الأداء الاقتصادي القوي للصين علامة جيدة للانتعاش العالمي
لقد تمكنت الصين من السيطرة على كوفيد-19 في وقت مبكر، وسجلت نموا اقتصاديا إيجابيا في عام 2020، وهي مؤشرات جيدة للاقتصاد العالمي، وفقا لما قاله باحث هنا في مقابلة مع ((شينخوا)) مؤخرا.
وقال تساي داو لو، الزميل البارز الزائر في كلية إدارة الأعمال بجامعة سنغافورة الوطنية “إنه أداء رائع في مثل هذا العام الصعب”، مُعلقا على بيانات تفيد بأن الصين سجلت نموا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.3 في المئة في عام 2020، وأصبحت الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي يسجل نموا إيجابيا في العام وسط الوباء.
وأضاف تساي أن الأداء الاقتصادي القوي للصين في عام 2020 قد تُرجم إلى صفتين مهمتين، وهما “سوق عمل مستقر” و”ارتفاع الدخل القابل للإنفاق” في الصين.
وأوضح قائلا إنه مع تنسيق قوي للجهود بين الحكومة المركزية والحكومات المحلية، ظلت الصين ملتزمة وفعالة تماما في احتواء انتشار الفيروس، بما يخلق بيئة آمنة لإنفاق الأسر وعودة القوى العاملة إلى العمل.
وأضاف أن “العامل الأساسي الهام (للأداء الاقتصادي) هو احتواء الفيروس، بما يمنح الثقة للسكان”.
وهناك عوامل أخرى مساهمة أيضا.
فمع وجود بعض الدول التي تميل إلى الانغلاق إلى الداخل وإغلاق أبوابها وسط الوباء العام الماضي، أعادت الصين تأكيد التزامها بتجارة السلع والخدمات والاستثمار، وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة المعروفة بالشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP) مع 14 دولة أخرى، وإكمال مفاوضات معاهدة الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وقال إن هذه الاتفاقيات متعددة الأطراف لن تساعد في تخفيف الضرر الاقتصادي لفيروس كوفيد-19 فحسب، بل ستعزز أيضا ثقة المستثمرين، وبالتالي تسهل الانتعاش الاقتصادي العالمي، مؤكدا على “نحن بحاجة إلى صين قوية وصحية اقتصاديا”.
في الوقت الحالي، يتم فرض الكثير من قيود السفر في جميع أنحاء العالم تقريبا للسيطرة على فيروس كورونا الجديد، لكن تساي أشار إلى أن هناك حاجة ملحة لأن يكون العالم أكثر ارتباطا في مكافحة الوباء، لأن سلاسل التوريد العالمية معقدة ومترابطة تماما، والناس بحاجة للحصول على السلع والخدمات.
وأشار أيضا إلى أنه “فقط بهذه الطريقة يمكننا تحقيق أقصى قدر من توفير السلع، مثل المعدات الطبية، والاستفادة الكاملة من المزايا النسبية لكل بلد”.
وخلال إشارته لمبادرة الحزام والطريق المقترحة من الصين، قال إنها تهدف إلى ربط الصين ببقية العالم من خلال التواصل، ويمكن أن تساعد في بناء عالم أكثر تكاملا.
وأوضح قائلا “عندما تكون الدول أكثر ترابطا، وعندما تنخفض تكاليف التعاملات، فهذا يتيح إمكانية الوصول إلى الأسواق لكل من هو جزء من هذه الشبكة”، مضيفا أن المبادرة يمكن أن تلعب دورا مهما وتحويلا جذريا في تخليص الناس من الفقر.
وهكذا، فإن هذه المبادرة يمكن أن يكون لها فائدة اقتصادية كبيرة للاقتصاد العالمي، وفقا لرأيه.