وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي..الإمارات والصين تدركان أن الابتكار أحد محركات التقدم الرئيسية
قال الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي يوم الخميس، إن الإمارات العربية المتحدة والصين تدركان أن الابتكار أحد محركات التقدم الرئيسية وأنه مع استمرار العالم في التغير بوتيرة غير مسبوقة، ومع استمرار التقنيات الجديدة في التقاطع مع الطريقة التي نعيش ونعمل بها، فإن بناء نظام بيئي يحفز الابتكار لم يعد أمرا اختياريا.
وفي كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح منتدى بوجيانغ للابتكار لعام 2021، أعرب الجابر عن سروره للانضمام إلى افتتاح المنتدى، مرسلا أطيب تمنيات شعب الإمارات العربية المتحدة وقيادتها لحكومة جمهورية الصين الشعبية، ومعبرا عن شكره لوزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية والحكومة الشعبية لبلدية شانغهاي لدعوتهما دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون ضيف الشرف لهذا الحدث المرموق.
وأضاف الجابر أن اختيار دولة الإمارات لتكون ضيف الشرف لهذا الحدث، شهادة على الرابطة الوثيقة والدائمة بين الإمارات والصين، والتي سوف تتعزز في السنوات المقبلة، بينما يعمل البلدان على تعميق روابطهما الاقتصادية والتكنولوجية والثقافية.
وتابع أنه تعلم في الإمارات أن الابتكار لا يحدث من فراغ، ولكنه يظهر إلى النور عندما تعمل أفضل العقول معا لحل مشكلة واحدة. وهذا هو السبب في أن قيادة الإمارات تعزز دائما ثقافة الشمول التي ترحب بالجميع في البلد الخليجي، وهو السبب في تشجيع الإمارات التعاون خارج حدودها “لأننا معا نكون أكثر ذكاء وأكثر فطنة وأكثر مرونة”.
وأضاف وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي أن هذا المبدأ تجسد عندما تعاونت الإمارات والصين للاستجابة بشكل مشترك ضد وباء كوفيد-19، وتم تطوير اللقاحات في وقت قياسي في الصين، وتم نشرها على نطاق واسع في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة لتحقيق ثاني أسرع حملة تطعيم في العالم.
ولفت الجابر إلى أن نفس روح الابتكار التعاوني يمكن أن تساعد الإمارات والصين في حل التحديات العالمية الأخرى، مثل تغير المناخ، حيث دخلت الإمارات العربية المتحدة والصين في شراكة للابتكار، وعملتا على إنشاء أكبر محطة للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم – نور أبو ظبي بـ 3.2 مليون لوحة شمسية مثبتة على مساحة 8 كيلومترات مربعة، لتنتج نور أبوظبي 1.2 جيجاواط من الكهرباء النظيفة.
وأضاف أن الإمارات والصين ستسجلان قريبا رقما جديدا في فضاء الطاقة المتجدد، مع حديقة الظفرة للطاقة الشمسية – والتي ستكون ضعف حجم نور تقريبا وستحدد تعريفة منخفضة قياسية تبلغ 1.35 سنتا لكل كيلووات ساعة.
وتابع الجابر أن الإمارات والصين تثبتان أنه عندما تتعاون البُلدان من أجل الابتكار تنخفض التكاليف وترتفع الفرص الاقتصادية وتعود الفوائد على المجتمع.
وقال إن دفع حدود الابتكار يتطلب الشجاعة والجرأة والإقدام، وأن تكون مستعدا للفشل في طريق النجاح، وإن هذه هي الروح التي حولت الاقتصاد الهيدروكربوني إلى مركز امتياز لأشكال الطاقة المتجددة والجديدة. وهو السبب الذي جعل الإمارات قادرة على تحويل قرى صيد السمك واللؤلؤ إلى مراكز لوجستية عالمية المستوى تنقل اليوم ملايين البضائع الصينية إلى إفريقيا وأوروبا والأمريكتين.
وأضاف أن تلك هي الرؤية التي سمحت لدولة الإمارات العربية المتحدة باستكشاف الفضاء وإرسال أول مسبار من منطقة الشرق الأوسط إلى المريخ، وهي القوة الدافعة وراء إطلاق “جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي”، أول جامعة في العالم مكرسة للسعي وراء الذكاء الاصطناعي والتي تعلم الشباب من جميع أنحاء العالم.
واستطرد قائلا “بينما نتطلع إلى المستقبل فإننا نعيد تركيز استراتيجيتنا الصناعية بأكملها حول الاستفادة من قوة التقنيات المتقدمة لبناء المرونة في صناعاتنا الأساسية والتوسع في قطاعات جديدة كثيفة المعرفة”.
ولفت إلى أنه يرى العديد من الفرص للاستفادة من الشراكة من أجل الابتكار بين الإمارات والصين عبر الصناعات التقليدية والناشئة، بطرق إبداعية وذات جدوى تجارية.
وأشار إلى أنه في قطاع الطاقة، “يجب علينا استكشاف إمكانات الهيدروجين الخالي من الكربون، ومطابقة خبرتنا وبنيتنا التحتية مع طلب الصين المتزايد على المزيد من الطاقة مع كمية أقل من الكربون. وفي علوم الحياة، دعونا نبني على تجربتنا مع كوفيد-19 لابتكار أدوية جديدة وعلاجات متطورة يمكن أن تنقذ الأرواح وتخلق أعمالا ذات قيمة في مجال التكنولوجيا الحيوية”.
ودعا الجابر إلى الدفع نحو التكنولوجيا الزراعية لتطوير البذور التي يمكنها تحمل الظروف القاحلة، وأساليب الزراعة المستدامة التي يمكنها إطعام عدد متزايد من سكان العالم، مع توفير المياه وتقليل الآثار البيئية.
وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، إن ما تقدم كان عن خلق ثقافة الابتكار من خلال الانفتاح على التعاون وتجاوز انجاز العمل بطريقة معتادة، مشيرا إلى أن هناك عوامل تمكين حاسمة أخرى للابتكار ألا وهي، توجيه الاستثمار إلى البحث والتطوير وتخصيص رأس المال للتسويق، ووضع سياسات داعمة وأطر قانونية.
وأشار إلى أنه على هذا النحو تعيد دولة الإمارات العربية المتحدة تصميم إستراتيجيتها الخاصة بالبحث والتطوير والتسويق التي تركز على السياسات والأولويات والتنسيق، مع التأكد من تحفيز المجالات الواعدة أولاً.
وقال “إننا نؤسس نظاما بيئيا أكثر كفاءة لتحويل الأفكار الرائدة إلى منتجات قابلة للتسويق، ونوجه دعوة مفتوحة للعالم للانضمام إلينا في هذه الرحلة لخلق القيمة من خلال الابتكار”.
ودعا الجابر إلى اغتنام هذه اللحظة التي تحدث مرة واحدة في الجيل، واقتناص فرصة الثورة الصناعية الرابعة وترسيخ عقلية الابتكار وروح المبادرة في الجيل القادم – شباب اليوم، الذين سيصبحون قادة الغد.
وتابع أنه “في حال أردنا تحقيق الإمكانات الفردية لبلادنا، فإن تعميق شراكتنا أمر بالغ الأهمية، حيث أنه من خلال الاستمرار في العمل معا، يمكننا تعزيز مرونة اقتصاداتنا وتحسين حياة شعوبنا وحمايتها، وتسريع التقدم العالمي”.