الصين تسابق الزمن للمساعدة في بناء الحاجز المناعي العالمي وسط انتشار متغير “دلتا” في جميع أنحاء العالم
وكالة أنباء شينخوا:
تم تسجيل متغير “دلتا” شديد العدوى لكوفيد-19 في أكثر من 90 دولة ومنطقة حول العالم، الأمر الذي يشكل تهديدا خطيرا لمكافحة الوباء عالميا ويسلط الضوء على الحاجة الملحة لبناء حاجز مناعي عالمي من خلال التطعيم الشامل.
وفي مواجهة المتغير الواسع الانتشار، لم تدخر الصين أي جهد لتوفير اللقاحات للمجتمع الدولي، ودعت إلى التوزيع العادل والمنصف للقاحات كوفيد-19 وتسهيل الوصول إليها على مستوى العالم.
— سرعة في مكافحة الوباء
وقالت منظمة الصحة العالمية إن متغير “دلتا”، الذي اكتشف لأول مرة في الهند، هو أسرع سلالات فيروس كورونا وأكثرها ملاءمة حتى الآن، وسوف “يلتقط” الأشخاص الأكثر ضعفا.
وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي يوم الإثنين، إن هذا المتغير من المحتمل أن يكون “أكثر فتكا لأنه أكثر كفاءة في طريقة انتقاله بين البشر”.
ووفقا لمسؤولين بريطانيين، تعد سلالة “دلتا” أكثر عدوى بنسبة 60 بالمائة من سلالة “ألفا”، المتغير الذي تم اكتشافه لأول مرة في بريطانيا. وأصبح متغير “دلتا” الآن مسؤولا عن جميع حالات كوفيد-19 الجديدة تقريبا في بريطانيا، وفقا لبحث أجرته وكالة الصحة العامة في انجلترا.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تأجيلا لأربعة أسابيع للخطوة الأخيرة من خريطة طريق بريطانيا للخروج من قيود كوفيد-19 حتى الـ19 من يوليو، وسط زيادة في حالات المتغير “دلتا”.
وأفادت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها يوم الثلاثاء بأن المتغير “دلتا” هو المسؤول الآن عن حوالي حالة واحدة من كل خمس حالات إصابة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن انتشاره تضاعف في الأسبوعين الماضيين.
وحذر أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في البلاد، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض في نفس اليوم من أن المتحور “دلتا” يمثل الآن أكبر تهديد لجهود القضاء على كوفيد-19 داخل حدود البلاد.
وأوقف متغير “دلتا” أيضا التخفيف المخطط له لقيود الإغلاق في الهند وروسيا وتايلاند والعديد من البلدان الأخرى، فيما يراقب خبراء الصحة العامة في العالم التحورات الأخرى المحتملة للفيروس.
— اللقاحات لا تزال فعالة
وأظهر تقرير صادر عن مجلة ((ذي لانسيت)) في 3 يونيو/ حزيران أن مستويات الأجسام المضادة المعادلة ضد سلالة “دلتا” قد انخفضت بعد جرعة واحدة من التطعيم، لكن العديد من خبراء الصحة قالوا إن اللقاحات لا تزال فعالة في الوقاية من الأمراض الخطيرة وتقليل الوفيات.
وأظهرت البيانات الأخيرة التي نشرتها الصحة العامة في انجلترا أن لقاح استرازينيكا يوفر حماية بنسبة 92 بالمائة ضد دخول المستشفى بسبب متغير “دلتا” بعد تلقي الجرعتين، في مقابل 96 بالمائة للقاح بيونتيك – فايزر.
وأجرت شركة الأدوية الصينية ((سينوفاك بيوتيك)) أيضا بحثا عن متغير “دلتا”. وقال ين وي دونغ، الرئيس التنفيذي للشركة، إن “ما وجدناه هو أن اللقاحات الحالية يمكن أن تحيد هذه المتغيرات … اللقاحات المعطلة لها تأثير معادل جيد”.
وقال “من خلال التخطيط الصناعي لابحاثنا على لقاح كوفيد-19 والأبحاث السريرية المكتملة، سيتم تحسين كفاءة أبحاث اللقاح في السلالات المتحورة بشكل كبير. وبمجرد أن يتحور الفيروس، يمكننا إنتاج لقاح سريعا يتناسب مع السلالة المتحورة”.
ووافقت منظمة الصحة العالمية على لقاح كورونافاك المضاد لكوفيد-19 المطور من قبل شركة ((سينوفاك بيوتيك)) للاستخدام الطارئ في أول يونيو. كما تم إقرار لقاح سينوفارم الصيني للاستخدام الطارئ من قبل نفس المنظمة في وقت سابق من هذا العام. ويتوقع أن يخفف اللقاحان من عدم المساواة في الوصول إلى اللقاحات.
وقالت ماريانجيلا سيماو، مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية للوصول إلى الأدوية والمنتجات الصحية، إن العالم بحاجة ماسة إلى لقاحات متعددة ضد كوفيد-19 لمعالجة حالة عدم المساواة الهائلة في الوصول إلى اللقاحات في جميع أنحاء العالم.
وقالت فينيتا بال، وهي عالمة في المناعة وأستاذة في المعهد الهندي لتعليم وبحوث العلوم لوسائل الإعلام المحلية الهندية، إن “الطريقة الوحيدة لوقف تحور الفيروس تتمثل في التطعيم. الوقاية هي السلاح الوحيد بين أيدينا”.
— الصين تساعد في توطيد المناعة العالمية
وفي مكافحة الوباء، تلتزم الصين بوعدها بمناصرة التعاون الدولي.
وأظهرت أحدث البيانات أنه على الرغم من العرض المحدود والطلب المحلي الهائل، قدمت الصين أكثر من 350 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 للمجتمع الدولي، بما في ذلك تقديم مساعدات لأكثر من 80 دولة نامية ودفعات تم تصديرها إلى أكثر من 40 دولة.
كما تعهدت الصين بتقديم الدفعة الأولى مكونة من 10 ملايين جرعة لمرفق كوفاكس، وهي مبادرة دولية تهدف إلى تعزيز الوصول العادل إلى اللقاحات.
وفي الآونة الأخيرة، خرجت الدفعة الأولى من اللقاحات من انتاج شركة ((سينوفارم)) الصينية من خط الإنتاج لتسليمها إلى كوفاكس. وتتميز هذه اللقاحات بتغليف كامل باللغة الإنجليزية، في تقنية جديدة تربط مستشعرات درجة الحرارة بالقنينات، ومعلومات محدثة عن المنتج وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية.
كما وصلت دفعة من لقاح كورونافاك الصيني إلى تونس بعد ظهر الاثنين. وقالت أكاديمية تشولابورن الملكية التايلاندية إنها ستخصص دفعة من جرعات سينوفارم التي وصلت يوم الأحد إلى المنظمات الطبية والتعليمية والخيرية.
وتشارك ثلاث شركات صينية حاليا في إنتاج لقاحات مع ثماني دول، حسبما ذكر ماو جيون فنغ، المسؤول بوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات.
وتدعم الصين أيضا التوزيع العادل والمنصف للقاحات كوفيد-19 والوصول إليها على مستوى العالم.
وأشار تشن شو، رئيس البعثة الصينية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، يوم الاثنين في الدورة السابعة والأربعين الجارية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى أنه من بين جميع الجرعات الـ2.6 مليار التي تم اعطاؤها على مستوى العالم، وصلت حوالي 0.3 بالمائة فقط إلى البلدان منخفضة الدخل.
وفي إشارة إلى “الاتجاه المزعج لقومية اللقاحات وتخزينها” في بعض الدول المتقدمة، قال تشن إن الصين تدعو إلى “تعاون إنمائي دولي لمساعدة الدول النامية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتخفيف من تأثير الوباء”.