تعليق: مخطط واشنطن المهيمن المناهض للصين مصيره الفشل
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
يبدو أن المهمة الجادة الوحيدة للإدارة الأمريكية الحالية هذه الأيام، هي تأجيج وبيع ما يسمى نظرية “تهديد الصين”.
ولكن لا ينبغي لواشنطن أن تتوقع أنها تستطيع تضليل المجتمع العالمي لاحتواء الصين وخدمة أجندتها المهيمنة بأكاذيب سخيفة.
وقد تحدث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الخميس في المكتبة الرئاسية لريتشارد نيكسون ، الرئيس الأمريكي الأسبق الذي ضغط على زار البداية لتطبيع العلاقات مع الصين منذ نحو خمسة عقود، وحث على إنهاء نهج المشاركة القائ منذ فترة طويلة تجاه الصين ودعا إلى “لتحالف جديد” لإجبار الصين على أن تتغير وفقا لرغبات واشنطن.
ولا تعد تصريحات بومبيو شديدة الاستفزاز أمرا جديدا، حيث إنه كما يفعل دائما، اتهم الصين كذبا بسرقة الولايات المتحدة وقمع حقوق الإنسان في شينجيانغ والسعي إلى السيطرة على العالم.
ويعد هذا الخطاب هو الأخير في سلسلة من بيانات خبيثة لتشويه الصين أدلى بها مجموعة من المسؤولين الأمريكيين الكبار حديثا، ومن بينهم النائب العام وليام بار ومستشار الأمن الوطني روبرت أوبراين ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي.
ويسعى الصقور ضد الصين في واشنطن الذين تدفعهم الغطرسة والتحيز الأيديولوجي إلى تصوير الصين كمنافس للولايات المتحدة وتهديد لما يسمى العالم الغربي الديمقراطي، منذ تولي الإدارة الأمريكية الحالية زمام السلطة. وتفسر مخاوف الإدارة الحالية المتزايدة بشأن إعادة الانتخابات أيضا، زيادة بيانات واشنطن العدائية في الفترة الأخيرة وتحركاتها لتشويه صورة بكين.
ولكن تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، انتشلت الصين مئات الملايين من الأشخاص من الفقر المدقع وأسهمت كثيرا في النمو الاقتصادي العالمي خلال العقود الماضية، بينما حقق العديد من الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات مكاسب كبيرة في الأسواق الصينية المفتوحة.
وفي نفس الوقت، اتبعت بكين طريق التنمية السلمية وأصبحت أكبر مساهم بالقوات في مهام لأمم المتدة لحفظ السلام من بين الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن الدولي. وكانت أيضا داعمة دائمة وطبقت فكرة أن جميع الدول متساوية ولديها الحق في اختيار نموذج التنمية الذي يتناسب مع ظروفها الخاصة. فالصين لم تحاول أبدا فرض طريقها الخاص على الآخرين .
على العكس، يبدو أن البيت الأبيض الحالي، كان غير راغب وجبانا وجاهلا فيما يتعلق بحل العديد من المشاكل الأمريكية طويلة الأمد، ومن بينها إصلاح برامج الاستحقاق والعنف المسلح، خلال السنوات الأربع الماضية تقريبا. كما حول أيضا الولايات المتحدة إلى أكبر خطر على العالم.
وبدلا من حشد مايلزم عالميا لمحاربة مرض فيروس كورونا الجديد “كوفيد-19″، فإن هذه الإدارة الأمريكية التي تعتمد على التعامل الذاتي، لم تفشل فحسب في احتواء تفشي المرض داخل حدودها بشكل فعال ، وإنما عرقلت عمدا جهود مكافحة المرض التي تبذلها أطراف أخرى، ومن بينهم حلفاؤها وأعاقت التعاون الدولي في محاربة المرض عن طريق الانسحاب من منظمة الصحة العالمية.
وبدلا من دعم تجارة حرة ومفتوحة، اتخذ البيت الأبيض منعطفا حادا للحمائية وأطلق زيادة في الرسوم الجمركية على معظم شركاء التعاون الكبار وأعاق عمدا هيئة الاستئناف التابعة لمنظمة التجارة العالمية، من دون التفكير في أن السياسات التجارية للولايات المتحدة يمكنها تدمير نظام التجارة الدولية المرتكز على القواعد ودفع الاقتصاد العالمي في هاوية الشكوك والركود.
وبدلا من تأييد أساليب متعددة الأطراف للتعامل مع بعض المشاكل التي تواجه العالم، ومن بينها التغير المناخي وعدم الانتشار النووي، ترك البيت الأبيض الحالي اتفاقية باريس للتغير المناخي وخرج من الاتفاق النووي الإيراني وأدار ظهره لمعاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى.
إن هذا التنمر المتهور والعشوائي من جانب واشنطن، جعل الولايات المتحدة دولة غير مرغوب فيها في العالم بشكل متزايد، حتى بين حلفائها الأوربيين. ويحمل أغلبية الأوربيين وجهة نظر سلبية بشكل متزايد تجاه الولايات المتحدة، حيث أعرب 2 في المائة فقط من الأوربيين الذين تم استطلاع آرائهم عن وجهة نظر مفادها أن الدولة كانت “نافعة” في الحرب ضد المرض، وفقا لاقتراع حديث أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
لقد اختار بومبيو مكتبة نيكسون الرئاسية للإدلاء بخطابه التحريضي ضد الصين، في محاولة لإثبات أن نهج نيكسون للمشاركة تجاه الصين خاطئ وفشل. ولكن المنافع الهائلة التي حققتها وتشارك فيها شعوب العالم بفضل العلاقات المستقرة والسليمة بين الولايات المتحدة والصين خلال العقود الخمسة الماضية، أثبتت العكس.
في نهاية المطاف، يتعين على بومبيو واتباعه التحقق من دافعهم لإخضاع وإعادة تشكيل الآخرين للهيمنة على العالم. يتعين عليهم ألا يبالغوا في تقدير قدرتهم على فرض محاولاتهم المناهضة للصين على الآخرين. وعلى كل حال، فإن الذين يريدون اتباع خطى واشنطن غير المنتظمة والمتعجرفة والنرجسية قليلون ، هذا إن كان منهم أحد .