وزير الخارجية: الصين والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي
قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الاثنين)، إن الصين والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي ولعب دور بناء في مواجهة التحديات العالمية.
أدلى وانغ بتلك التصريحات خلال محادثة هاتفية مع جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي.
ومشيرا إلى أن مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) لا يزال يستشري بجميع أنحاء العالم، وإلى تسارع تحولات وتطورات الموقف الدولي الراهن، قال وانغ إن الصين والاتحاد الأوروبي، باعتبارهما قوتين تحققان الاستقرار في عملية تعدد الأقطاب، تحتاجان إلى تعزيز التواصل والحوار ومواصلة دعم الثقة المتبادلة والقضاء على جميع أنماط التشتيت.
وأشار إلى أن أول ما ينبغي على الجانبين عمله هو معالجة الشؤون الداخلية لدى كل منهما على النحو الصحيح، بالتزامن مع تعزيز التعاون الاستراتيجي ولعب دور بناء في مواجهة التحديات العالمية، مضيفا أنه يتعين على الجانبين الحفاظ على الاتجاه الصحيح للعلاقات الصينية-الأوروبية، والالتزام بالتعايش السلمي والتعاون المفتوح والتعددية والحوار والتشاور، وهي أمور لا تعد فقط خبرة هامة اكتُسبت على مدى الـ45 عاما الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية، وإنما تمثل أيضا مبادئ أساسية لتطور الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي، على نحو صحي ومستقر خلال المستقبل.
وأكد وانغ أن الصين تعتزم الحفاظ على التواصل الوثيق مع الاتحاد الأوروبي بشأن الأجندة الهامة للمرحلة المقبلة، والعمل بجد أكبر لدفع معاهدة الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي وإنجازها، وتعزيز التنسيق والتعاون حول تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي، لتوفير إطار عمل مؤسسي وتطلعات كبيرة بشأن التعاون الثنائي في المجالات الرئيسية.
وأوضح أنه يتعين على الجانبين دعم المواءمة الاستراتيجية، والبناء المشترك لاقتصاد عالمي مفتوح، ومعارضة الحمائية، سعيا نحو توفير بيئة أعمال عادلة وشفافة وغير تمييزية للشركات من الجانبين، وضخ المزيد من الطاقة الإيجابية في التعافي الاقتصادي العالمي.
ولفت وانغ إلى أن تمسك الاتحاد الأوروبي باستقلاله الاستراتيجي لا يخدم المصالح الأوروبية الأساسية طويلة الأجل فقط، وإنما يحقق أيضا تطلعات المجتمع الدولي المشتركة، مضيفا أن الاستقلال الاستراتيجي شرط ضروري لبقاء الاتحاد الأوروبي قطبا مستقلا في العالم.
وقال إن استقلال الاتحاد الأوروبي الاستراتيجي يجب أن يتجسد في التمسك بالتعددية ومعارضة الهيمنة الأحادية، والسعي إلى الانفتاح والتعاون ومعارضة “فك الارتباط” المقصود، ووضع سياسات خارجية مستقلة تتوافق مع الأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية، ومعارضة المواجهة بين مختلف الكُتَل ومعارضة نشوب “حرب باردة” جديدة.
وأوضح وانغ أن الجانب الصيني يتطلع إلى أن يتجسد الاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي أيضا في صياغة وتنفيذ سياسات صحيحة تجاه الصين، لافتا إلى أنه يتعين ألا تكون العلاقات بين الدول الكبرى خيارا بين أمرين لا ثالث لهما، ناهيك عن كونها لعبة صفرية.
وأشار إلى أن الجانب الصيني حافظ على سياسات شديدة الاستقرار والتواصل مع الاتحاد الأوروبي، وأن الصين تتعامل مع الاتحاد دوما بمنهج متفائل وإيجابي، وترى في الكتلة شريكا هاما وأولوية دبلوماسية، مضيفا أن الصين تتطلع إلى أن يتمكن الاتحاد من إنشاء إطار عمل تعاوني لسياساته نحو الصين، وتطوير علاقات أكثر إيجابية بين الاتحاد الأوروبي والصين.
من جانبه، قال بوريل إن الاتحاد الأوروبي يثمن الهدف المناخي الذي حددته الصين، والذي يتمثل في الوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060، الأمر الذي يجسد نموذجا يحتذيه العالم.
وأضاف بوريل أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتعزيز التعاون مع الصين بشأن تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي على نحو شامل، ودفع عملية التفاوض بشأن معاهدة الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين وبذل قصارى الجهود لإنجازها خلال هذا العام.
وقال إن الاتحاد الأوروبي يثمن كثيرا الإنجازات التنموية الهائلة التي أحرزتها الصين، وإسهاماتها الهامة في تحقيق السلام والرخاء على الصعيد العالمي، مضيفا أن الاتحاد عازم على اتخاذ منظور موضوعي وعقلاني تجاه التنمية الصينية وتبني سياسة مستقلة نحو الصين، تقوم على تحقيق مصالح الكتلة الأوروبية.
وأوضح بوريل أنه على الرغم من حقيقة اختلاف النظام السياسي في كل من الصين والاتحاد الأوروبي، واختلافهما كذلك في الخلفيات التاريخية والثقافية، فإن الكتلة مستعدة لإقامة تعاون فعال مع الصين بروح من الاحترام المتبادل، ومواجهة التحديات العالمية معها بشكل مشترك، من أجل إضافة المزيد من عناصر التوازن وإمكانية التنبؤ على مستوى العالم.