تعليق: رسالة سلام وعزم رسمية من الصين
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
عقدت الصين يوم الجمعة اجتماعا رسميا بمناسبة الذكرى الـ70 لدخول جيش متطوعي الشعب الصيني جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية للقتال في حرب مقاومة العدوان الأمريكي ومساعدة كوريا.
ووسط تغيرات عميقة وأوجه عدم يقين متزايدة على الساحة الدولية، يحمل إحياء ذكرى الحرب التاريخية أهمية كبيرة في الوقت الحاضر. فقد أثبتت الصين مرة أخرى عزمها على مقاومة التسلط المهيمن وصون العدالة الدولية والسلام العالمي، فضلا عن ثقتها في التغلب على جميع الصعوبات وتحقيق الحلم الصيني المتمثل في نهضة الأمة.
لقد فُرضت حرب 1950-1953، وهي أول حرب محلية كبرى ذات أبعاد دولية بعد الحرب العالمية الثانية، على الصين بعدما تدخلت الحكومة الأمريكية آنذاك، في سعيها لتحقيق إستراتيجيتها العالمية، عسكريا فيما كان قد بدأ كحرب أهلية كورية.
وعلى الرغم من تحذيرات الصين المتكررة، نقلت القوات الأمريكية الغازية نيران الحرب إلى الحدود بين الصين وكوريا الديمقراطية، وقصفت الطائرات الأمريكية بلدات وقرى حدودية صينية المرة تلو الأخرى، ما شكل تهديدا خطيرا لأمن جمهورية الصين الشعبية الوليدة.
وفي مواجهة الأعمال العدائية الأمريكية وبناء على طلب بيونغ يانغ، اتخذت الصين، في برهان واضح على شجاعتها ورؤيتها غير العادية، القرار التاريخي بإرسال جيش متطوعي الشعب الصيني عبر نهر يالو لمقاومة العدوان الأمريكي، ومساعدة كوريا الديمقراطية، والدفاع عن الوطن.
في قتالهم جنبا إلى جنب مع شعب وجيش كوريا الديمقراطية، حقق جنود جيش متطوعي الشعب الصيني الأبطال، رغم كل الصعاب، انتصارا ملحميا في حرب مقاومة العدوان الأمريكي ومساعدة كوريا، وخلقوا مثالا رائعا للضعيف الذي يهزم القوي في تاريخ الحرب البشرية.
ومن بين العديد من الآثار الأخرى بعيدة المدى، أظهر الانتصار الذي تحقق بشق الأنفس إرادة الشعب الصيني الحديدية في الدفاع عن بلاده وحماية السلام العالمي، وشجع مسعى الدول المضطهدة في جميع أنحاء العالم إلى الاستقلال والتحرير.
بعد مرور سبعين عاما، لا يزال هذا الانتصار العظيم – انتصار العدالة والسلام والشعب كما أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ – والروح التي لا تقهر لجيش متطوعي الشعب الصيني يحملان أهمية كبيرة اليوم.
وعلى مدى العقود السبعة الماضية، تمكن الشعب الصيني من مواجهة كل تحد وحقق تقدما اجتماعيا واقتصاديا ملحوظا.
والآن بعد أن وصلت الصين إلى مرحلة حاسمة في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في جميع الجوانب وفي السعي إلى تحقيق الحلم الصيني المتمثل في نهضة الأمة، فإن الاحتفال بهذا الانتصار لا يؤكد فقط عزم الصين على الحفاظ على سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية، بل سيلهم الشعب الصيني أيضا لمواصلة التغلب على جميع أنواع الصعوبات على طول الطريق إلى الأمام.
إن التحديات وأوجه عدم اليقين في جميع أنحاء العالم كثيرة وشاقة، إذ أن أعمال التنمر وممارسات الأحادية والتدخلات الطائشة تحت ذرائع مثل حقوق الإنسان والحرية تهدد بتقويض الاستقرار والسلام على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
في ظل هذه الخلفية العالمية، فإن الاحتفال بهذا الانتصار لا يؤكد فقط التزام الصين الراسخ بحماية السلام والعدالة العالميين والعمل مع الآخرين لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وإنما يساعد أيضا على تشجيع جميع الدول في جميع أنحاء العالم على النهوض والوقوف في وجه سلوك الهيمنة والتنمر.
في عصر الترابط والاعتماد المتبادل العميقين، صار مصير جميع الدول والشعوب مرتبطا ببعضه البعض أكثر من أي وقت مضى. وكما أكد شي في اجتماع يوم الجمعة، فإن السعي وراء الأحادية والحمائية والأنانية المفرطة لا يؤدي إلى أي شيء، والسعي لتحقيق التنمية السلمية والتعاون القائم على الفوز المشترك للجميع هو السبيل الصحيح الوحيد للمضي قدما.
وبإحياء ذكرى حرب مقاومة العدوان الأمريكي ومساعدة كوريا، أرسلت الصين رسالة واضحة. إنها رسالة سلام وعدالة وعزم، ورسالة ضد العدوان والتنمر والهيمنة. وإن أي شخص يخطط لتخريب التنمية السلمية للصين أو عرقلة السلام العالمي فقد تلقى الآن تحذيرا مسبقا.