آثاريون عراقيون يولون اهتماما كبيرا بالاكتشافات الأثرية الجديدة في سانشينغدوي
أولى آثاريون عراقيون اهتماما كبيرا بالاكتشافات الأثرية الصينية الجديدة في موقع أطلال سانشينغدوي ووصفوها بأنها إنجاز علمي عظيم ومكسب لكل العالم، داعين إلى التعاون مع الصين للاستفادة من خبراتها المتطورة في مجال التنقيبات الأثرية.
وقال محمد صالح عطية، معاون مدير عام التحريات والتنقيبات في هيئة الآثار والتراث العراقية، لوكالة ((شينخوا)) “طبعا هذا الاكتشاف مهم جدا لأنه يسلط الضوء على فترة تاريخية مهمة بالنسبة للحضارة الصينية، وهذا سوف يساعد الباحثين سواء في مجال الآثار أو التاريخ في تسليط الضوء على هذه الفترة المهمة”.
وأضاف “مثل هذا الاكتشاف سوف يساعد على تحفيز بقية المختصين في بلدان مثل بلاد الرافدين أو مصر أو بقية البلدان في مقارنتها (أطلال سانشينغدوي) مع الفترات التاريخية الموازية في تلك البلدان من أجل معرفة التشابه والترابط بين تلك الفترات بالنسبة لحضارات الشرق الأوسط، باعتباره موطن البشرية الأول”.
وأكد عطية أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في أنه اكتشاف حديث واستخدمت فيه تقنيات وتكنولوجيا عالية في عمليات التنقيب، فضلا عن أنه يظهر التطور الحاصل في تلك الفترة، ويوفر مصادر تاريخية عن تلك الحضارة.
وشدد على أهمية التعاون مع الصين في مجال التنقيبات الأثرية لكسب المهارات والاستفادة من التقنيات الحديثة الموجودة لدى الخبراء الصينيين، قائلا “ندعو الخبراء الصينيين إلى القدوم للعراق والمشاركة في عمليات التنقيب كون أرض بلاد الرافدين غنية بالحضارات القديمة”.
وأوضح عطية أن هذا التعاون ممكن أن يتم من خلال مبادرة الحزام والطريق.
وأشار عطية إلى أن الفترة التي تعود لها الآثار التي كُشف عنها في سانشينغدوي والتي تقدر بخمسة آلاف سنة تقابل الحضارة السومرية في العراق.
وفي رده على سؤال عن حاجة العراق لمزيد من التنقيبات، قال “كل بلد يملك حضارة عظيمة مثل العراق أو الصين هو بحاجة مهمة جدا للاكتشافات الأثرية بصورة مستمرة للاكتشاف والحصول على معرفة أكثر عن الفترات التاريخية الموجودة في تلك البلدان”.
وتابع “بالنسبة للعراق وضعنا خطة للتنقيبات وننتظر حاليا تخصيص المبالغ اللازمة في موازنة العام الحالي لكي نقوم بتنفيذها”.
وعثر علماء الآثار الصينيون على ست حفر قرابين جديدة واكتشفوا أكثر من 500 قطعة تعود إلى حوالي 3000 عام في أطلال سانشينغدوي في مقاطعة سيتشوان، حسبما أعلنت الهيئة الوطنية للتراث الثقافي في مدينة تشنغدو، حاضرة المقاطعة.
وتقع الحفر الجديدة بجوار حفرتين لتقديم القرابين تم اكتشافهما في عام 1986، حيث تشكل هذه الحفر معا منطقة قدم فيها سكان حضارة شو القديمة القرابين إلى السماء والأرض وإلى أسلافهم، ووصلوا من أجل الرخاء والسلام، وفقا لتانغ فاي، رئيس فريق التنقيب في أطلال سانشينغدوي ورئيس معهد بحوث الآثار الثقافية وعلم الآثار بمقاطعة سيتشوان.
من جانبه، قال جنيد عامر، الباحث الآثاري في الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية، لوكالة ((شينخوا)) “بعد سنين طويلة ولأهمية موقع سانشينغدوي الذي يعد من أهم المواقع العشرة المكتشفة في الصين خلال القرن العشرين، فقد استأنفت البعثة التنقيبية موسمها باكتشاف علمي بواسطة فريق تنقيب وطني بعد عام 1986”.
وأضاف أن “الاكتشافات أثمرت عن العثور على هذه الحفر وهذه اللقى العديدة والمتنوعة والفريدة وجلها من الذهب والبرونز، ناهيك عن المواد الأولية الأخرى كالعاج ومنتجات من الحرير والنسيج وأرز متفحم وبذور أشجار. وهذا يولد اعتقادا كبيرا لدى العلماء للبحث عن ماهية الأفكار في تلك الحقبة”.
وأكد أن أهمية هذا الاستكشاف تكمن في إثراء المتاحف الحضارية الصينية وعرضها على المجتمع للاطلاع عليها، بعد أن تُوثق علميا من أجل التعرف عليها عن كثب، إضافة إلى تسليط الضوء إعلاميا عليها ليرى العالم أخر التطورات في الحقل الآثاري الذي يكتسب أهمية تاريخية وثقافية واضحة المعالم من خلال ديمومة العمل بوتيرة علمية.
وفي رده على سؤال عن أهمية اكتشاف الحضارة القديمة لفهم التنوع الحضاري في التاريخ المبكر، أجاب عامر “إن اكتشاف أي حضارة هو مكسب لأهل الأرض، لذلك يعتبر التنوع الحضاري رئة سليمة وجسر يوصل الماضي بالحاضر من خلال رسالة باطن الأرض للساكنين عليها ليتعرفوا على مفهوم التأريخ وايصاله لكافة الأجيال، وتعزيز الهوية الآثارية ونشر الوعي ليتسنى للجميع معرفة ماذا كان وكيف أصبح وكيف سيكون… هكذا هي الحضارات تروح وتأتي، وبعدها يبقى الأثر الذي صنعته يد الإنسان وتفننت به الطبيعة، ويُستغل لتوثيق مخلفات الإنسان المادية وغيرها ليكن بين الكتب ويعتمد تدريسه في الجامعات والمعاهد المختصة”.