فنان مصري: التعاون الثقافي بين مصر والصين “في تطور كبير”
اعتبر الفنان التشكيلي المصري الدكتور عبدالمنعم معوض، أن التعاون الثقافي بين بلاده والصين “في تطور كبير”، وأشار إلى أن اللغة الصينية تنتشر بشكل كبير جدا في مصر.
وقال معوض، وهو أستاذ تصميم بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان ومستشار ثقافي أسبق لمصر في إيطاليا، إن “التعاون الثقافي بين مصر والصين ممتد منذ زمن، وحاليا فى تطور كبير”.
وأضاف “لقد فاجأت عندما وجدت صينيين يستخدمون حرفا من الحروف الهيروغليفية المصرية القديمة كوحدة زخرفية”.
وتابع “لقد أصبحت اللغة الصينية منتشرة بشكل كبير جدا فى مصر، من خلال الجامعات والمعاهد التي فتحت أقساما لتعليم اللغة الصينية، وأتوقع أن تنتشر أكثر خلال السنوات المقبلة”.
وزار الفنان المصري، الصين مرتين في العامين 2014 و 2019، تلبية لدعوة من المركز الثقافي الصيني بالقاهرة.
وقال معوض، إن “الزيارة الأولى كانت فى أكتوبر 2014، بهدف إقامة معرض لأعمالي الفنية فى الصين، وكان من المخطط أن يكون المعرض لمدة شهر واحد، لكن السفارة المصرية فى بكين عرضت علي أن يستمر المعرض لمدة ثلاثة أشهر أخرى في بعض المدن الصينية، كسياسة ناعمة على هامش التحضير لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأولى إلى الصين في هذا العام”.
وأردف “لقد ظل المعرض أربعة أشهر، ولقى نجاحا وتفاعلا كبيرا”، خاصة أن الشعب الصيني محب للفن.
وأضاف أنه “عندما عدت إلى مصر قمت بترجمة الصور التى التقطها فى المدن الصينية إلى لوحات فنية، ونظمت معرضا تحت عنوان (جمال الصين بريشة مصرية) فى قاعة الهناجر بدار الأوبرا المصرية فى العام 2014، ثم انتقل المعرض إلى مدينة الأسكندرية، حيث كان هناك اهتمام جيد بهذا المعرض”.
واستطرد أن “زيارتي الثانية للصين كانت فى العام 2019، واستغرقت أسبوعين، وقمت خلالها بزيارة بعض المدن الصينية، وفى الحقيقة استمتعت بالمناظر الخلابة وانبهرت بالتقدم التكنولوجي الرهيب في الصين”.
وواصل “لقد تأثرت بالحضارة الصينية الرائعة.. وانبهرت (خلال زيارتي الأخيرة) بالمناظر الجميلة والجبال الشاهقة والميادين والحدائق الممتلئة بالورود والألوان، التي رأيتها لأول مرة في حياتي، كما زرت متاحف ومعارض كثيرة جدا وأماكن سياحية رائعة، وأخرى حضارية عمرها آلاف السنين، لذلك قررت أن أعكس ذلك في معرض آخر”.
ونظم معوض معرضا بعنوان “جمال الصين بريشة مصرية”، وهو نفس عنوان معرضه الأول، خلال الأسبوع الماضي في دار الأوبرا المصرية، وضم 20 لوحة بأحجام مختلفة عن الطبيعة الصينية من جبال وبحيرات وكباري ومنازل وغيرها.
وأضاف “كما قابلت مجموعة من الفنانين في الصين، وشرفت بزيارة بعضهم لبيتي، وكانوا من جامعة شانغهاي، وأثنوا على أعمالي الفنية، وتجمعنا حاليا صداقة حميمية”.
وقال الفنان المصري، إنه “قبل زيارتي للصين، كنت اتصور أني سأصطدم بالناس في شوارع الصين، وأنه سيكون هناك زحام كبير، بسبب التعداد السكاني الكبير، لكن رأيت أمر مذهل وهو توزيع جغرافي للسكان أكثر من رائع”.
وأشار إلى أن “الشعب الصيني يتسم بكرم الضيافة.. والثقافة الصينية متقدمة جدا، وكبار السن هناك مثقفون للغاية، وعندما كنت اتناقش مع أي شخص هناك أجده يتذوق الفنون من موسيقى وغناء وغيرها”.
ورأى أن “جينات الصينيين مثل جينات الشعب المصري، يحبون الثقافة والفن كموروث حضاري، ويطلعون على حضارات الآخرين”.
وقال إنه “لا يوجد شخص عاطل في الصين، والكل يعمل حتى داخل البيوت من خلال إنتاج المصنوعات اليدوية.. لذلك أصبحت الصين من الدول الكبرى على مستوى الإبداع والابتكار.. ومصر تسير في الوقت الحالي على نفس النهج.”
ووصف حركة العمران فى الصين بأنها أمر مذهل ومتطور جدا، قبل أن يضيف “لقد رأيت إعجازا خاصة فى الطرق الصينية”.
واختتم معوض قائلا إن “الصين من الناحية الاقتصادية تسير بخطى ثابتة نحو أن تصبح الأولى عالميا”.