الأصدقاء القدامى لمعرض الواردات يتوقون إلى فرص جديدة وسط الركود الوبائي

صورة ملتقطة من الجو في 3 نوفمبر 2020 للمركز الوطني للمعارض والمؤتمرات (شانغهاي)، وهو المكان الرئيسي للدورة الثالثة من معرض الصين الدولي للواردات، في شانغهاي شرقي الصين. (شينخوا)

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:

هذه هي المرة الثالثة التي يقطع فيها العارض روي فان دن هورك هذه المسافة سفرا من أوقيانوسيا إلى شانغهاي، المركز المالي الصيني، للمشاركة في معرض الصين الدولي للواردات، ومع ذلك لا يزال يشعر بالحماس تجاه الفرص الكامنة في السوق الصينية.

حتى أنه سجل رحلته بأكملها بكاميرا فيديو هذه المرة.

— النمو مع المعرض

بالنسبة إلى فان دن هورك، المدير العام للإنتاج في ((TheLand))، وهي شركة ألبان في نيوزيلندا، فقد نمت شركته جنبا إلى جنب مع تطوير معرض الصين الدولي للواردات. وتقوم ((TheLand)) بتصدير الحليب المعالج بالحرارة الفائقة ومسحوق الحليب إلى الخارج منذ عام 2018، وهو عام ميلاد الشركة وكذلك معرض الواردات.

وقال فان دن هورك “في العام الأول من المعرض، رأيت أننا كنا ناجحين للغاية”، مضيفا أن “العام الماضي، كان النجاح أكبر بكثير”. وهو يتطلع إلى المزيد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم و”إقامة علاقات مع مزيد من العملاء” من خلال “بيع منتجات عالية الجودة” بعد معرض هذا العام.

زوار يتجولون في منطقة العرض الخاصة بتجارة الخدمات خلال الدورة الثالثة من معرض الصين الدولي للواردات، في شانغهاي، شرقي الصين، 5 نوفمبر 2020. (شينخوا)

إن شركة ((TheLand)) ليست وحدها. إنها واحدة فقط من بين العديد من الأصدقاء القدامى لمعرض الصين الدولي للواردات الذين يسعون إلى الاستفادة من إمكانات السوق الصينية وتقاسم خيرات تنمية الصين.

بالنسبة لهم، أصبح معرض الواردات أرضا خصبة تعزز نجاحات أعمالهم. فمع استمرار تفشي مرض كوفيد-19، أصبحت فرص السوق الجديدة التي يمكن أن يتيحها المعرض أكثر قيمة وسط حالة الركود الوبائي.

— اغتنام فرص الانفتاح

سواء كانت الشركات الـ500 العالمية الكبرى المدرجة على قائمة فورتشن والشركات الرائدة في مجال الصناعة أو الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، فقد أصبح معرض الصين الدولي للواردات محورا لفرص السوق بالنسبة لهم ليحققوا النمو والازدهار في الصين.

متطوعون يمرون بالميدان الجنوبي للمركز الوطني للمعارض والمؤتمرات (شانغهاي)، وهو المكان الرئيسي للدورة الثالثة من معرض الصين الدولي للواردات، في شانغهاي شرقي الصين. (شينخوا)

وقالت عفاف الرايس، المديرة التجارية لشركة ((IntelCare)) المغربية لمستحضرات التجميل، إن المعرض يوفر فرصا كبيرة، خاصة للشركات الإفريقية، لتطوير مبادلاتها وعرض منتجاتها والتعريف بعلاماتها التجارية لدى الجمهور الصيني والبحث عن شركاء في هذا السوق الآسيوي.

وأشار وانغ جوان، المدير العام لمكتب لشركة ((IntelCare)) في الصين، إلى أن الشركة لم تحضر سوى عدة زجاجات من الجلسرين إلى شانغهاي لاختبار مدى قبولها عند حضور الدورة الأولى من المعرض في عام 2018. ومن كشك صغير إلى منصة بمساحة 36 مترا مربعا، اغتنمت ((IntelCare)) الفرص في السوق الصينية وحققت مبيعات سنوية تبلغ قيمتها حوالي 700 ألف دولار أمريكي بمساعدة المعرض.

وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته الرئيسية التي ألقاها عبر الفيديو في حفل افتتاح معرض الصين الدولي للواردات في وقت متأخر من يوم الأربعاء، فإن الصين ستوسع بثبات الانفتاح الشامل وتستكشف طرقا أكثر كفاءة لربط الأسواق المحلية والأجنبية ببعضها البعض وتقاسم عوامل الإنتاج والموارد.

وقال الرئيس شي “هدفنا هو تحويل السوق الصينية إلى سوق للعالم، سوق يتشارك فيها الجميع، وسوق يستطيع الجميع الوصول إليها”، مضيفا أنه “بهذه الطريقة، سنتمكن من جلب المزيد من الطاقة الإيجابية للمجتمع العالمي”.

زوار يتجولون في منطقة العرض الخاصة بتجارة الخدمات خلال الدورة الثالثة من معرض الصين الدولي للواردات، في شانغهاي، شرقي الصين، 5 نوفمبر 2020. (شينخوا)

وقد ذكرت آنا باولاك كوليجا، الرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة ((IKEA China))، بعد مشاهدة خطاب الرئيس شي أنه “عندما يمر المشهد الاقتصادي العالمي بتغييرات عميقة، ونشعر بتصميم الحكومة الصينية وقوتها على العمل لتعزيز التحسين المستمر في بيئة الأعمال وخلق فرص السوق”.

“فإن التصميم والجهود المبذولة لتوسيع الانفتاح وتقاسم الفرص الصينية وتعزيز التنمية الشاملة عززت التزام IKEA بالسوق الصينية. وسيكون المعرض منصة ذات فوز مشترك حقا لـIKEA لتنمو وتتطور مع السوق الصينية، وتتطلع إلى المستقبل من أجل مستقبل مشرق مع المجتمع الصيني”، حسبما أضافت باولاك كوليجا.

— اجتياز الأزمات معا

توافدت أكثر من 2600 شركة من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأصدقاء القدامى للدورتين السابقتين من المعرض والقادمين الجدد، على معرض الصين الدولي للواردات لهذا العام وتحدوهم ثقتهم في سوق صينية متجددة، وأمل مستميت في التجمع معا والتغلب على ما وصفه صندوق النقد الدولي بأنه “أسوأ أزمة منذ الكساد العظيم” التي حدثت في ثلاثينيات القرن الماضي.

أحد الموظفين يلتقط صورا في  منطقة العرض الخاصة بتجارة الخدمات خلال الدورة الثالثة من معرض الصين الدولي للواردات، في شانغهاي، شرقي الصين، 5 نوفمبر 2020. (شينخوا)

وقال آلان جابور، رئيس شركة ((Merck China)) “إنكم، في ظل الوضع الوبائي، تحتاجون إلى التعاون، وتحتاجون إلى دعم متعدد الأطراف يتحد لمكافحة هذه الأشياء”.

وأضاف جابور “إنه ليس شيئا يمكن لأي دولة بمفردها، أو أي شركة واحدة أن تفعله وحدها، وبعد ذلك عندما ترون كيف تضافرت جهود اللقاح على أساس عالمي. يمنحكم ذلك الكثير من الأمل في أن العلوم والتكنولوجيا تتحقق بالفعل بطريقة متعددة الأطراف”.

وأعرب ديوك كيو هوانغ، رئيس شركة ((China Samsung))، عن تقديره لدعم الصين لتعافي الشركة، مشيرا إلى أن مصانع الشركة العشرين في الصين عادت جميعها بسرعة إلى عملياتها الطبيعية بعد استئناف العمل والإنتاج.

وقال هوانغ إن “22 رحلة طيران مستأجرة تقل حوالي 5 آلاف مهندس من Samsung دخلت الصين من خلال المسار السريع بين الصين وكوريا الجنوبية لضمان تنفيذ مشروعات استثمرت فيها  Samsung حديثا في الصين”.

زوار يشاهدون أحد العاملين وهو يصنع حلوى الشوكولاتة في الكشك الخاص بـ(فيريرو روشيه) في منطقة عرض المنتجات الغذائية والزراعية خلال الدورة الثالثة من معرض الصين الدولي للواردات، في شانغهاي، شرقي الصين، 5 نوفمبر 2020. (شينخوا)

وذكر الرئيس شي في خطابه “لا يمكن لأحد أن يبقى محصنا في أزمة رئيسية”.

وأضاف الرئيس شي “نحتاج إلى بناء الثقة وليس الشك في بعضنا البعض؛ نحتاج إلى التكاتف وليس توجيه اللكمات لبعضنا البعض؛ ونحتاج إلى التشاور وليس التشهير ببعضنا البعض”.

في وقت يواجه فيه الاقتصاد العالمي تحديات هائلة، لا يزال معرض الصين الدولي للواردات يقف كمنصة حيوية لشركائه القدامى وأصدقائه الجدد لتعزيز الثقة والشجاعة للتغلب على هذه الفترة الصعبة معا.

وقال فان دن هورك “نرى أن بإمكاننا تحقيق نجاح أكبر مرة أخرى”.