خبراء صينيون وأوروبيون: الصحة هي أول وأهم حقوق الإنسان
أكد خبراء ومسؤولون صينيون وأوروبيون اجتمعوا في روما لعقد ندوة حول حقوق الإنسان في ظل مواجهة الجائحة يوم الثلاثاء أن الصحة هي أول وأهم حقوق الإنسان.
قال لوكا ريزو نيرفو، عضو البرلمان الإيطالي وعضو لجنة الصحة في مجلس النواب، خلال الندوة الصينية الأوروبية حول حقوق الإنسان إنه “من الضرورة بمكان ألا نهدر الدروس الهائلة التي تعلمناها من كوفيد، خاصة اليوم ونحن نرى إمكانية الانتصار على هذه الجائحة في الأفق”.
وذكر أن “الدرس الأول يتمثل في أن صحتنا هي أول وأهم الحقوق، وهي الحق الذي تعتمد عليه جميع الحقوق الأخرى. فالحق في العمل والتواصل والرفاه، ينبع من القدرة على ضمان حق الناس في التمتع بصحة جيدة”.
ولهذا السبب يجب على الدول فرادى وكذلك المجتمع العالمي ككل وضع الرعاية الصحية في صميم استراتيجياتهم الاستثمارية، مع الأخذ في الاعتبار أن الصحة هي أعظم رصيد للتنمية، حسبما أضاف لوكا.
وقال عضو البرلمان الإيطالي إن الدرس الآخر يتمثل في الحاجة إلى الوقاية، ومن خلال ذلك، الحاجة إلى استراتيجية عالمية بشأن الفيروسات مع تحقيق تعاون دولي في مجال بحوث وتطوير العلاجات واللقاحات.
وأشار إلى أنه “يجب أن نعزز أدوات وتدابير الوقاية، ولا سيما في عالم اليوم المرتبط ببعضه البعض والذي يتسع فيه نطاق تداول كل شيء. لقد استمتعنا بجمال التداول على صعيد الأفراد والعلاقات والمنتجات والسلع. وللأسف، تنتشر الأمراض والفيروسات أيضا. لذلك نحن بحاجة إلى تعزيز استراتيجية للوقاية”.
كما تحدثت الدكتورة بنتي ميكلسن، مديرة قسم الأمراض غير المعدية في منظمة الصحة العالمية، خلال الندوة.
وذكرت ميكلسن أن “الأولوية هي لحماية الأرواح. الفيروس لا يميز لكن آثاره تفعل ذلك”، مؤكدة أن “الفجوة بين البلدان ذات الدخل المرتفع والمنخفض ازدادت اتساعا بسبب كوفيد”، وأن عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب الأمراض غير المعدية أثناء الجائحة في البلدان الفقيرة يفوق عددهم في البلدان الأكثر ثراء.
ومن جانبه قال كارلو كابريا، الخبير في مجال تدويل الأعمال والذي تحدث عن “أهمية الدعم الذي تقدمه الصين والتعافي الاقتصادي”، إن “الفيروس يصيب الجميع ولا توجد اختلافات”.
“وفيما يتعلق بالمساعدة التي قدمتها الصين للعالم، كنا (إيطاليا) محظوظين بعض الشيء. وبعد بداية صعبة للغاية، صار لدينا إمكانية فهم كيفية تنظيم أنفسنا للدفاع عن حياة الناس — وهي أعظم هدية يتمتع بها كل واحد منا”، هكذا ذكر كابريا لوكالة أنباء ((شينخوا)).
وقال البروفيسور إنريكو توتي، أستاذ القانون الصيني في جامعة روما تري، لـ((شينخوا)) إنه يعتقد أن “أهمية مؤتمرات من هذا القبيل تكمن في تبادل المعلومات والقيم، سواء كانت الإيطالية أو الصينية”.
ومنذ عام 1997، سافر توتي إلى الصين، حيث أجرى أبحاث الدكتوراه ودرّس في جامعة شانغهاي.
وفيما يتعلق بحماية حقوق الإنسان أثناء الجوائح، ذكر توتي أنه “بغض النظر عن مكان وجودك في العالم، سيكون لديك درجة معينة من الضغط على الحريات الشخصية. وهذا أمر لا مفر منه، ولكن هذا الضغط على الحريات الفردية يكون في خدمة التضامن الجماعي. ولكن من الضروري أن تظل هذه القيود سارية لفترة محدودة من الزمن”.
وأشار إلى أن أحد الأشياء التي يمكن أن تتعلمها إيطاليا من الصين بسبب الجائحة هو “سرعة استجابة المؤسسات في مواجهة أحداث معينة”.
وتحدث الخبراء والمسؤولون الصينيون المشاركون، بمن فيهم السفير الصيني لدى إيطاليا لي جون هوا، عن الجهود الإنسانية التي بذلتها الصين خلال الجائحة، مثل توزيع 300 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 على دول أخرى.
وأكدوا أن حياة الإنسان تأتي قبل أي شيء آخر، وأنه فقط من خلال التعاون يستطيع العالم التغلب على فيروس لا يعرف حدودا.
وقد نظم هذه الندوة معهد حقوق الانسان بجامعة ساوث ويست للعلوم السياسية والقانون ببلدية تشونغتشينغ الصينية ومركز تشونغتشينغ للتنمية الاجتماعية المتساوية. وأقيمت رعاية الجمعية الصينية لدراسات حقوق الإنسان ومجلة ((Cina in Italia)).