شباب من علماء الصينيات بينهم عرب يبحثون سبل تعزيز التعاون وتبادل التجارب في مكافحة كوفيد-19 بين الصين والدول الأخرى
في ظل تفشي المرض الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في أنحاء العالم، أصبحت كيفية مكافحة الوباء مهمة مشتركة لجميع الدول. ورأى بعض شباب علماء الصينيات أن تعميق التبادلات الثقافية واللغوية وتحفيز التفاهم والتسامح المتبادلين من السبل الفعالة لتعزيز التعاون بين الصين والدول الأخرى في مكافحة الوباء.
جاء ذلك خلال المنتدى الصيفي عبر الانترنت لاتحاد شباب علماء الصينيات لمبادرة الحزام والطريق، حيث شارك علماء الصينيات من أذربيجان وتونس والكاميرون ومصر وغيرها من الدول في تبادل تجارب مكافحة تفشي كوفيد-19 في بلدانهم ومناقشة سبل تعزيز التعاون بين الصين والدول الأخرى في مكافحة الوباء.
وجرت جميع المناقشات والتبادلات عبر الانترنت وباللغة الصينية.
وقال وانغ هوي، مؤسس اتحاد شباب علماء الصينيات لمبادرة الحزام والطريق، مدير معهد الثقافة والتعليم الدوليين في جامعة تشجيانغ للمعلمين، قال خلال المنتدى إن تفشي كوفيد-19 شكل تهديدا خطيرا لصحة البشرية، الأمر الذي يدعو كافة الدول إلى تعزيز التبادلات والتعاون في مكافحة الوباء.
ورأى وانغ أن للتبادلات الثقافية واللغوية دور فعال في حفز ترابط قلوب الشعوب، بينما يتوجب على علماء الصينيات ولا سيما العلماء الشباب المتحمسين للحضارة الصينية، أن يبذلوا جهودهم في تعزيز تبادل تجارب مكافحة الوباء في بلدانهم، وتعزيز التفاهم والتسامح المتبادلين بين الدول والشعوب، وتقديم مساهماتهم في مكافحة الوباء في كل من بلدانهم والصين.
وبدوره؛ قال علييف، معلم اللغة الأذربيجانية في جامعة بكين للدراسات الأجنبية، إن أسباب الخلافات القائمة المتعددة في العالم حاليا ترجع إلى عدم التفاهم بين الحضارات المختلفة، ما يجعل من واجب علماء الصينيات بذل المزيد من الجهود لتقوية التبادلات الثقافية بين بلدانهم الأم وبين الصين وتعزيز التفاهم بين الحضارة الصينية والحضارات الاخرى.
وخلال الحديث عن التعاون بين الصين وبلادها الأم تونس، قالت هند خالقي، واسمها الصيني “جيا خه”، التي تحمل شهادة الدكتوراه في علم اللغة بجامعة بكين للغات والثقافة، ومعلمة اللغة العربية والثقافة الإسلامية في معهد شياندا للاقتصاد والعلوم الإنسانية بجامعة شانغهاي للدراسات الأجنبية، قالت إن التعاون الثنائي بين البلدين كان في قطاعات التجارة والتعليم والسياحة وغيرها قبل تفشي الوباء، وقد عززت الدولتان تعاونهما في مكافحة الوباء، في الوقت الذي تتعمق فيه ثقة المجتمع التونسي المحلي ومعرفته بجهود الصين في مكافحة الوباء وتقديم الدعم للدول الأخرى.
وأضافت خالقي أن معرفتها بالصين والشعب الصيني قد تعمقت كثيرا بعد تفشي الوباء، ولا سيما بعد أن بدأ الصينيون بالعمل بكل طاقاتهم بعد استئناف الأعمال في البلاد، وحرصهم على تعزيز انضباطهم الذاتي بارتداء الأقنعة ومتابعة التدابير الصارمة للوقاية من تفشي الوباء.
وأكدت خالقي على أهمية الثقة والاحترام والتوحيد بين الشعوب والدول المختلفة، حيث شجعت مع أصدقائها الصينيين والتونسيين الدولتين أثناء مكافحة الوباء، وقدمت دعما متبادلا لتعزيز الثقة، قائلة إن”تعزيز المشاورات والتبادلات بين الشعبين في الصين وتونس يساعد على حل سوء الفهم الناتج فقط عن عدم التعرف على حقيقة الأمر”.
إلى جانب ذلك، رأى علاء ممدوح عاكف، واسمه الصيني “قاوشان” ويحمل شهادة الدكتوراه في معالجة اللغات الطبيعية في جامعة بكين للغات والثقافة، قال إن التعاون في مكافحة الوباء ينبغي ألا يركز على مجالات الصحة والبحوث الطبية في اللقاحات فحسب، حيث بالإمكان أيضا العمل على تعميق دراسة تجارب الصين المتطورة في إنتاج المنتجات الطبية الواقية بشكل سريع وسليم، لافتاً إلى قيام الصين ومصر بتأسيس خط إنتاج للأقنعة وغيرها في ابريل الماضي، في تطبيق مثالي لاستخدام تجربة ناجحة من الجانب الصيني واستخدامها بنجاح أيضا في مصر.
كما لاحظ عاكف أن التطبيقات الذكية المطورة من الصين لتعزيز الاتصالات والمراسلات قد أدت دورا مهما وملحوظا في تعزيز المراسلات والتبادلات عبر الانترنت أثناء مكافحة الوباء .
هذا وتأسس اتحاد شباب علماء الصينيات لمبادرة الحزام والطريق في ديسمبر عام 2018 في جامعة تشجيانغ للمعلمين بمقاطعة تشجيانغ في شرقي الصين، ويهدف الاتحاد إلى حفز التبادلات الثقافية في الدول على طول الحزام والطريق وتقديم مساهمات جديدة في تطور علم الصينيات./نهاية الخبر/