خبراء عرب: جهود الصين وإنجازاتها في مكافحة الفقر وسط أزمة كوفيد-19 تمنح العالم طاقة إيجابية
عقد مؤخرا اجتماع كبير للاحتفال بإنجازات الصين في القضاء على الفقر والإشادة بالنماذج المثالية في تلك القضية وتكريمها. وبدورهم، قال خبراء عرب إن وجود فلسفة تنمية مرتكزة على الشعب وتسعى بثبات لتحقيق الازدهار للجميع قد تكون مصدر إلهام للعالم.
وقالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذة العلاقات الدولية بجامعة القاهرة والمتخصصة في الشؤون الآسيوية، إن الصين حققت إنجازات اجتماعية غير مسبوقة سارت بالتوازي مع النمو الاجتماعي والاقتصادي المتسارع خاصة في مجال مكافحة الفقر منذ أن تبنت سياسة الإصلاح والانفتاح قبل أكثر من 40 عاماً.
وأكدت أن الصين استثمرت بشكل متزايد في مكافحة الفقر من خلال التركيز الواضح على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين في المناطق الريفية، كما زادت هيكل الدخل للمواطنين في المناطق الريفية بما في ذلك الفلاحون، مشيرة إلى أن النمو الاقتصادي المتسارع وخاصة التنمية الزراعية والريفية والنمو الاقتصادي القوي وطويل الأمد من العوامل الرئيسية التي ساعدت في الحد من معدلات الفقر عن طريق خلق فرص العمل داخل وخارج الصين.
ولفتت نورهان الشيخ إلى سلسلة من السياسات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية في هذا الصدد بدءا من تحسين الخدمات الأساسية وتخصيص مساعدات مالية للفقراء وصولا إلى زيادة الاستثمارات المالية المحلية وتشجيع التمويل المحلي والمركزي المخصص لمكافحة الفقر.
بالطبع، “إنها تجربة ملهمة للعالم،” هكذا ذكرت نورهان الشيخ، مضيفة أن السياسة الصينية خلقت حالة من التعاون العالمي في مجالات التجارة واللوجستيات والنقل، وأن الصين ساعدت في فتح المزيد من الأبواب أمام الجميع دون تمييز أو عقبات، الأمر الذي ساعد في تغيير حالة العديد من الأسر الصينية، وهو ما انعكس على العالم، علاوة على أن النمو الصيني عزز الأنشطة الاقتصادية داخل الصين وخارجها.
ومن جانبه، قال الأستاذ المساعد الدكتور مثنى مشعان المزروعي بكلية التربية في الجامعة المستنصرية بالعراق، إن الصين تمكنت من إخراج ملايين المواطنين من دائرة الفقر، وفي الوقت ذاته، تسارعت مستويات التعليم بشكل هائل، مشيرا إلى أن الصين شهدت نموا اقتصاديا يجب أن تتم دراسته من قبل جميع الدول العربية.
وشاطره وارف قميحة، رئيس جمعية طريق الحوار اللبناني الصيني، الرأي قائلا إن الصين انتهجت إستراتيجية مكافحة الفقر بتدابير مستهدفة، بما يعني أنها توجهت إلى الفقراء بشكل مباشر، لافتا إلى أن هذه الإستراتيجية أثبتت بالتجارب أنها إستراتيجية ناجحة، وأن تجارب الصين في القضاء على الفقر “يجب الاستفادة منها على مستوى العالم وخاصة في منطقتنا العربية”.
وفي ظل انتشار جائحة كوفيد-19 ومواجهة العالم لتحديات جديدة، ذكر وارف قميحة أن الوقائع أثبتت أن الحكومة الصينية كانت على قدر عالٍ من المسؤولية والحكمة في التعاطي مع هذه الجائحة ومحاولة الحد من انتشارها.
“فإذا كانت هناك من طاقة إيجابية أرادت الصين أن ترسلها عبر العالم رغم هذا الوباء، فإنها تكمن في أن ننظر بشكل جيد إلى التجربة الصينية في هذا الجانب فيما يتعلق بالقضاء على الفقر ونحكم من خلال هذه التجربة ماذا حصل في الصين وماذا ممكن أن يستفيد العالم من هذه التجارب الصينية القيمة والعظيمة”، حسبما قال وارف قميحة لوكالة أنباء ((شينخوا)).
واتفق الوزير الأردني الأسبق الدكتور جواد العناني مع وجهة النظر هذه، ولدى تطرقه إلى جائحة كوفيد-19 وتأثيرها في هذا الصدد، أشاد العناني بإنجازات الصين في المجال العلمي ومكافحة المرض وما قدمته من مساعدات في هذا الإطار، متمنيا أن تتضافر جهود بلدان العالم حتى يستطيع الجميع التصدي للتحديات التي فاقمتها جائحة كوفيد-19 ومن بينها الفقر والبطالة.
ولدى تعبيره عن أن فكرة “مكافحة الفقر من خلال التنمية” فكرة مفيدة، ألمح جواد العناني إلى أن الصين قامت بعدد من المحاولات الجيدة في هذا الإطار في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وبادرت إلى إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، مذكرا بأن الصين أقامت مشروعات ضخمة تتعلق بالربط البيني والبنية التحتية لتسهيل عملية الانتقال والتبادل التجاري، وهو ما عاد بدوره بالنفع على الدول المعنية.
وأكد إن الصين تركز على بناء اقتصادها وتتحمل مسؤوليتها العالمية، من خلال دعم الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي وغيرهما من المنظمات والمؤسسات الدولية بتبرعات وبمساهمة في موازنات تلك الكيانات الدولية.
إن الخروج من براثن الفقر ليس خط النهاية، بيد أنه نقطة البداية لحياة جديدة ومسعى جديد، حيث يتفق الخبراء في أن القضاء على الفقر يعتبر هدفا مشتركا للبشرية وأن المعركة ضد الفقر ستحقق مستقبلا أفضل بالتأكيد من خلال الجهود المشتركة والشجاعة.