تقرير لجامعة سيدني: دور الصين بالغ الأهمية لتعافي أستراليا فيما بعد “كوفيد-19”

تعافت الصين من مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بقوة مدروسة وهي على وشك تعافي اقتصادي سريع، ما يجعلها تساعد أستراليا على القيام بنفس الشيء، وفقا لتقرير نشرته جامعة سيدني هذا الاسبوع.
وتعتمد العلاقات التجارية المربحة بين أستراليا والصين على العودة المتسارعة لطلب المستهلكين الصينيين، والذي يبدو الآن أكثر ترجيحا بفضل الاستراتيجيات الناجحة التي أدخلتها السلطات الصينية في التعامل مع المرض.
وأشار مؤلفو التقرير إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تساعد فيها الصين أستراليا على الخروج من أزمة.
ووفقا لهم، فقد كان دور الصين بالغ الأهمية بالنسبة لأستراليا في تعافيها من الأزمة المالية العالمية 2008-2009، بعد أن أصبحت أكبر شريك تجاري فى العلاقات الثنائية للبلاد في عام 2007، لتمثل 13 بالمئة، أو 39.6 مليار دولار أمريكي، من إجمالي التجارة، ويرجع ذلك إلى حد كبير للطلب الصيني على خام الحديد في أستراليا.
وبعد عشر سنوات، في 2018-2019، تجاوزت التجارة الثنائية مع الصين 157.3 مليار دولار أمريكي، أي أكثر بكثير من ضعف حجم التجارة مع اليابان، شريك أستراليا التجاري الثاني، وفقا لأرقام الحكومة الأسترالية.
وقال التقرير “إن التأثير التجاري للصين الذي تركز على صناعة الموارد بعد الأزمة المالية العالمية، انتشر الآن على نطاق أوسع عبر الصناعات الريفية والحضرية في أستراليا”.
وتعتمد هذه الصناعات على التعافي السريع، لما بعد “كوفيد-19″، فيما يتعلق بطلب المستهلكين الصينيين، والذي يقول المؤلفون إنه يظهر بالفعل علامات على حدوث ذلك إلى حد كبير بفضل نهج الدولة المحنك للتحفيز الاقتصادي.
وكتبوا في التقرير أن “الصين اعتمدت على التقنيات الرقمية والسياسة الاقتصادية اللامركزية لزيادة الاستهلاك، بدلا من مدفوعات التحفيز المركزية من خلال الودائع المباشرة أو الضمانات الممولة بالديون كما رأينا في أستراليا”.
وقالوا إن “أستراليا تواجه أزمة أكبر مما كانت عليه بعد الأزمة المالية العالمية، كما أنها مرتبطة بشكل وثيق مع الصين”.
“وهذا يجعل الشراكة الاقتصادية بين أستراليا والصين أكثر أهمية مما كانت عليه بعد الأزمة المالية العالمية”.