة هناك.
وها هي مادة الأرتيميسينين الخاصة بعلاج الملاريا، والتي اكتشفها علماء صينيون، تنقذ ملايين الأرواح كل عام وتعالج مئات الملايين من مرضى الملاريا. ولقد أصبح العلاج المركب القائم على مادة الأرتيميسينين العلاج القياسي للملاريا. وخلال العشرين عاما الماضية، اُستخدام هذا العلاج على نطاق واسع في المناطق الموبوءة بالملاريا حول العالم.
كما تتقاسم الصين بنشاط إنجازاتها في تطوير القمر الصناعي الصيني “بيدو” مع دول العالم. وبات نظام “بيدو” الصيني يُستخدم حاليا في أكثر من نصف دول العالم، ويستطيع توفير خدمات تحديد المواقع والملاحة والتوقيت عالية الدقة والموثوقية لجميع أنواع المستخدمين في جميع أنحاء العالم. وقد استخدم على نطاق واسع في النقل والزراعة ومصائد الأسماك والإغاثة في حالات الكوارث والإغاثة من الكوارث.
وبدءا من المشاركة في الحصول على أول صورة لثقب أسود وصولا إلى إتاحة الفرصة أمام جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لاستخدام محطة الفضاء الصينية، تجلى بوضوح اتساق التعاون المعزز والروح المنفتحة للعلوم والتكنولوجيا الصينية.
وقد بعثت الصين هذا العام بإشارات تدل على تمسكها بتعميق الإصلاح وتعزيز الابتكار التكنولوجي. ومنها على سبيل المثال، دعم البحوث الأساسية التطبيقية بشكل ثابت وتوجيه الشركات لزيادة الاستثمار في مجال البحث والتطوير، وتسريع بناء المختبرات الوطنية وإعادة تنظيم أنظمة المختبرات الوطنية الرئيسية، وتطوير مؤسسات البحث والتطوير الاجتماعية، وتعميق التعاون العلمي والتكنولوجي الدولي، وتعزيز حماية الملكية الفكرية.
ومع بزوغ إنجازات مستمرة بفضل إجراءات الإصلاح، سيضخ الابتكار التكنولوجي الصيني زخما جديدا في الاقتصاد العالمي ويجلب معه مزيدا من الراحة لعملية الإنتاج ومعيشة الناس في البلدان الأخرى حول العالم.