مبعوث صيني: العديد من القضايا المتعلقة بسوريا تتطلب تأملات عميقة
قال مبعوث صيني يوم الإثنين إن العديد من القضايا المتعلقة بالوضع الحالي في سوريا تتطلب تأملات عميقة بعد 10 سنوات من الصراع المطول جلبت معاناة لا توصف للبلاد وشعبها.
وقال تشانغ جيون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الحقائق أثبتت مرارا أن احترام السيادة الوطنية وسلامة الأراضي هو معيار دولي يجب التمسك به.
وقال لمجلس الأمن إن الحل السياسي هو الطريقة الوحيدة القابلة للتطبيق لمعالجة القضايا الساخنة، وإن دعم مسار التنمية الذي يختاره أبناء كل دولة بما يتلاءم مع ظروفها الوطنية هو السبيل الأساسي.
وحذر من أن تغيير النظام ليس خيارا ولن ينجح. لن تؤدي العقوبات الأحادية الجانب سوى إلى تفاقم الوضع. ولن يؤدي التدخل العسكري الخارجي سوى إلى كوارث أكبر وعواقب وخيمة.
وقال تشانغ إنه في ظل الظروف الحالية، يتعين على المجتمع الدولي أن يتبنى نهجا شاملا يدمج الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية، من أجل تعزيز التحقيق المبكر للسلام والأمن والتنمية معا.
ودعا إلى الالتزام بالاتجاه الصحيح للتسوية السياسية وتحسين الوضع الإنساني ورفع العقوبات الأحادية الجانب والحصار الاقتصادي وإنهاء الاحتلال الأجنبي ومكافحة الإرهاب.
وقال “يجب أن نبقى ملتزمين بالاتجاه الصحيح للتسوية السياسية وأن ندعم الشعب السوري في تقريره مستقبل بلاده بشكل مستقل”.
وأوضح أن الصين تدعو جميع الأطراف في سوريا إلى التعاون مع وساطة الأمم المتحدة، من أجل تعزيز التقدم المشترك في عمل اللجنة الدستورية. ولفت إلى أن العملية السياسية السورية يجب أن تلتزم بمبدأ قيادة وملكية سورية، ويجب على المجتمع الدولي دعم الشعب السوري بقوة في استكشاف مسار تنميته بنفسه.
وقال إن اللجنة الدستورية يجب أن تظل مستقلة وبمنأى عن التدخل الخارجي، ويمكن لعملية أستانا والدول الإقليمية ذات الصلة أن تضطلع بدور تنسيقي وتيسيري، مبديا في الوقت نفسه ترحيب الصين بحقيقة أن الدول العربية ذات الصلة تفكر بإيجابية لإعادة سوريا إلى حضن جامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن ذلك يسهم في دفع العملية السياسية في سوريا قدما، وهو ما يجب أن يشجعه ويدعمه المجتمع الدولي.
وقال تشانغ “يجب علينا الاستفادة بشكل كامل من الدور القيادي للحكومة السورية من أجل تحسين الوضع الإنساني بشكل أساسي على الأرض”.
وبالنظر إلى الوباء الحاد وقضايا الأمن الغذائي في سوريا، دعا تشانغ إلى تقديم مساعدات إغاثية مستهدفة مع التركيز على الاحتياجات الإنسانية للنساء والأطفال والفئات الضعيفة الأخرى. ولفت إلى أن الصين زودت سوريا مؤخرا عبر القنوات الثنائية بـ150 ألف جرعة لقاح و750 طنا من الأرز كدفعة أولى، وستواصل المساهمة في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية في سوريا.
وقال إن الصين ترحب بتوفير اللقاحات عبر مرفق كوفاكس للشعب السوري، وان الحكومة السورية تعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والشركاء الآخرين في تعزيز العمليات الإنسانية وجلب كميات كبيرة من الإمدادات الطبية إلى شمال شرق البلاد من خلال التوصيل عبر الخطوط، معربا عن تقدير الصين لتلك الجهود.
ودعا تشانغ المجتمع الدولي إلى دعم الأمم المتحدة في فتح طريق لإيصال المساعدات الإنسانية من دمشق إلى الجزء الشمال الغربي في أقرب وقت ممكن، مما سيقلص اعتماد سوريا تدريجيا على الآلية العابرة للحدود.