نظام بيدو الصيني يشهد تطبيقات مزدهرة وأكثر تنوعا
زكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
على الرغم من تأثرها باجتياح 3 أعاصير ووباء كوفيد-19، إلا أن أرض المُزارع سونغ جي لين التي تمتد على مساحة 20 هكتارا في مزرعة تشيشينغ بمقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرقي الصين، استقبلت حصادا وفيرا هذا العام.
وقال سونغ إن حصّادات الأرز بدون سائق المجهزة بنظام “بيدو” للملاحة عبر الأقمار الصناعية (بي دي أس) الذي طورته الصين قدمت دعما كبيرا.
وفي المزرعة، تتنقل حصادة الأرز المجهزة بنظام بيدو بين حقول الأرز. وذكر تشانغ جينغ هوي، وهو مزارع أرز آخر، إنه وبفضل تكنولوجيا الملاحة المتقدمة، يمكن للحصادات العمل بدقة مع نطاق خطأ أقل من 2 سم، فضلا عن قدرتها على العمل أثناء الليل لزيادة الكفاءة.
ويعتبر هذا التطبيق في الزراعة الدقيقة مثالا يجسد ما بات نظام بيدو يوفره من قوة دافعة قوية لحفز النمو الاقتصادي والاجتماعي في الصين والارتقاء بمعيشة الشعب.
ومع تطبيقه على نطاق واسع في جوانب متنوعة من الاقتصاد الوطني ومعيشة الشعب، يقدم نظام “بي دي إس” حاليا خدمات واسعة النطاق في قطاعات تشمل النقل والأمن العام والإغاثة في حالات الكوارث وتخفيف الضغوط في الزراعة والغابات والإدارة الحضرية.
وعندما بنت الصين مستشفيين مؤقتين وهما مستشفيا ليهشنشان وهوشنشان في مدينة ووهان حاضرة مقاطعة هوبي بوسط الصين، التي كانت معرضة لتفشي وباء كوفيد-19 في البلاد، قدمت المعدات المجهزة بنظام “بي دي إس” خدمات تحديد مواقع عالية الدقة وسرّعت عمليات البناء.
وفي مقاطعة فوجيان الساحلية بشرقي الصين، أسهم نظام “بي دي إس” دورا لا غنى عنه لمساعدة الصيادين على تقليل الخسائر وتجنب الرياح والأمواج القوية أثناء موسم الاعاصير.
واستخدم نظام “بي دي إس” في أعمال البناء والإدارة عالية الدقة لأنفاق سكك الحديد، حيث تم تركيب وحدات قائمة على نظام “بي دي إس” على القطارات العاملة على طول سكة حديد تشينغهاي-التبت، لمتابعة الإحداثيات الدقيقة ثلاثية الأبعاد وسرعة تشغيل القطارات. وبناء على هذه المعلومات، يتمكن مركز التحكم من تعزيز التخطيط وتقصير مدة مغادرة القطار وتحسين كفاءة تشغيل القطارات وسلامتها.
وفي الأعوام العشرة الماضية، ازداد إجمالي قيمة الإنتاج لصناعة خدمات الملاحة وتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية في الصين بأكثر من 20 في المائة سنويا. وفي عام 2019 ، بلغت قيمة الإنتاج في القطاع 345 مليار يوان (حوالي 49.5 مليار دولار أمريكي) مع توقعات بتخطي 400 مليار يوان في عام 2020 .
وقال رن تشنغ تشي، المتحدث باسم النظام، إن التكامل بين نظام “بي دي إس” مع تكنولوجيات ناشئة بينها تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس والاتصالات عبر الهواتف النقالة والبيانات الكبيرة، سيتم تعزيز النظام بشكل أكبر لخلق طرز تجارية جديدة ونقاط نمو جديدة.
في هذا الصدد، لا ينتمي نظام “بي دي اس” إلى الصين فقط، بل يشمل العالم بأسره أيضا. فبنهاية عام 2019 ، صدّرت الصين منتجاتها بناء على أساس نظام “بي دي إس” إلى أكثر من 120 دولة ومنطقة. كما دخل النظام المذكور عصرا جديدا للخدمات الدولية، ليخدم مجالات الزراعة الدقيقة والتنمية الرقمية وبناء الموانئ الذكية في دول الآسيان وجنوبي آسيا وشرقي أوروبا وغربي آسيا وأفريقيا.
وقال شيه جون، المصمم الرئيسي لنظام “بي دي إس-3” عبر الأقمار الصناعية، إن تطبيق نظام “بي دي إس” ليس له حدود، ولا بد من بذل مزيد من الجهود لتطوير تكنولوجيات الملاحة الحديثة عبر الأقمار الصناعية وتقديم خدمات أفضل في الملاحة وتحديد المواقع والتوقيت وغيرها للبشرية.