خبراء يدعون إلى عودة العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى المسار الطبيعي والحذر من سوء التقدير
قال خبراء إنه من الأهمية بمكان إعادة تقويم العلاقات الأمريكية الصينية، التي توترت على مدار السنوات الأربع الماضية، والحذر من سوء التقدير وسوء الفهم.
فقد صرح ستيفن روش، الباحث البارز في معهد جاكسون للشؤون العالمية بجامعة ييل، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أُجريت معه مؤخرا بأن “العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين هي بلا شك أهم علاقات بين دولتين في النصف الأول من القرن الـ21”.
“إذا كنا لا نزال نسير على الطريق الذي سلكناه”، حسبما قال روش في إشارة إلى النهج الذي وضعته الإدارة الأمريكية السابقة، “ستكون هذه نتيجة مؤسفة ومقلقة للغاية بالنسبة للبلدين بشكل فردي وكذلك للعالم بأسره”.
وذكر روش، المتابع منذ فترة طويلة للعلاقات الأمريكية الصينية، “علينا أن نأمل أن يكون عام 2021 عاما محوريا في إعادة التفكير في الطريقة التي يتعامل بها البلدان مع بعضهما البعض بأوسع المعاني في العالم”.
ولدى إشارته إلى أن الإطار الذي وضعته الإدارة الأمريكية السابقة “كان إطارا موجه للصراع والفشل”، والذي “لم ينجز شيئا في الحقيقة”، قال إن هناك حاجة إلى نهج عملي أكثر لإعادة العلاقات الثنائية إلى المسار الطبيعي.
وذكر الباحث الشهير أنه من الأفضل لإدارة الرئيس جو بايدن أن “تبدأ بقطعة ورق نظيفة” عند صياغة السياسات تجاه الصين.
وأشار الخبراء إلى أنه من الأهمية بمكان تحفيز العناصر التعاونية في هذه العلاقات الثنائية المرتبطة ببعضها البعض، حيث يجلب التعاون فوائد، فيما لن تؤدي المواجهة سوى إلى الضرر.
ورغم الاختلافات بين الولايات المتحدة والصين، “إلا أن هناك الكثير مما نتشاركه فيما يتعلق بتطلعات العدد الكبير من سكاننا في كلا البلدين”، حسبما قال روش.
وأشار قائلا “إذا ركزنا على تطلعات شعبينا المحترمين، فسنكون في مكان أفضل لحل الخلاف”.
وصرح كينيث كوين، السفير الأمريكي السابق لدى كمبوديا، مؤخرا لـ((شينخوا)) عبر البريد الإلكتروني بأن “التعاون الأمريكي الصيني ضروري للغاية لكوكبنا” ويتعامل بشكل فعال مع قضايا حاسمة مثل ضمان الأمن الغذائي العالمي، وتعويض آثار تغير المناخ، ومنع الأوبئة في المستقبل في أمراض الإنسان والحيوان، والحفاظ على السلام العالمي.
ومن جانبه، قال جيفري ساكس، أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا والمستشار البارز للأمم المتحدة، في مقال نُشر الشهر الماضي إن الولايات المتحدة والصين لديهما الكثير لتكسباه من التعاون، بما في ذلك “السلام، والأسواق الموسعة، والتقدم التكنولوجي المتسارع، وتجنب حدوث سباق تسلح جديد، وإحراز تقدم في مكافحة كوفيد-19، وتحقيق انتعاش قوي للوظائف العالمية، وبذل جهود مشتركة لمكافحة تغير المناخ”.
“إن التعاون ليس جبنا”، هكذا ذكر في مقال بعنوان “لماذا يتعين على الولايات المتحدة مواصلة التعاون مع الصين”، مضيفا أن السياسة الخارجية لإدارة بايدن مع الصين “يجب أن تبدأ بالبحث عن التعاون بدلا من افتراض الصراع”.
وفي الوقت الذي تعهدت فيه الصين بالمشاركة بنشاط في التعاون الدولي لمكافحة كوفيد-19، والاستمرار في الانفتاح على العالم، وتعزيز التنمية المستدامة وإقامة نمط جديد من العلاقات الدولية، “سيكون من الحكمة أن تهدف الدبلوماسية الأمريكية إلى المشاركة مع الصين في هذه المجالات”.
وذكر الخبراء أنه في جهودهما لتعزيز علاقات بناءة، يجب على الجانبين الحذر من سوء التقدير.
فقد قال جوزيف أس. ناي جونيور، الأستاذ بجامعة هارفارد، في مقال نُشر على موقع (بروجيكت سينديكات) الأسبوع الماضي إنه في الوقت الذي تمتلك فيه الولايات المتحدة والصين حافزا للتعاون في عدد من المجالات، فإن سوء التقدير أمر محتمل الحدوث.
وذكر عالم السياسة الأمريكي الشهير أن سوء التقدير يمكن أن يؤدي إلى المبالغة في رد الفعل.
وشدد على أن “الجانبين يجب أن يحذرا من سوء التقدير. وفي النهاية، فإن الخطر الأكبر الذي نواجهه، في أغلب الأحيان، هو قدرتنا على الخطأ”.
وعلى الرغم من أن إصلاح العلاقات قد يستغرق بعض الوقت، إلا أن الخبراء أعربوا عن أملهم في علاقات سليمة وصحية بين الولايات المتحدة والصين.
وقال روتش إنه لا يزال “يأمل في أن تكون لدينا فرصة للقيام بعمل أفضل بكثير”.
وذكر كوين، الذي عمل 32 عاما في السلك الدبلوماسي الأمريكي، إنه تشجع بالمحادثة الهاتفية التي جرت بين زعيما البلدين قبل العام القمري الجديد.
وأعرب عن أمله في أن يوفر هذا التطور “فرصة مرحب بها في عام الثور لتكون فرصة يمكن من خلالها إحراز تقدم مطرد في تحسين كل من مناخ وجوهر العلاقات الثنائية”.