الكمامات الصينى تغزو التحرير والمستوردون يرفعون أسعارها 250%
موقع اليوم السابع المصري:
عودة المظاهرات لميدان التحرير عقب فض اعتصام السبت الماضى، ولجوء قوات الأمن إلى الاستخدام المكثف للقنابل المُسيلة للدموع فتح الباب أمام تجارة “بيع الكمامات” الواقية من الغاز، والتى انتشرت داخل أرجاء الميدان وصارت الأكثر رواجًا.
وخلافًا لأحداث يناير الماضى، التى لم تشهد تنوعًا كبيرًا فى أشكال الكمامات وأحجامها، برزت فى المواجهات الحالية أشكالاً مختلفة لكمامات بعضها تقليدى لا يتجاوز سعره الجنيه الواحد وهى عبارة عن قطعة صغيرة من القماش توضع على أنف المتظاهر وبها خيط رفيع يمتد ليُثبت خلف أذنيه، والبعض الآخر غير تقليدى وهو عبارة عن قطعة بلاستيكية كبيرة تغطى الفم والأنف، وبها “فلتر” من الجانبين الأيمن والأيسر لتنقية الغازات وداخل الكمامة قطعة من القماش تفصل أنف المتظاهر عن البلاستيك.
يُعلق أحمد مجدى النبوى، بائع كمامات فى الميدان، يملك والده محالاً لبيع مستلزمات الأمن الصناعى قائلاً: “القنابل المُسيلة للدموع هذه المرة ضررها كبير للغاية، أضعاف التى كانوا يستخدمونها فى يناير، وبسبب تأثيرها الشديد على المتظاهرين لجأ كثير منهم لشراء كمامات أكثر فاعلية من تلك التقليدية المُعرضة للتمزق بين لحظة وأخرى”.
ويكشف النبوى استغلال مستوردى الكمامات كثرة طلب المتظاهرين عليها فى رفع الأسعار قائلاً: “الكمامات المنتشرة الآن فى الميدان أغلبها مستورد من الصين، كان سعر الواحدة منها قبل الأحداث الأخيرة ستة جنيهات، ثم ارتفع ليصل إلى 15 جنيهًا” وفسر ذلك قائلاً: “المستوردون كانوا يوردونها إلينا مقابل أربعة جنيهات وأحيانا خمسة وتفاجأنا فى الأيام الأخيرة أنهم طالبونا بـ 11 جنيهًا مقابل الكمامة الواحدة، لذلك اضطررنا إلى بيعها بـ 15 جنيهًا”.
“هى أحسن بكتير من الكمامات العادية لكن الغاز اللى بيستخدموه ما بتفرقش معاه عادية أو مستوردة بيخترق كل حاجة مهما كانت كثافتها” بتلك الكلمات أكد النبوى تعرضه لحالات اختناق رغم وضع الكمامة على أنفه بسبب “قوة الغازات المنبعثة من القنابل” على حد قوله.
انتشار الكمامات الصيني، ذات الحجم الكبير، أثر سلبيًا على بيع الكمامات القماش بتلك الكلمات أكد إبراهيم محمود الذى اعتاد التكسب من بيع الكمامات سواءً فى ثورة يناير أو المظاهرات الأخيرة.
وأرجع محمود (30 عامًا) السبب فى إعراض كثيرين عن الكمامات التقليدية إلى كثرة القنابل المستخدمة من قوات الأمن، إضافة إلى تأثيرها البالغ وكثرة الغاز المنبعث منها، لكنه استدرك مؤكدًا أن هناك مواطنين يقبلون على شراء الكمامات المصنوعة من القماش بسبب سعرها المنخفض الذى لا يتعدى الجنية الواحد.
محمود أكد رفضه رفع سعر الكمامة الواحدة إلى جنيهين واستغلال حاجة المتظاهرين إليها، لكنه تمنى فى الوقت ذاته أن تستمر المظاهرات أطول فترة ممكنة ليحقق أعلى ربح.