كاتب مصري: الصين تسعى لانتشال العالم من مأزق مرض “كوفيد-19”
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
رأى الكاتب الصحفي المصري أحمد المريخي، أن المساعدات التي تقدمها الصين إلى عدد من الدول، ومن بينها مصر، تهدف إلى انتشال العالم من مأزق تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وقال المريخي، وهو نائب رئيس تحرير مجلة (الإذاعة والتلفزيون)، ومحرر كتاب “أنا والصين في مديح التناغم”، في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا)، إن “الصين اتجهت عقب نجاحها في السيطرة على انتشار مرض فيروس كورونا الجديد نحو مساعدة الدول التي ضربها المرض، وتعمل بجديتها المعهودة في أكثر من اتجاه للتوصل إلى لقاح أو مصل للعلاج، وتقديم خبرتها العلمية والطبية في مجال التعامل مع المرض، فضلا عن تقديم إمدادات طبية للعديد من الدول الصديقة”.
وأضاف أن هذه المساعدات الصينية يمكن النظر إليها من عدة أبعاد، في مقدمتها “البعد الإنساني، وهو أمر ليس غريبا على حضارة الصين.. كما أنها تعبير واقعي عن صورة الصين الحديثة، ودورها في صناعة توازن القوى في عصر المستقبل”.
وتابع المريخي، أن “ما تفعله الصين ليس غريبا عن ثقافتها ودورها الحضاري، لكن الغريب حقا هو ما نراه من دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية؛ التي تفرغت للتشويش على ما تقدمه الصين من جانب ومحاولة النيل منها من جانب آخر”.
وأردف أن “الولايات المتحدة الأمريكية لا تتوانى عن ممارسة البلطجة على الساحة الدولية بغرض السيطرة على الدول ونهب خيراتها والتحكم في مقدرات الشعوب، ولا شك أن الإدارة الأمريكية وجدت في مرض فيروس كورونا الجديد فرصة لمواصلة مناكفتها للصين، وهو أمر ليس بجديد عليها.. وليس أدل على ذلك من الشائعات التي دأبت وسائل الإعلام الأمريكية على إطلاقها وترويجها ضد الصين”.
واعتبر أن تجربة الصين مثال على قدرة الدول على الانتقال إلى النهضة؛ وما صنعته خلال العقود الثلاثة الماضية معجزة اقتصادية.
وعن الدعم المتبادل بين الصين ومصر لمواجهة مرض فيروس كورونا الجديد، قال المريخي إن “مصر بادرت منذ بداية الأزمة بإرسال شحنة من المستلزمات الطبية للصين كإسهام له رمزية كبيرة ودلالات مهمة على المستوى الإنساني والدبلوماسي، وهو ما انعكس في رد فعل الصين؛ التي لم تتأخر في رد التحية بأحسن منها، كما يقولون في مصر، فأرسلت ثلاث شحنات من المستلزمات الطبية”.
وزارت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، الصين في مطلع مارس الماضي، حاملة “هدية عبارة عن مستلزمات وقاية” و “رسالة تضامن” للشعب الصيني في مواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
في المقابل، تسلمت مصر في 16 مايو الماضي شحنة من المستلزمات الطبية الوقائية من الصين، يتجاوز وزنها 35 طنا.
وضمت الشحنة مليون كمامة طبية، و150 ألف كمامة “إن 95″، و70 ألف مجموعة من الملابس الطبية الوقائية، و70 ألف قفاز طبي، بالإضافة إلى 70 ألف كاشف خاص بتحاليل مرض فيروس كورونا الجديد، و1000 جهاز قياس درجة حرارة.
وتعد هذه ثالث شحنة صينية لمصر، التي استلمت شحنة مساعدات أولى في 16 أبريل الماضي وزنت أربعة أطنان، وثانية في العاشر من مايو الفائت وزنت 4.2 طن.
كما تم إنشاء مصنع صيني مصري مشترك في أبريل الماضي لإنتاج نحو 750.000 قناع وجه طبي يوميا.
وجرى افتتاح المصنع، بالمشاركة بين شركة (يوروميد) للصناعات الطبية في مصر وشركة (نينغبو أ بلس) المحدودة الصينية للاستيراد والتصدير، ومن المقرر أن تبلغ طاقته الإنتاجية اليومية 1.5 مليون قناع وجه جراحي عال الجودة عند اكتمال خطوط الإنتاج قريبا.
وأوضح المريخي، أن هذا الدعم المتبادل بين البلدين ليس وليد اللحظة، ويعود إلى متانة العلاقات التاريخية بين مصر والصين، مضيفا أن “الاتصالات المتبادلة بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعبير جلي عن ثقة متبادلة بين القيادتين، وهو أمر يعزز فرص التعاون المثمر بين البلدين في المرحلة القادمة”.
وأشار إلى أن التعاون المتبادل بين مصر والصين لم ينقطع على مدار أكثر من 60 عاما، بل شهدت السنوات القليلة الماضية تكثيف سبل التعاون وتنميته على المستوى الاقتصادي والتجاري والثقافي، ووقع البلدان معاهدة “شراكة استراتيجية”.
وعن كتابه “أنا والصين في مديح التناغم”، أوضح الكاتب المصري أن الكتاب جاء كثمرة للدورة الأولى من مسابقة (أنا والصين) التي أطلقها المركز الثقافى الصينى بالقاهرة في العام قبل الماضي، بالتعاون مع مجلة “الإذاعة والتلفزيون” المصرية، لدعم التواصل الممتد بين البلدين عبر القوة الناعمة.
وقام المريخي بتحرير الكتاب الذي ضم الموضوعات الفائزة بجوائز المسابقة، وعددها 30 موضوعا من السرديات المتنوعة؛ التي تكشف جانبا مهما من نظرة المصريين للصين.
وحول أسباب اهتمامه بالثقافة الصينية، قال المريخي إنه “بشكل عام، حين ننظر في الحضارة الإنسانية لا يمكن أن نتجاهل حضارة الصين أو الحضارة المصرية، وعندما ننظر في نهضة الدول وجديتها تحضر الصين كمثال حقيقي على التحديث حيث استطاعت إن تحقق نهضتها خلال زمن قياسي، فقد تغلبت في العقود القليلة الماضية على تحديات الداخل والخارج، وحققت معجزة اقتصادية يشهد لها القاصي والداني، وهذا لم يكن وليد الصدفة، بل جاء وفقا لمراجعات عميقة وتخطيط متقن وعمل دؤوب”.
وتابع “اعتقد أن ذلك يدعو للاهتمام بثقافة الصين، فضلا عن روابط وجدانية تعود لفترة الطفولة؛ صنعتها فنون صينية من خلال البرنامج الأسبوعي (أكروبات صينية)، الذي كان يعرض على شاشة التليفزيون المصري، ويحرص الآلاف من المصريين على مشاهدته، وقد أسهم بشكل كبير في تقريب الروح الصينية لدي المصريين”.