حديث لي: ما مدى إمكانية التعاون الصيني العربي لاستكشاف الفضاء؟

2020، هو عام استكشاف المريخ! أمام فرصة وحيدة تأتي لسكان الأرض كل 26 شهرا حين تكون المسافة بين المريخ والأرض أقصر من العادة، أي 55 مليون كيلومتر، أطلقت ثلاث دول مهاما غير مسبوقة لاستكشاف الكوكب الأحمر الشهر الماضي، وهي الإمارات والصين والولايات المتحدة.

بغض النظر عن السباق المحموم لغزو المريخ، هل سيفتح هذا الكوكب أفقا جديدا للتعاون بين الصين والعرب لاستكشافه؟

خلافا للواقع العربي المليء بأحداث تجسد الإخفاقات والحسرات في القلب على مر العقود الماضية، يرى البعض أن مشروع مسبار الأمل الإماراتي هو بارقة أمل تبشر بعودة أمجاد العرب والمسلمين في مجال الاكتشافات العلمية، وينظر إليه الكثيرون بعين فخر وترقب.

أطلقت الإمارات صاروخا يحمل مسبار “الأمل” في اليابان.

وفي رأيي الشخصي، إنه إنجاز عربي عظيم!

خلال سنوات معدودة، أصبحت دولة الإمارات رائدة عربيا في مجال الفضاء. 

حسب وكالات أنباء، طورت الإمارات مسبار الأمل بالتعاون مع الجامعات الأميركية، وأطلقته بصاروخ ياباني، وفي مركز تانيغاشيما الفضائي الياباني، شارك في المهمة نحو 450 مهندسا، تقريبا نصفهم أمريكيون. وفي عام 2019، أصبح الإماراتي هزاع المنصوري أول رائد فضاء عربي انطلق إلى محطة الفضاء الدولية وهو على متن مركبة الفضاء الروسية “سويوز”.

هزاع المنصوري، رائد الفضاء الإماراتي.

السؤال المطروح: متى سيتجه العرب إلى التعاون مع أصدقائهم الصينيين لاستكشاف الفضاء؟

لما لا؟ الصين خيار جيد للعرب، كونها تتمتع بسجل مرموق في مجال السفر إلى الفضاء. 

فقد أطلقت أول قمر صناعي يدور حول الأرض “دونغ فانغ هونغ 1” في عام 1970؛ كما أطلقت الصين أول مركبة فضائية مأهولة لها “شين تشو 5” في عام 2003؛ وفي العام الماضي، أرسلت الصين بنجاح ولأول مرة في تاريخ البشرية، مسبار “شانغ آر 4” إلى الجانب المظلم للقمر؛ إضافة إلى امتلاكها الصاروخ الحامل “لونغ مارتش 5” الذي يجعل بلاد التنين رقما صعبا في نادي الفضاء الخارجي.

قبل 2300 عام، نظم الشاعر الصيني تشيو يوان قصيدة بعنوان “تيان وين”، طرح فيها أسئلة سماوية تتناول الطبيعة والعالم مثل: متى خلقت السماء والأرض والنجوم؟ تماما مثل الصينيين القدماء، كان العرب يعتقدون بالتنجيم، لدرجة الإيمان بأن حركة النجوم تؤثر على حياة الناس وأقدارهم. وقد برزت نخبة من علماء المسلمين في الفلك، مثل عبد الرحمن الصوفي وابن الهيثم.